وافق مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الدولي علي منح مصر قرضا بقيمة‏280‏ مليون دولار للمساهمة في تمويل مشروع تطوير مطار القاهرة الدولي ــ مبني الركاب رقم‏2‏ بطاقة إستيعابية تصل إلي‏7.5‏ مليون راكب سنويا.

مما سيؤدي الي زيادة إجمالي الطاقة الاستيعابية للمطار إلي‏25‏ مليون راكب سنويا و ذلك بعد نجاح مشروع مبني الركاب‏3‏ و الذي تم إفتتاحه العام الماضي‏.‏ و تأتي هذه الموافقة تأكيدا للعلاقة المتميزة بين البنك الدولي و مصر و إلتزام مصر الدائم بتسديد أقساط القروض المستحقة عليها في المواعيد المقرره‏.‏

ويهدف المشروع الجديد إلي مساندة تطوير قطاع النقل الجوي في مصرو الذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية ضمن إستراتيجية تنمية الاقتصاد المصري وذلك من خلال الاستجابة لزيادة حركة مرور المسافرين و التي تأخذ إتجاها تصاعديا في مطار القاهرة الدولي وتدعيم دور مطار القاهرة كنقطة إلتقاء إقليمية‏..‏

و يؤكد دافيد كريج المدير القطري لدي البنك الدولي المسئول عن مصر واليمن وجيبوتي أن البنك الدولي حريص علي مساندة الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة المصرية في قطاع النقل الجوي‏,‏ ومن ثم تأتي مساندة البنك لهذا المشروع تماشيا مع إستراتيجية البنك التي تعتبر تعزيز عملية تقديم الخدمات العامة هدفا أساسيا يؤدي إلي تحقيق النمو المستديم‏.‏ ويضيف دافيد كريج أن هذا المشروع هو استكمال لمشروع تطوير مطار القاهرة الدولي ــ المرحلة الأولي ــ الذي تمت الموافقة عليه في‏2004,‏ ويعتبر مثالا جيدا علي الشراكة والتعاون المثمر بين حكومة مصر والبنك الدولي‏.‏ وقال أن هذا المشروع له مكونان أساسيان وهما إعادة تأهيل مبني الركاب رقم‏2‏ في مطار القاهرة الدولي وتوسعته بالإضافة الي تقديم المساعدة والدراسات الفنية لتعزيز قدرات مؤسسات هذا القطاع‏.‏

و يقول ميشيل بيلييه‏,‏ قائد فريق عمل البنك الدولي أن المشروع الجديد يتضمن بناء مبني ركاب جديد علي موقع مبني الركاب الموجود رقم‏2‏ علي أن يتم تشغيل مبني الركاب رقم‏2,‏ ومبني الركاب رقم‏3‏ بصورة مشتركة كمبني ركاب مدمج‏,‏ مما يعزز دور مطار القاهرة الدولي كملتقي إقليمي‏.‏

ويشير الي أن مطار القاهرة الجوي يعتبر ثاني أكبر مطار في أفريقيا بعد مطار جوهانسبرج في جنوب أفريقيا‏.‏ ويستخدم مطار القاهرة حاليا‏58‏ شركة طيران تتضمن شركات تشغيل طائرات الشارتر‏,‏ و‏10‏ شركات شحن‏,‏ ويبلغ إجمالي الطاقة الاستيعابية للمطار‏21‏ مليون راكب سنويا مقسمة علي‏3‏ مباني ركاب‏.‏ وكان مجلس المديرين التنفيذين بالبنك الدولي قد وافق في ديسمبر الماضي علي قرض بقيمة‏75‏ مليون دولار لمشروع تطوير أنظمة التأمين الصحي في مصر وذلك بعد زيارة رسمية قام بها خوان خوسية دبدوب المدير المنتدب بالبنك الدولي لمصر لتاكيد علاقة الشراكة بين البنك ومصر‏,‏ وبحث فيها مع كبار المسئولين الحكوميين نتائج الأزمة العالمية و تأثيراتها علي مصر‏.‏

وأشار دبوب خلال الزيارة إلي أهمية برنامج وسياسات الإصلاح التي تقوم بها الحكومة المصرية مما ساعد في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية‏,‏ و أكد إلتزام مجموعة البنك الدولي بمواصلة مساندة برنامج الإصلاح والتنمية في مصر موضحا حرص البنك علي مواصلة العمل مع شريك متوسط الدخل له احتياجات مثل مصر‏.‏

كما تأتي موافقة البنك الدولي علي القرض الجديد الخاص بالمطاربعد أيام من تصديق مجلس الشوري المصري علي إتفاق قرض سياسات تنمية برنامج دعم إسكان محدودي الدخل بنظام التمويل العقاري‏,‏ و الذي وقعته مصر مع البنك الدولي بقيمة‏300‏ مليون دولار‏.‏

و كان د‏.‏ محمود محيي الدين وزير الإستثمار قد أكد خلال جلسة مجلس الشوري أن هذا الإتفاق يأتي في إطار الضوابط والسياسات التي أكد عليها الرئيس مبارك بشان الاقتراض الخارجي‏,‏ والتي تتضمن عدم تجاوز حد الأمان وألا يتم الاقتراض من الخارج إلا بمقدار ما يتم تسديده‏,‏ و أوضح الوزير أن الفضل في إصلاح هيكل الدين الخارجي منذ أوائل التسعينات يعزي إلي الثقل السياسي والقدرة التفاوضية لرئيس الجمهورية‏.‏ كما أشار الوزير الي أن المؤشرات الصادرة من البنك المركزي المصري تؤكد ذلك‏,‏ حيث اتجهت نسبة الدين الخارجي إلي الناتج المحلي الإجمالي إلي الانخفاض‏,‏ من‏38.1%‏ في عام‏2004/2003‏ إلي‏16.89%‏ في نهاية العام المالي‏2008/...2009‏ كما أن نسبة خدمة الدين الخارجي إلي الحصيلة الجارية قد تراجعت أيضا من‏9.2%‏ في عام‏2004/2003‏ إلي‏5.3%‏ في نهاية العام المالي‏2009/2008.‏