في الوقت الذي عوضت فيه أسواق المال العالمية والخليجية أمس جزءا كبيرا من الخسائر التي تكبدتها أول من أمس الا ان سوق الكويت للأوراق المالية سجل ارتفاعا محدودا وعلى استحياء في الثواني الأخيرة أمس دون ان يجاري المكاسب التي حققتها هذه الأسواق الا في النزول الحاد، الأمر الذي يظهر ان هناك مشاكل حقيقية داخلية تؤثر على مجريات التداول أبرزها الشح في السيولة المالية وتزايد الصعوبات المالية لدى الشركات في ظل صعوبة حصولها على تمويل من البنوك للمساعدة في إعادة هيكلة أصولها أو الدخول في مشاريع جديدة تحسن من أدائها في العام الحالي والعام القادم، بالإضافة الى المشاكل القانونية التي تواجهها بعض الشركات، الأمر الذي زاد من حدة افتقاد الثقة في السوق بشكل عام واستمرار احتفاظ أصحاب الودائع بأموالهم في البنوك رغم ضعف العائد السنوي لها، ولكن يتوقع ان يشهد السوق المزيد من التحسن خلال تداولات اليوم ليدخل في مرحلة من النشاط الجيد الأسبوع القادم بدعم من المعلومات المؤكدة الخاصة بتحويل أموال صفقة زين الاسبوع القادم، الأمر الذي سيدفع السوق لنشاط قوي خاصة ان التوزيعات التي أعلنت عنها شركة زين بنسبة 170% نقدا والتي سيتم اقرارها في الجمعية العمومية للشركة اليوم سوف توفر سيولة مالية للمؤسسات والشركات لن تقل عن 650 مليون دينار، لذلك يتوقع ان تقود زين والشركات المرتبطة بها نشاط السوق في الفترة القادمة، خاصة انها تراجعت بشكل كبير عن مستوياتها في الاسبوع الماضي.

المؤشرات العامة

ارتفع المؤشر العام للبورصة 5.2 نقاط ليغلق على 6807.3 نقاط بارتفاع نسبته 0.08% كذلك ارتفع المؤشر الوزني 1.40 نقطة ليغلق على 410.17 نقاط بارتفاع نسبته 0.34% وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 147.4 مليون سهم نفذت من خلال 4076 صفقة قيمتها 34.5 مليون دينار.

وجرى التداول على اسهم 120 شركة من اجمالي 212 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 53 شركة وتراجعت اسعار اسهم 42 شركة وحافظت اسهم 25 شركة على اسعارها و92 شركة لم يشملها النشاط.

تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية 45.9 مليون سهم نفذت من خلال 1151 صفقة قيمتها 5.5 ملايين دينار، وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 43 مليون سهم نفذت من خلال 1262 صفقة قيمتها 12.9 مليون دينار.

واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 19.2 مليون سهم نفذت من خلال 349 صفقة قيمتها 1.2 مليون دينار.

وحصل قطاع البنوك على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 17.3 مليون سهم نفذت من خلال 609 صفقات قيمتها 9.9 ملايين دينار.

وجاء قطاع الصناعة في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 16.4 مليون سهم نفذت من خلال 548 صفقة قيمتها 3.9 ملايين دينار.

السيولة وقود السوق

على الرغم من ان المحفظة الوطنية قامت بضخ سيولة مالية في السوق اليومين الماضيين الا انها لم تدفع السوق للنشاط نتيجة تركيز عمليات شرائها على عدد محدود من الأسهم القيادية، فيما ظلت اسهم تداولات الشركات الشعبية ضعيفة، الأمر الذي

