الخبر المحزن الذي تلقيناه أمس باعتقال 17 مصريا في الجزيرة الخضراء بالكويت من المنتمين لحزب التيار الشعبي وبعض أعضاء حزب الدستور في الكويت ربما يكون رسالة واضحة لكل المصريين بالالتزام بقوانين هذا البلد والحرص على ذلك دون تهور أو تسرع غير مجد أو مفيد.

وقد حذرنا ونحذر المصريين في الكويت من العبث والاستهتار بمصائرهم ومصائر عائلاتهم.. حيث لا يوجد مبرر واحد لأن نعرض أنفسنا للاعتقال أو سماع حتى عبارات لا لزوم لها.

في حادثة البردعي قبل أكثر من عامين كنا حذرنا المنظمين للتجمع هنا في الكويت من هذا التجمع في مكان عام.. لكنهم مع الأسف لم يستمعوا للنصيحة.. وما نشاهده اليوم هو تكرار للمأساة السابقة.. فما ذنب هؤلاء الذين غرر بهم؟

نعم نتحمس لأفكارنا.. ولأحزابنا ولكن علينا أن لا نستثير السلطات هنا خصوصا في ظل الأوضاع الموجودة حاليا.. ولذلك نأمل من التجمعات المصرية سواء اجتماعية أو حزبية والتي انتشرت بعد الثورة أن لا تنزلق وراء التهور والاستهتار.

ونحذر الجميع من التجمع غير المشروع للحركات السياسية أو المنتمين للأحزاب علما بأنه وكما نعلم لا تستطيع السفارة تقديم شيء لهؤلاء حيث باتت جميع محاولات الأمس من قبل السفير عبدالكريم سليمان والقنصل وائل جاد بالفشل حتى الآن وإن كانوا مازالوا يحاولون تقديم شيء قبل حلول الغد الأحد الذي قد يشهد ترحيل ال 17 مصريا بعدما حجزوا أمس في سجن الإبعاد.

رجاء.. التزموا بالقوانين هنا.. ولا يأخذنكم الحماس والتهور إلى ما لا تحمد عقباه.. كما أننا نحذر من ينشئون الروابط هنا وهناك والحبل على الجرار سواء حزبية أو اجتماعية من مواجهة مصير مشابه.. وخصوصا الذين يحاولون استقطاب الناس للفوز في الانتخابات القادمة.. نعتقد هم يعرفون أنفسهم.. رجاء (الملعب ليس الكويت).

ونأمل من السلطات الكويتية أن تفرج عن المعتقلين ال 17 كلهم لتضرب نموذجا للتسامح والحب للمصريين.. ومن المناسب الاكتفاء فقط بتوجيه تصريح للمقيمين في الكويت وبالاخص المصريين بعدم التجمع إلا بإذن مسبق.. وقد تعودنا من الكويت دائما السماحة ولا نعتقد أنها سوف تقع مرة أخرى في خطأ اعتقال مؤيدين سياسيين لتوجه أو تيار.

يذكر أن السلطات الكويتية اعتقلت امس 17 مصريا وقامت بنقلهم لسجن الإبعاد تمهيدا لترحيلهم من البلاد على خلفية تنظيمهم احتفالا برأس السنة الهجرية بمنطقة «الجزيرة الخضراء» على شاطئ الخليج العربي.

وقال عدد من المصريين المقيمين في الكويت إن أمن المنطقة اعترض على ارتداء عدد من المشاركين في الحفل تي شيرتات لحركة التيار الشعبي المصري، ما دفع أمن المكان للاتصال بالشرطة وألقت القبض عليهم.

من جانبه قال السفير وائل جاد، القنصل المصري في الكويت، «علمنا بالأمر في الثالثة عصر اليوم وأجرينا اتصالات عدة لمعرفة مكان المقبوض عليهم».

وتابع : «ذهبت إليهم في مخفر الدعية وعدد من العاملين بالقنصلية وحاولنا التفاهم مع الأمن، والتأكيد على أن المقبوض عليهم كانوا يحتفلون بمناسبة دينية إلا أنهم رفضوا الإفراج عنهم وتم نقلهم لسجن الإبعاد عقب ذلك بساعتين».

وأوضح: «أجريت اتصالا بالسفير عبد الكريم سليمان وتمت اتصالات مع الجانب الكويتي على أعلى مستوى إلا أن الرد كان بأن التجمع غير مصرح به وأن القانون يطبق على الكويتيين وغيرهم من أبناء الجاليات المختلفة».

وأضاف «جاد» أن قرار الإبعاد الإداري الصادر بحق المصريين الـ(17) لن يكون قبل الأحد، «لكوننا في العطلة الأسبوعية ونحن نأمل من خلال إجراء اتصالات  من الجهات المصرية بنظيرتها الكويتية في أن يتم حل الأمر والتراجع عن ترحيلهم».

وكان شباب منتمون للتيار الشعبي المصري، قد دعوا لحفل بمناسبة رأس السنة الهجرية على صفحات «فيس بوك» وأعلنوا تنظيم العديد من الفقرات الترفيهية للمشاركين فيه.