في تأكيد جديد علي إصرار إيران علي المضي قدما في انشطتها النووية‏,‏ أعلن علي أكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أنهم حددوا قرابة‏20‏ موقعا لبناء منشآت نووية جديدة‏.

واشارإلي أنهم قدموا تقريرا بكافة التفاصيل للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد‏.‏وأوضح أنه من المقرر الشروع في بناء أول منشأتين نوويتين مع بداية العام الإيراني الجديد والذي يوافق‏21‏ مارس‏,‏ ومن المتوقع أن تعمل المنشأتين المرتقبتان بنفس طاقة مفاعل ناتنز لتخصيب اليورانيوم‏.‏ ويأتي هذا الإعلان كخطوة أولي لتنفيذ التعهد الإيراني السابق بإنشاء‏10‏ منشآت نووية جديدة وهو الأمر الذي أشعل غضب الغرب‏.‏

ومن ناحيته‏,‏ حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان‏,‏ في مقابلة نشرتها صحيفة‏'‏ ال بايس‏'‏ الإسبانية‏,‏ من أن شن إسرائيل هجوما وقائيا علي منشآت نووية في ايران يشكل‏'‏ كارثة علي المنطقة‏'.‏

وأكد ضرورة عدم مغادرة طاولة المفاوضات والالتزام بالسبل الدبلوماسية لتسوية الازمة النووية الايرانية حتي النهاية‏,‏ مشيرا إلي أن هجوما إسرائيليا سيسفر عن‏'‏ عواقب غير متوقعة لا أريد حتي أن أتصورها‏'.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه محللون إسرائيليون من أن روسيا تبعث برسائل مختلطة بشأن تعهدها تسليم النظام الدفاعي المضاد للصواريخ‏'‏ اس‏-300'‏ المتقدم إلي إيران في إطار سعيها لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط‏.‏ وأكدت صحيفة‏'‏ جيروزاليم بوست‏'‏ الإسرائيلية‏-‏ علي موقعها الإلكتروني‏-‏ انه‏'‏ إذا حصلت طهران علي هذا النظام فإن أي ضربة عسكرية محتملة علي المواقع النووية الإيرانية قد تصبح أكثر صعوبة‏,‏ لكن مازال غير واضح بشكل كبير موعد تسليمه وما اذا كانت موسكو تعتزم بالفعل تسليم هذا النظام لإيران أم لا‏'.‏

وفي الوقت نفسه‏,‏ جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو مطالبته المجتمع الدولي بفرض عقوبات فورية علي إيران بغض النظر عن موقف الأمم المتحدة من مثل هذه العقوبات‏,‏ قائلا إن‏'‏ الحاجة الملحة لوقف سباق التسلح الذي تخوضه إيران تستدعي فرض هذه العقوبات ولو خارج إطار مجلس الأمن‏'.‏

ونقل راديو‏'‏ إسرائيل‏'‏ عن نيتانياهو قوله‏,‏ في كلمة له أمام مجلس أمناء الوكالة اليهودية‏,‏ إن الاقتصاد الإيراني يعتمد كليا علي قطاع الطاقة‏'‏ ولذا يجب فرض حظر فوري علي تصدير مشتقات البترول لإيران‏.‏

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي‏:'‏ أن هذه العقوبات التي تهدف إلي شل القدرات الإيرانية يمكن فرضها إما من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن أو خارج إطار المجلس‏',‏ مشددا علي ضرورة فرضها دون تأخير‏.‏

وفي فيينا‏,‏ أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بلاده مستعدة لمواصلة المفاوضات حول تبادل اليورانيوم‏,‏ وأنها في انتظار رد من القوي الكبري حول الاقتراحات التي قدمتها طهران بهذا الصدد‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ أكد الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في ممارسة ضغوط علي إيران‏,‏ بعد فشل محاولات الحوار معها‏.‏ وأشار إلي أن إدارة الرئيس باراك أوباما حاولت مد جسور مع إيران لمعالجة أزمة ملف طهران النووي‏,‏ إلا أن طهران لم تبد أي تجاوب بهذا الشأن‏.‏ وأشار إلي أن واشنطن ستضع خططا بديلة في حالة فشل سياسة الضغط الجديدة‏.‏