نجح نظام التمويل العقاري في تغيير رؤية المجتمع للنظم المالية في الآونة الأخيرة حيث كان الفكر السائد لدي الجميع ان التمويل العقاري للقادرين فقط وأن أصحاب الدخول البسيطة لامكان لهم.
الا ان التقارير المالية أكدت ان62% من حجم التمويل العقاري البالغ4.5 مليار جنيه خصص لتمويل الوحدات السكنية المنخفض التكلفة والتي تقل مساحتها عن80 مترا.
كما لعب صندوق التمويل العقاري التابع لوزارة الاستثمار والذي تم انشاؤه عام2003 بقرار جمهوري لدعم نشاط التمويل العقاري في مجال توفير التمويل لذوي الدخول المنخفضة دورا حيث نجح خلال العامين الماضيين في توفير دعم وتمويل لــ5100 أسرة بسيطة للحصول علي وحدات سكنية كما قام مؤخرا بتوقيع عدد من البروتوكولات لتوفير تمويل ودعم لبناء28 الف وحدة سكنية في17 محافظة علي مستوي الجمهورية علي ان يتم الانتهاء منهم وتسليمهم قبل نهاية2012 وذلك في اطار خطة لزيادة عدد المستفيدين من الصندوق الي65 الف اسرة خلال الثلاثة اعوام القادمة من2010 حتي2012, كما لعب الصندوق دورا هاما في توفير الدعم لعدد كبير من المواطنين المستفيدين من المشروع القومي للاسكان.
وهذه اراء بعض الشباب الذين استفادوا من الوحدات السكنية التابعة لصندوق التمويل العقاري, في البداية اشاد اشرف عبد الفتاح محاسب بأحد البنوك وحصل علي وحدة سكنية بمدينة الشروق بسهولة وسرعة الاجراءات مؤكدا انه انتهي من كل الاجراءات وتسلم الوحدة السكنية خلال شهرين فقط بفضل تعاون الموظفين العاملين للصندوق ومساعدتنا في انهاء الاجراءات واستكمال الاوراق المطلوبة.
وقال انه ماكان ابدا يستطيع الحصول علي وحدة بهذه المواصفات كاملة التشطيب بمقدم لايتجاوز15 الف جنيه وقسط شهري لايتعدي الـــ300 جنيه في القاهرة الكبري الا من خلال صندوق التمويل العقاري.
واضاف عطية عبدالله موظف بإحدي شركات القطاع العام وحصل علي وحدة سكنية في مشروع جنوب الاحياء بالسادس من اكتوبر قائلا: بالاضافة الي الميزات السابقة فإن الصندوق نجح في اختيار الوحدات بالقرب من الكتلة السكنية بالمدينة, وبالتالي متوافر بها جميع الخدمات التي تتطلبها الحياة اليومية للأسرة مثل وسائل المواصلات المختلفة والاسواق التجارية والمدارس والمستشفيات وغيرها وأرجع ذلك إلي حسن تخطيط المسئولين عن المشروع الذين تمكنوا بالفعل من علاج السلبيات التي كانت محل شكوي المقيمين بالمدن الجديدة وهي بعد الوحدات السكنية عن الخدمات الحيوية والتي كانت سببا رئيسيا في هجرة هذه المدن لسنوات طويلة لحين اكتمال المرافق والخدمات بها.
أما حاتم رمضان طنطاوي محاسب في احدي الشركات الخاصة بدمياط والتي كادت تفشل خطبته بأبنة عمه التي استمرت اكثر من7 سنوات لولا ان نصحه احد اصدقائه بالذهاب الي فرع صندوق التمويل العقاري بدمياط للحصول علي وحدة سكنية, وبالفعل تقدم للصندوق وفي خلال ثلاثة أسابيع حصل علي الشقة التي كان يحلم بها بقسط شهري لايتجاوز175 جنيها في حين ان اقل شقة في دمياط الجديدة لاتقل ثمنها عن120 الف جنيه وهذا رقم مبالغ فيه لاي شاب بسيط مقبل علي تأسيس حياة جديدة.
ومن جانبه اكد الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار ان الوزارة تستهدف من خلال صندوق التمويل العقاري توسيع رقعة المستفيدين من خدمات الصندوق والوصول الي القري والنجوع علي مستوي الجمهورية وايضا زيادة عدد المستفيدين سواء من التمويل او الدعم وذلك من خلال تنفيذ برنامج جديد للدعم يقضي بان يصبح صندوق التمويل العقاري هو جهة الدعم الرئيسية لإسكان منخفض الدخل تنفيذا للمشروع القومي للاسكان وان يرتبط منح الدعم بالحصول علي تمويل عقاري مع وضع حد أقصي للدفعه المقدمة لضمان ان المواطن المستفيد من الوحدة يستحق الدعم ايضا يوجه جزء من الدعم للمساهمة في تخفيض اعباء القسط الشهري او الدفعة المقدمة او الاختيارين معا حسب مستوي دخل المواطن وذلك بهدف الوصول الي مستويات الدخل الادني هذا الي جانب توفير الدعم للوحدات الجديدة والوحدات القائمة وذلك لتحريك مخزون العقارات الشاغرة بشرط ان تكون هذه الوحدات مسجلة, او قابلة للتسجيل وتتماشي مع شروط الصندوق مشددا علي ان هدف الصندوق, توفير دعم اكبر لذوي الدخول الادني يتناقص مع الزيادة في الدخل.