أكثر فأكثر تتضح فصول قضية إلقاء القبض على شبكة التجسس الإيرانية، التي أرسلت أوراقها اليوم الى جهاز النيابة العامة، بعد أن إستلمت إدارة جهاز أمن الدولة من الإستخبارات العسكرية التي إلتقطت الخيط الذي قاد للكشف عن الخلية التي خططت لأعمال عسكرية معادية بالتزامن مع ضربة محتملة لإيران، لكن اللافت حتى الآن عدم تأكيد تلك الأخبار أو نفيها.
الكويت: علمت "إيلاف" من مصادر أمنية كويتية خاصة بأن خلية التجسس الإيرانية التي تعمل –وفقًا لما تردد حتى الآن- لحساب جهاز الحرس الثوري الإيراني (باسداران)، قد سجلت جميع أقوال أفرادها العشرة، بل وجرى توثيق الإعترافات بالصوت والصورة بحضور قيادات رفيعة في جهاز إستخبارات الجيش الكويتي الذي أبقى خيوط القضية برمتها في عهدته، منعًا لتسييس التحقيقات، أو التأثير على مجراها، إلا أن اللافت أمس هو القرار الذي صدر عن الإستخبارات بإرسال ملف القضية كاملاً الى جهاز أمن الدولة الذي يتبع وزارة الداخلية، الذي سيقرر بدوره إرسال القضية الى جهاز النيابة العامة، وهو ما يعني تلقائيًا بأن القضية ستصبح في عهدة القضاء الكويتي، في محاكمة يمكن أن تقود الى الكشف عن معلومات أخرى، خصوصًا أن معلومات تتردد في الداخل الكويتي، تشير الى أن الأفراد المتهمين قد أدلوا بإعترافات مهمة ومثيرة، حجبت عن وسائل الإعلام درءًا لتصعيد سياسي وإعلامي وبرلماني داخلي.
ووفقًا لما أمكن لـ"إيلاف" تجميعه خلال الساعات الماضية من معلومات خاصة فقد اعترف أعضاء الشبكة التجسسية بأن موظفًا إيرانيًا يعمل في السفارة الإيرانية في الكويت، هو الذي كان ينسق مهامهم، والتكليفات التي تصدر إليهم بجمع المعلومات السرية، والأوامر بتجنيد عدد من الضباط الصغار في وزارتي الدفاع والداخلية، بغية الحصول منهم على معلومات مهمة جدا، يفترض سريتها المطلقة، مثل الخطط العسكرية والأمنية في حالات الطوارئ داخل الكويت، ومخازن سلاح القوات الأميركية الموجودة على الأرض الكويتية، والطرق التي تخصصها السلطات الكويتية للقوات والآليات الأميركية وحدها شمال العاصمة الكويتية، والمواقع التي يتم الإتفاق عليها كويتيًا وأميركيًا بشأن بطاريات صواريخ الدفاع الجوي ضد صواريخ أرض جو المهاجمة، في إشارة ضمنية الى رغبة الشبكة التجسسية في محاولة إعاقة أي خطط كويتية للدفاع عن أراضيها ضد موجة صواريخ إيرانية مفترضة ضد القوات الأميركية في الكويت، في حال إندلاع عمليات عسكرية في الخليج تصاحب ضربة عسكرية لإيران.
وحسب المعلومات التي رفضت مصادر كويتية عدة تأكيدها أو نفيها لـ"إيلاف" فإن أفراد الخلية قد أقروا خلال التحقيقات معهم بأن مهمتهم الأساس كانت خلال الأشهر الفائتة هو جمع كل المعلومات المتاحة عن الأجهزة العسكرية والأمنية والقوات الأميركية، وإعداد تقارير منتظمة عن الأوضاع الكويتية السياسية والبرلمانية، إلا أن الأسابيع الأخيرة – وفقًا للإعترافات- شهدت تكليفات وتنبيهات بالإستعداد أكثر فأكثر لخطوات عملية واسعة إستعدادًا لأي حرب ستقع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إذ طلب الى أفراد المجموعة السعي ما أمكن الى تجنيد أي أعداد ممكنة من الكويتيين والوافدين الذين يعملون في مواقع ومهن حساسة، لمساعدتهم في عمليات أكثر حساسية ودقة، ومنها زرع على جوانب طرق قد تسلكها القوات الأميركية خلال تحركاتها، وقطع تلك الطرق من خلال أفراد بقذائف وقنابل، وكذلك تسليط أشعة أجهزة ليزر على طائرات أميركية، إذ تصدر تلك الأجهزة وميضا من شأنه أن يعطل أجهزة الملاحة في الطائرات العسكرية، مما يؤدي الى تعثرها وسقوطها على الأرض، علمًا أن أجهزة الأمن الكويتية قد توصلت الى أماكن تخبئة تلك الأجهزة المهربة عبر البحر الى الكويت من خلال الإعترافات.
وتبين الإعترافات أيضًا أنّ الشبكة التجسسية الإيرانية قد حصلت على أجهزة إتصال متطورة جدًّا، وذات تقنية عالية للغاية تستخدم للإتصال التكنولوجي عبر القمر الصناعي الإيراني الذي أطلق قبل نحو شهرين الى مدار فضائي، إذ إن هذه الأجهزة في حال تم الإتصال عبرها فإنها لا تكتشف كما أنه لا يمكن إختراقها البتة، وهو ما يمكن الخلية الإيرانية من مواصلة عملها في الكويت حتى في حال تأثر وتضرر شبكات الإتصال وإنقطاعها، إذ كان مفترضا أيضا بأن تستمر الشبكة من خلال التقنيات التكنولوجية التي هربت الى الكويت، أو تلك التي كانت في طور التهريب قريبًا في التنسيق مع شبكات أخرى في المنطقة الخليجية، إذ علمت "إيلاف" بأن الإستخبارات العسكرية الكويتية قد بدأت تنسيقا خليجيا عالي المستوى لمحاصرة أي شبكات أخرى قد تكون غير مكتشفة بعد.
يشار الى أن معلومات كان قد أتيح لـ إيلاف الإطلاع عليها دون تأكيدات رسمية قد كشفت، أن الأجهزة الأمنية الكويتية قد حصلت على إعترافات من أفراد الشبكة تشير الى أنهم قد حصلوا على تعليمات مباشرة من قائدهم الميداني بتنفيذ إعتداءات وهجمات متفق عليها سابقًا ضد مصالح كويتية وأجنبية في حال وجهت الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل ضربة لإيران خلال الأشهر المقبلة، إذ إعترف أفراد الخلية بأن قائمة الأهداف كانت ستشمل هجمات وإغتيالات، والتركيز على مهاجمة أكبر قدر ممكن من المصالح الأميركية في الكويت، إذ أن أفراد الخلية كانوا يستعدون لتسلم قائمة جديدة من الأهداف أعدت في مكاتب الحرس الثوري الإيراني في طهران.