أظهرت إحصائية أعدتها وزارة التنمية الاقتصادية مؤخرا بالتعاون مع هيئة التمويل العقارى استحواذ محافظتى 6 أكتوبر وحلوان على النسبة الأكبر من قروض التمويل العقارى للبنوك والتى تصل إلى 65% مقارنة بباقى الوحدات المختلفة، وقد اختلفت آراء الخبراء بين مؤيد لاستحواذ هذه المناطق على النصيب الأكبر للتمويل نظرا لما تتمتع به من عوامل جذب متعددة، وبين معارض لوجود أى اختلاف بين منطقة وأخرى فى الحصول على القروض التمويلية من البنوك .
رضا المنشوقاتى، مدير المؤسسات المالية بالبنك العقارى أوضح أنه بعد التقسيم الإدارى للمحافظات الجديدة حظيت الكثير من المناطق ومنها حلوان و6 أكتوبر والتجمع والشروق، وكذلك منطقتى العبور والشيخ زايد باهتمام كبير من قبل التمويل العقارى لتوافر إمكانيات كبيرة بها لإنشاء العقارات، لافتا إلى أن البنوك لا تفضل منطقه عن أخرى من هذه المناطق الجديدة، حيث أن البنك عندما يقوم بالتمويل فإنه يمول شخصا أو شركة وليست منطقة معينة كمرحلة أولى، بالإضافة إلى طبيعة الضمانة للعقار ذاته كمرحلة ثانية وعند توافر كل هذه الشروط يتم التمويل دون التمييز بين منطقة وأخرى، مؤكدا على وحدة الشروط التمويلية فى الملاءة المالية لكافة العقارات.
وأشار المنشوقاتى إلى أن تفضيل البنوك لبعض المشروعات العقارية يتوقف على أن تكون هذه المشروعات العقارية خالية من أى مشاكل حولها وسهل التصرف فيها وتحويلها لنقدية فى حالة التعثر، متوقعا أن تحظى مدن الصعيد فى المستقبل بالاهتمام العقارى من خلال فروع البنوك العاملة فى هذه المحافظات.
ويختلف معه على صبرى رئيس البنك العقارى سابقا فى أن البنوك قد تفضل تمويل مناطق عن مناطق أخرى والتى منها منطقتى 6 أكتوبر وحلوان وخاصة أكتوبر التى تستحوذ على نسبة كبيرة من التمويل العقارى بسبب عدد الأراضى المطروحة بها حيث تبلغ مساحة المنطقه بأكملها 108 آلاف فدان مقارنة بمنطقة العبور مثلا التى تبلغ مساحتها 100 ألف فدان فقط.
وأضاف صبرى أن البنوك تفضل التمويل للمناطق المسجلة وخاصة أن معظم المناطق الجديدة غير مسجلة، لافتا إلى ما تتمتع به مدينة أكتوبر من عوامل جذب من حيث موقعها كمدينة، كما أنها أصبحت جزءا من محافظة كاملة، متوقعا أن تشهد هذه المنطقة المزيد من التوسعات فى الإنشاءات والتمويل العقارى بناءً على المخطط الجديد الذى سيضيف عليها 23 ألف فدان لتصبح مساحتها 136ألف فدان، مما سيجعلها أكبر مدينة فى المدن الجديدة، لذا قد تزداد ثقة البنوك فى هذه المنطقة عن غيرها لأنها ستقدم الضمانات الكافية للبنك والتى تضمن له استرداد نقودة مرة أخرى، مما توفره من زيادة فى العرض والطلب والذى يرفع ثقة البنوك بها.
فيما يرى أن كل ذلك تفضله البنوك العقارية وليست البنوك العادية التى لاتميل من الأساس إلى التمويل العقارى، حيث يمثل لها سيولة متجمدة لا تفضل التوسع فيها، لذا تخصص هذه البنوك نسبة محددة لا تزيد عن 5 % لمحفظة التمويل العقارى للبنك.
ومن جانبها اعتبرت د. لبنى رضا، العضو المنتدب بشركة "اى جى اى" العقارية أن منطقتى أكتوبر وحلوان وخاصة الأولى تعد من أكبر المناطق العمرانية الجديدة والتى تم عمل مخططا لهما من قبل الدولة ورؤية خاصة من وزارة الإسكان لإقامة المشروعات سواء العمرانية أو الصناعية كمشاريع تنموية، وأشارت رضا إلى ما تتمتع به هذه المناطق من أراضٍ متاحة وواسعة، مما يجعلها أكثر المناطق جذبا لشركات التمويل العقارى، حيث أصبح التطوير العقارى شئ هام، متوقعة أن هناك مناطق جديدة سوف تحظى أيضا بالجذب العقارى كمدينة الشروق والظهير الصحراوى فى الدلتا والصعيد والتى سيتم العمل فيها ضمن المشروعات المستقبلية مادام يتوفر بها الأراضى المتاحة والتى تمثل أكبر عامل جذب للإنشاء والتعمير العمرانى.