بعد مرور نحو أسبوع علي الواقعة المأساوية التي أثارت حفيظة الجالية المصرية في ميلانو‏,‏ اعترف المتهم الدومينيكي أو‏.‏ جي‏.(31‏ عاما‏)‏ بقتل الشاب المصري أحمد ممدوح عبد العزيز مساء السبت الماضي في شارع بادوفا بمدينة ميلانو‏.‏

وأكد أو‏.‏ جي‏.-‏ وهما حرفان يرمزان إلي اسميه الأولين‏-‏ في اعترافاته أن المشاجرة نشبت بينه هو ورفاقه من جانب‏,‏ وبين مجموعة من المصريين وصديقهم الإيفواري من الجانب الآخر‏,‏ بسبب دهس أحدهم علي قدم آخر‏,‏ مما أدي إلي تبادل الشتائم بين الطرفين انتهت بتعقب الجناة للشاب المصري وطعنه‏.‏

وبعد هذه الاعترافات‏,‏ أمر قاضي التحقيقات أرماندو سباتارو بتمديد فترة احتجاز المتهم بسجن سان فيتوريه في ميلانو‏,‏ بينما تواصل السلطات الإيطالية البحث عن أربعة لاتينيين كانوا بصحبة الجاني علي متن الأوتوبيس رقم‏56‏ وتشاجروا مع المجني عليه واثنين من رفاقه‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه السلطات الإيطالية من القبض علي اثنين آخرين يحملان جنسية الدومينيكان‏-‏ تتراوح أعمارهما بين‏81‏ و‏91‏ عاما ولديهما تصريح إقامة في إيطاليا‏-‏ متهمين بالتورط في قتل الشاب المصري‏.‏

وأوضحت مصادر في الشرطة الإيطالية أنها اعتقلت المتهم الأول في حي‏'‏ سيجراتا‏'‏ علي الحدود الشرقية لميلانو‏,‏ والآخر في حي‏'‏ لينيانو‏'‏ علي الأطراف الغربية للمدينة‏.‏

وفيما يتعلق بموقف المعتقلين المصريين‏,‏ أكد مصدر أمني بارز‏-‏ رفض نشر اسمه‏-‏ أن هناك نحو عشرة مصريين ما زالوا قيد الاعتقال‏,‏ من بينهم ثلاثة مهاجرين غير شرعيين‏,‏ ويواجهون اتهامات بالضلوع في أعمال عنف وشغب تصل عقوبتها إلي السجن لفترة تتراوح بين‏8‏ و‏15‏ عاما‏,‏ مشيرا إلي أنهم سيمثلون أمام المحكمة خلال شهور‏.‏

وحذر المصدر من أن موقف المعتقلين المصريين خطير‏,‏ وأشار الي احتمال قيام السلطات بحملة اعتقالات جديدة بين أبناء الجالية المصرية في ميلانو في إطار التحريات حول أعمال العنف التي نشبت الأسبوع الماضي‏.‏

وقال إن ما يزيد موقف المعتقلين سوءا هو أن عملية التخريب التي قاموا بها قد تجاوزت الحد وألحقت أضرارا جسيمة بممتلكات اشخاص لا صلة لهم بالجناة‏,‏ حتي أنهم دمروا أكثر من‏20‏ سيارة فضلا عن المحال التجارية‏.‏

وشدد المسئول الإيطالي علي أن ما حدث كان مجرد رد فعل تلقائي غير مدبر من جانب المصريين بسبب تعاطفهم مع المجني عليه‏.‏

وأوضح أن المرحلة الأولي من سير التحقيقات قد انتهت بالفعل‏,‏ حيث أفرجت السلطات الإيطالية عن خمسة معتقلين مصريين كانوا متهمين بإشاعة الفوضي واعمال الشغب في شارع‏'‏ بادوفا‏',‏ في حين جددت قاضية التحقيق ماريا جراتسيا مدة احتجاز خمسة مصريين آخرين علي ذمة القضية‏.‏

وفي الوقت ذاته‏,‏ كشف المسئول الأمني عن وجود اتصالات بين مصر وإيطاليا حول هذه القضية‏,‏ ملمحا إلي إمكانية تبادل المعلومات بين البلدين‏,‏ إلا أنه استبعد إمكانية مشاركة محققين مصريين أو مراقبتهم لسير التحقيق مع المعتقلين العشرة‏.‏

وبرغم رفض المصدر الإفصاح عن أسماء المعتقلين فإنه أكد أن جميعهم من الشباب وتتراوح أعمارهم ما بين‏20‏ و‏25‏ أو‏30‏ عاما علي الأكثر‏,‏ و نفي أن يكون لأي منهم سجل جنائي أو إرهابي‏.‏

أما فيما يتعلق بالمصريين الثلاثة الذين يقيمون في إيطاليا بشكل غير شرعي‏,‏ فإنهم سيواجهون عقوبة أخري طبقا للقانون الإيطالي وذلك بعد صدور حكم بشأنهم في قضية أعمال الشغب‏.‏

أما بالنسبة للإجراءات الأمنية التي قد يتعرض لها سائر ابناء الجالية المصرية في ميلانو‏,‏ فقد أكد المسئول أن الرقابة عليهم ستكون مكثفة‏,‏ لكنه استبعد احتمال تعرضهم لترحيل جماعي‏.‏

وأشاد المسئول بالجالية‏,‏ مؤكدا أن الشخصيات البارزة بينها تحاول تهدئة الوضع‏,‏ وأكد أن الجالية المصرية في ميلانو هي الأقوي بين الجاليات‏.‏