و أ م


 أعلنت مؤسسة مايكروسوفت عن افتتاح "مركز مايكروسوفت لمكافحة الجرائم الإلكترونية"، وهو المركز الذى يعمل على تطوير أساليب مواجهة الجرائم الالكترونية، وذلك فى مقرها الرئيسي بمدينة ريدموند فى واشنطن. ويضم المركز خبراء مايكروسوفت فى المجالات القانونية والتقنية، بالإضافة إلى أحدث الأدوات والتقنيات فى هذا المجال، الأمر الذى يدشن حقبة جديدة فى مجال المكافحة الفعالة للجرائم عبر الإنترنت.

وخلال السنوات الأخيرة، تتسبب الجرائم الالكترونية فى خسائر شخصية ومالية تقدر بملايين الدولارات حول الكرة الأرضية، حيث أكد تقرير حديث نشرته مؤسسة IDC أنه من بين كل ثلاثة أجهزة كمبيوتر تستخدم البرمجيات المقلدة فإن أحدها سيكون مصابا بالبرمجيات الضارة خلال 2013. وبسبب هذه الإصابات فإن المستهلكين سوف ينفقون 1.5 بليون ساعة، و22 بليون دولار أمريكى فى التعرف على هذه البرمجيات ومحاولة التخلص منها واستعادة أجهزتهم إلى الوضع الطبيعى، بينما ستنفق الشركات على مستوى العالم 114 بليون دولار فى التعامل مع تأثيرات الهجمات الالكترونية الناتجة عن هذه البرمجيات الضارة. وأكدت الدراسة أن نسبة البرمجيات المقلدة الموجودة فى السوق هى نسبة مؤثرة، حيث تتجاوز عدد البرمجيات المزيفة التى من المتوقع أن يتم تثبيتها على الأجهزة خلال 2013 أكثر من 2 بليون برنامج، وهو يمثل ثلاثة أضعاف الرقم فى 2006.
وسوف يعمل مركز مكافحة الجريمة الالكترونية على مواجهة هذه الجرائم، بما فى ذلك تلك المرتبطة بالبرمجيات الخبيثة، وسرقات حقوق الملكية الفكرية، والجرائم المتعلقة بالأطفال التى تسهلها التكنولوجيا. وسوف تعمل الجهود التى يتم بذلها داخل المركز على المساعدة فى قيام المستخدمين حول العالم باستخدام أجهزتهم دون قلق.
ديفيد فين، المستشار العام لوحدة الجريمة الالكترونية فى مايكروسوفت، قال: "مركز مايكروسوفت لمكافحة الجريمة الالكترونية هو المكان الذى سيجتمع فيه خبراؤنا مع المستخدمين والشركاء للتركيز على شئ واحد: تأمين المستخدمين عبر الإنترنت، وبجمع الأدوات والتقنيات المتخصصة مع الخبرات الملائمة، ووجهات النظر الجديدة، يمكن أن نجعل شبكة الإنترنت أكثر أمنا للجميع". 
وبالإضافة للمركز الرئيسى، سيتم توسيع نطاق تأثير المركز عالميا بافتتاح 12 فرعا محليا، ومعامل إقليمية حول العالم فى: بكين، برلين، بوجوتا، بروكسل، دبلن، ادينبورو، جاراجون (الهند)، هونج كونج، ميونخ، سنغافورة، سيدنى، وواشنطون، وهذه المواقع سوف تسمح لمايكروسوفت بتحديد وتحليل البرمجيات الضارة، وجرائم الملكية الفكرية، ومشاركة أفضل الخبرات والتجارب مع العملاء وشركاء الصناعة على المستوى الدولى.
وتضم منشأة المركز المؤمنة أحدث أدوات التكنولوجيا التى توصلت إليها معامل مايكروسوفت والتى تسمح لفريق العمل بتحديد ورصد التهديدات الالكترونية العالمية فى وقت حدوثها، بما فى ذلك تقنية SitePrint التى تسمح برسم خريطة لشبكات الجريمة المنظمة على الإنترنت، وPhotoDNA التقنية المتطورة لمكافحة صور الأطفال الإباحية، و Cyberforensics وهى أدوات جديدة للتحقيقات الجنائية يمكنها الكشف عن الجرائم الالكترونية العالمية، بما فى ذلك النصب عبر الإنترنت وعمليات سرقة الإنترنت، بالإضافة إلى نشرات Cyberthreat المعلوماتية حول العمليات التى تقوم بها مايكروسوفت فى هذا الإطار.
ويتضمن مركز مكافحة الجريمة الالكترونية أيضا منشآت مستقلة ومؤمنة لشركاء الصناعة، الأمر الذى يسمح لخبراء مكافحة الجريمة فى كل أنحاء العالم بالعمل داخل موقع واحد مع خبراء مايكروسوفت لفترة غير محدودة من الزمن. والعمل التعاونى سيقوم بتقوية العلاقات والشراكات عبر الصناعة بأكملها، ومع الخبراء الأكاديميين، وهيئات تنفيذ القانون، والعملاء، الذين يمثلون الشركاء المحوريين فى الحرب ضد الجريمة الالكترونية. ومع وجود نحو 100 محامى، ومحقق، وخبير تقنى، وخبراء الطب الشرعى حول العالم فإن مركز مكافحة الجريمة الالكترونية يضع نفسه فى مكانة تمكنه من تأمين مناخ آمن للعمل على الإنترنت لجميع المستخدمين حول العالم.
فيما قال نبرو ناكاتانى، المدير التنفيذى لإدارة مجموعة الابتكار فى الإنتربول: "فى الحرب ضد الجريمة الالكترونية يستفيد القطاع العام بكل تأكيد من خبرات القطاع الخاص، مثل تلك التى توفرها مايكروسوفت، ويحتاج مجتمع الأمن إلى البناء على استجابة هذا القطاع المنظمة لمواجهة مجرمى الإنترنت. وسوف يمثل مركز مايكروسوفت لمكافحة الجريمة الالكترونية محورا مهما فى إنجاز هذه المهام بفعالية وإيجابية".
ومن جانبه، قال على كمال، مدير إدارة حقوق الملكية الفكرية بشركة مايكروسوفت مصر، إن "جرائم الإنترنت تؤثر سلبيا على المستهلكين والصناعة بشكل عام فى مصر بطريقة غير مسبوقة، ونحن نسعى للتعاون مع وحدة مايكروسوفت للجرائم الالكترونية التى تمثل إضافة حقيقية لمكافحة هذه التهديدات، ومن خلال التعاون المستمر فى هذا المجال ستكون الفرصة مواتية لبيئة عمل أكثر أمانا للجميع".