يظهر مدى حاجة السوق الى تدفقات مالية جديدة خاصة في ظل ضعف السيولة المالية لدى اوساط المتداولين، وصناع السوق الذين يقدمون خدمة الاجل والبيوع المستقبلية، لذلك فمن الضروري ان تقوم الحكومة بتحريك اذرعها الاستثمارية بكل قوة خاصة ان دفع السوق لمستويات مرتفعة سيؤدي الى رفع الاصول السائلة لدى الشركات، الامر الذي سيقلل المشاكل المالية التي تواجهها الشركات والتي تؤثر على اعادة هيكلة مديونية العديد من الشركات. والاهم انه حتى تتمكن الشركات من تحقيق اداء ايجابي في الربع الثاني من العام الحالي، فإنه ليس هناك مفر من تحرك المجاميع الاستثمارية على اسهم لشركاتها خلال الشهر الجاري خاصة انه بعد الاخير من فترة الربع الثاني، والاهم ان السوق منذ بداية الربع الثاني وحتى الآن يأخذ المنحى النزولي، وبالتالي فإنه يتوقع ان يكون اداء السوق خلال الشهر القادم افضل بكثير من الشهرين الماضيين والا فان اداء الشركات في الربع الثاني سيكون اقل بكثير من الربع الاول.

آلية التداول

حققت اغلب اسهم البنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم خاصة اسهم البنك الوطني وبنك الخليج والبنك الدولي والتمويل الكويتي، فيما واصل سهم البنك التجاري اتجاهه النزولي الملحوظ نتيجة تلاشي عمليات الدعم التي كان يحصل عليها السهم من كبار الملاك فيه.

وفي قطاع الاستثمار حققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة نسبيا باستثناء التداولات النشطة نسبيا على اغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي خاصة سهم الساحل للتنمية والاستثمار، فيما انه رغم التداولات المحدودة نسبيا على سهم الاستثمارات الوطنية الا انه حقق مكاسب سوقية ملحوظة، وفي ظل التطورات الايجابية حول صفقة زين، فإنه يتوقع ان تشهد اسهم شركات مجموعة الخرافي صعودا ملحوظا في الفترة القادمة، ورغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم الصفاة للاستثمار قياسا بالتداولات الضعيفة على اسهم الشركات الاستثمارية الا انه حافظ على سعره ثابتا. وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية التي شملها التداول ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات الضعيفة على سهم ابيار للتطوير العقاري الا انه حافظ على سعره.

الصناعة والخدمات

رغم التداولات الضعيفة على اغلب اسهم الشركات الصناعية الا ان بعضها حقق ارتفاعا في اسعارها خاصة اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي، ورغم قرار ادارة السوق بأنه سوف توقف التداول على سهم المعدات القابضة اعتبارا من اليوم نتيجة ظهور ان الشركة تكبدت خسائر اكثر من 75% من رأسمالها الا ان السهم سجل ارتفاعا بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض، الامر الذي سيؤدي الى تجميد اموال المتداولين الذين قاموا بشراء السهم سواء امس او في الفترة الماضية.

وفي قطاع الخدمات، رغم التداولات المرتفعة على سهم زين الا انه لم يشهد تحسنا في سعره، ولكن يتوقع ان يحقق السهم مكاسب سوقية ملحوظة في الفترة القادمة، فيما حقق سهم اجيليتي ارتفاعا في سعره في تداولات محدودة، واستمرت حركة التداول على باقي اسهم القطاع ضعيفة بشكل عام مع استمرار الاتجاه النزولي لسهم الرابطة واسهم الشركات المرتبطة بها. وفي قطاع الشركات غير الكويتية حافظت اغلب اسهم الشركات على اسعارها في تداولات متواضعة، وبشكل عام، فقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 59.4% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول، فيما استحوذت قيمة تداولات سهم زين على 22% من اجمالي قيمة التداول.

أرقام ومؤشرات

استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات والبالغة 20.5 مليون دينار على 59.4% من القيمة الاجمالية، وهذه الشركات هي: الوطني وبنك الخليج والبنك الدولي و«بيتك» والساحل للتنمية وأنابيب وأجيليتي وزين.

استحوذت قيمة تداول سهم زين البالغة 7.6 ملايين دينار على 22% من القيمة الاجمالية.

حققت مؤشرات 4 قطاعات ارتفاعا أعلاها قطاع الاستثمار بمقدار 29.6 نقطة، تلاه البنوك بمقدار 25.4 نقطة، تلاه الأغذية 17.2 نقطة، فيما تراجعت مؤشرات أربعة قطاعات أعلاها الشركات غير الكويتية بمقدار 28.1 نقطة، تلاه الخدمات بمقدار 17 نقطة، والتأمين بمقدار 14.7 نقطة.