ارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شيلي وبلغت قوته8.8 درجة علي مقياس ريختر إلي أكثر من708 قتلي, في الوقت الذي أكدت فيه السلطات أن موجات مد بحري' تسونامي' ضربت شواطئها بعد الزلزال.
وقالت رئيسة شيلي ميشيل باشيليت إن مليوني شخص تضرروا من الزلزال المدمر, وأضافت أن قوي الطبيعة تختبر الأمة, مشيرة إلي أنها قد أعلنت حالة كوارث في ست مناطق بالبلاد. واكدت وزيرة الاسكان باتريسيا بوبليتي أن5,1 مليون مسكن تضرر بينها500 ألف لم تعد صالحة للإقامة فيها.
وفي سانتياجو أغرقت الهزة التي استمرت دقيقتين حسبما ذكر شهود عيان, العاصمة بالظلام ودفعت آلاف السكان إلي الشوارع بملابس النوم فارين من تساقط أشياء في بيوتهم.
وبعد ساعات علي الزلزال, يرفض بعضهم العودة الي بيوتهم علي أثر حوالي ستين هزة ارتدادية خلال النهار بينها حوالي ست هزات قوتها أكثر من ست درجات.
وأدي الزلزال إلي تشقق طرق وجدران مبان واندلاع حريق واحد لكنها لم تسبب انهيار أي مبني كبير.
وقال وزير الأشغال العامة سيرجيو بيتار إن' البنية التحتية الشيلية قاومت' الزلزال, وأغلق المطار لمدة24 ساعة, فمدرجه لم يتضرر لكن قاعة المسافرين أصيبت بأضرار. وقالت مصادر في المطار إنه لن يفتح للرحلات التجارية قبل72 ساعة. وتم تحويل رحلات قادمة من باريس أو مدريد إلي بوينس آيرس'.
وعلي الرغم من الاضرار طلبت السلطات التشيلية من الاسرة الدولية التمهل قبل ارسال مساعدات.
وقال وزير الخارجية ماريانو فيرناندي ان' وصول مساعدات غير محددة لا يشكل مساعدة', موضحا أن هايتي التي ضربها زلزال مدمر في12 يناير أودي بحياة أكثر من200 ألف شخص, قد تكون بحاجة أكبر إلي مساعدات. وقال المكتب الشيلي للحالات الطارئة إن الغالبية الساحقة للضحايا, أي90% قتلوا خلال نومهم في الزلزال, وفي مدينة تالكاهوانو, دخلت الأمواج الضخمة التي اعقبت الزلزال إلي الشوارع. ولم تنشر السلطات حصيلة بعدد القتلي أو المفقودين في هذه المنطقة التي قطعت معها الاتصالات. وفي منطقة كونثيبثيون التي تبعد حوالي500 كلم جنوب العاصمة سانتياجو تبدو الأضرار جسيمة إذ دمرت عشرات المنازل وجسور وسحقت سيارات تحت الأنقاض وتشققت طرق. وتوقعت شركة تقدير الخسائر أمريكية أن تصل نسبة الخشائر نتيجة للزلزال إلي30 مليار دولار وهو ما يقدر بحوالي ما بين10 إلي51% من نمو الناتج المحلي وأعلنت عمدة مدينة كونسبسيون جاكلين فيان ريسلبرجي أن ما لا يقل عن مئة شخص عالقون داخل مبني من14 طابقا انهار بسبب الزلزال.
وتقع تشيلي في واحدة من أنشط المناطق الزلزالية في العالم, علي نقطة التقاء طبقتين تكتونيتين كبريين. وفي تشيلي سجل اقوي زلزال في التاريخ بلغت شدته5,9 درجات في22 مايو.1960
وفي واشنطن, قال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة تستعد لموجات مد بحري عاتية( تسونامي) قد تجتاح سواحلها, داعيا سكان هاواي وساموا وجوام إلي إتباع التحذيرات التي أصدرتها السلطات المحلية بشأن تسونامي.
وقالت صحيفة' نيويورك تايمز' الامريكية إن الرئيس اوباما يدعو الأمريكيين في الساحل الغربي إلي الاستعداد لموجات مدمرة ومد بحري عاتية. وصدرت تحذيرات في وقت سابق من احتمال حدوث موجات المد' تسونامي' في كافة المناطق والدول المطلة علي المحيط الهادي وهي جزر هاواي وأستراليا وكولومبيا ونيكاراجوا والقارة القطبية الجنوبية وبنما وكوستاريكا وهندوراس والسلفادور وجواتيمالا والمكسيك وجزر كوك ونيوزيلاندا وتونجا وساموا الامريكية وجزر سولومون وجزر مارشال وبابوا غينيا الجديدة وإندونيسيا وجوام والفلبين واليابان.
وفي طوكيو, أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن مدا بحريا أول يبلغ ارتفاعه30 سنتيمترا وصل إلي أقصي شمال شرق اليابان إلي جزيرة هوكايدو.
وسجلت الموجة الأولي في مدينة نيمورو شرق هوكايدو تلتها موجة ثانية بالارتفاع نفسه.
من جهته, دعا رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما السكان إلي الابتعاد عن السواحل والتزام اليقظة.
وقال هاتوياما الذي بدا متجهما في كلمة علي التليفزيون' لا تقتربوا باي حال من الاحوال من السواحل'. واضاف' علينا ان نبقي يقظين. حتي اذا لم يتجاوز ارتفاع الامواج مترين فقد احدثت اضرارا في الماضي'.
وفي روسيا, أعلنت السلطات رفع الإنذار من موجات تسونامي الذي أعلن في شبه جزيرة كاماتشكا وجزر سخالين.
وفي الفلبين, فر آلاف الاشخاص من المناطق الساحلية الواقعة علي المحيط الهادي.
وفي نيوزيلندا, أعلنت السلطات النيوزيلندية أن أول موجات مد عملاقة ناجمة عن الزلزال القوي الذي وقع في شيلي وصلت نيوزيلندا ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
وفي هايتي, قتل10 أشخاص علي الأقل بسبب الفيضانات جنوب غرب البلاد, بحسب ما أفادت مصادر رسمية.
وعلي صعيد المساعدات الدولية لضحايا الزلزال, سارعت الأسرة الدولية إلي التحرك لمساعدة تشيلي, وأعلن الاتحاد الأوروبي مساعدة عاجلة بقيمة ثلاثة ملايين يورو بينما أعلنت الولايات المتحدة استعدادها للمشاركة في عمليات الإغاثة وإعادة الاعمار. وأعلن الصليب الاحمر البريطاني عن منح76 ألف دولار لشيلي, وأرسلت كل من البرازيل وأوروجواي وبوليفيا وكوستاريكا وبنما وجواتيمالا وجمهورية الدومينيكان رسائل تضامن.
وفي الوقت ذاته, أكد خبير زلازل صيني أن سلسلة الزلازل الشديدة التي وقعت مؤخرا في أنحاء شتي من العالم( هاييتي أكثر من7 درجات وتشيلي أكثر من8 درجات والأرجنتين أكثر من6 درجات) زادت بشكل لافت في القرن الحالي, بيد أنها مازالت' ضمن النطاق العادي'.
وفي الوقت ذاته, اجتاحت رياح عاتية وضربت امواج مرتفعة وهطلت امطار غزيرة علي مناطق غرب اوروبا مما ادي الي مقتل45 شخصا علي الاقل وانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل في كل من فرنسا واسبانيا والبرتغال وهولندا.