الحرب في أفغانستان تلقي بظلالها علي عدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي خاصة في هولندا وألمانيا. وقد أعلن مكتب ملكة هولندا بياتريس أنها ستجري اليوم مشاورات اثر استقالة الحكومة بسبب اختلافات حول تمديد انتشار القوات الهولندية في افغانستان.
وستستقبل الملكة في قصرها بوسط لاهاي رئيس الوزراء المستقيل يان بيتر بالكينندي زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي أبرز أحزاب ائتلاف وسط اليسار. وستلتقي أيضا قادة حزبين آخرين في الائتلاف وهما وزير المالية المستقيل فوتر بوس الذي يقود حزب العمل واندري روفويت زعيم حزب الوحدة المسيحية الصغير ووزير الشباب والاسرة المستقيل, وستتباحث الملكة ايضا مع رئيسي مجلسي البرلمان. وقدم بالكينندي إلي الملكة استقالة الحكومة التي كان يرأسها منذ2007, وهي رابع حكومة منذ2002, وستقرر العاهلة بعد ذلك ما إذا كانت ستقبل الاستقالة.
وتمثل الاستقالة أول صدع كبير في تحالف يتكون من نحو40 دولة تحارب تمرد طالبان في أفغانستان.
ورجح مصدر في وزارة الداخلية أن تجري انتخابات تشريعية مبكرة قبل فصل الصيف لأن تشكيل حكومة ائتلافية جديدة قد يأخذ عدة أشهر.
ويفترض أن يتكفل وزراء من الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الوحدة المسيحية بحقائب حزب العمل في حكومة مؤقتة تكلف بإدارة الشئون العامة وإعداد الانتخابات.
وفي برلين, تظاهر مـئات الألمان والأجانب في برلين ضد حرب أفغانستان, وطالبوا بسحب القوات الألمانية المنضوية تحت لواء حلف شمال الأطلنطي. ورفع المتظاهرون شعارات تعارض خطة تعتزم حكومة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عرضها علي البرلمان الجمعة المقبل هدفها زيادة عدد القوات الألمانية إلي أكثر من خمسة آلاف, ورفع مخصصات المهمة العسكرية والمدنية من800 مليون إلي1,1 مليار يورو سنويا. وحمل المتظاهرون يتقدمهم قياديون ونواب في حزب اليسار وممثلون من30 منظمة سياسية وحقوقية من100 مدينة ألمانية لافتات تقول' اعطوا للسلام فرصة واسحبوا الجيش الألماني من أفغانستان'.
وعلي صعيد العملية العسكرية في مرجاه, أعلن قائد الجيش بإقليم هلمند أن نحو600 عنصر أمني يتقدمون يوما بيوم في مرجاه, وأشار إلي أنهم يقومون بعمليات بحث وتطهير لتمهيد الطريق للشرطة الأفغانية لتولي الإقليم.
في الوقت الذي أعلنت فيه حركة طالبان الأفغانية رفضها أحدث دعوة للرئيس حامد كرزاي للسلام رغم الهجوم علي مرجاه وإلقاء القبض علي الرجل الثاني فيها.
وعلي الصعيد الإنساني, أعلنت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان أن السكان الذين يعيشون علي خطوط الجبهة في الهجوم عالقون في منازلهم ولا يستطيعون الحصول علي الدواء أو الغذاء.
وأضافت المنظمات أن المئات الذين فروا من المنطقة قبل بدء المعارك قبل أسبوع, يتلقون مساعدة محدودة في ظروف الشتاء القاسية.
وأعلن الناتو والقادة الافغان أنه تم التنسيق للهجوم لتأمين خدمات الإدارة المدنية بعد الانتهاء من الأعمال العسكرية.لكن نورين ماكدونالد رئيسة المجلس الدولي للأمن والتنمية ومقره لندن أكدت أن واضعي خطة الهجوم لم يعيروا اهتماما كبيرا للمدنيين.
من جهة أخري, أكد مسئولون عسكريون وخبراء مستقلون ان الولايات المتحدة تساعد زعيم حرب أفغاني كان عدوا لدودا لها للسيطرة علي منطقة واقعة علي حدود باكستان.
وتشكل استراتيجية دعم الملا صديق بصفته الحاكم الفعلي لمنطقة كامديش شرق ولاية نورستان, جزءا من محاولة اوسع لإحلال الاستقرار في افغانستان لتتمكن القوات الدولية من مغادرتها.