بمجرد انتهاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لموسكو, أعلنت روسيا أمس إرجاء تسليم إيران أنظمة صواريخ من طراز' إس300 المضادة للصواريخ لأسباب فنية.
وأرجع مساعد مدير جهاز التعاون العسكري-الفني الروسي الكساندر فومين ـ لوكالة انترفاكس ـ التأخير إلي مشكلات فنية, وأنه سيتم التسليم بمجرد حلها. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجانب الإيراني إلي قبول اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بتبادل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بوقود نووي لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث النووية. وتزامنت هذه التطورات في الموقف الروسي من إيران مع تحذيرات الجنرال الروسي ليونيد إيفاشوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية من أن توجيه الولايات المتحدة وإسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران أصبح وشيكا وغير مستبعد, مشيرا إلي أن مثل هذه الخطوة يعتمد إلي حد كبير علي موقف روسيا والصين.
ورجح احتمال استخدام الأسلحة التقليدية, مشيرا إلي أن استخدام طهران للأسلحة النووية من شأنه إطلاق أيادي جميع القوي الإسلامية المتضامنة مع إيران والمعارضة للإملاءات الأمريكية- الإسلامية في المنطقة.
وفي الوقت ذاته, أكد نيتانياهو- في مقابلة نشرتها صحيفة' كوميرسانت' الروسية- أنه فيما يتعلق ببيع الأسلحة, نأخذ بعين الاعتبار قلق كل الأطراف ونتوقع من روسيا أن تقوم بالشيء نفسه', مشددا علي أن بلاده لا تسعي لخوض أي حرب سواء مع إيران أو أي دولة أخري. كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الإفصاح عما إذا كانت بلاده تدرس إمكانية استخدام القوة ضد المنشآت النووية الإيرانية, مكتفيا بتأكيد ضرورة تسديد العقوبات قاسية ضد النظام الحاكم في إيران. وأوضح أن المقصود بالعقوبات المؤثرة المرجوة هو إيقاف تصدير مشتقات البترول وخاصة البنزين لطهران ووقف استيراد البترول الإيراني. كما أشار إلي أنه ناقش مع الجانب الروسي مسألة توريد وسائل الدفاع الجوي إس ـ300 إلي إيران, وقال إنه لا يريد الخوض في تفاصيل.
وعلي صعيد آخر, اعتبرت مندوبة إسرائيل لدي الأمم المتحدة أن موقف الصين فيما يتعلق بتشديد العقوبات علي إيران بسبب برنامجها النووي, يبقي' لغزا'. وقالت إنها تشك في اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا بهذا الشأن خلال هذا الشهر. وأشارت السفيرة جابرييلا شاليف إلي أن روسيا تخلت بوضوح عن تحفظاتها حيال فرض عقوبات جديدة علي إيران إثر زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو لموسكو.
وفي واشنطن, لم يستبعد البيت الأبيض أمس أي خيار للتصدي لطموحات إيران النووية بما في ذلك الخيار العسكري. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض, في مؤتمر صحفي,' لن أستبعد شيئا' مضيفا أن رفض إيران التواصل بشأن برنامجها النووي دليل علي أن برنامجها' ليس له الغاية التي تسعي لإقناع الآخرين به.'
وفي إطار المواجهة المشتعلة بين طهران والغرب,اتهم المرشد الاعلي للثورة الاسلامية في إيران آية الله علي خامنئي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بترويج' الأكاذيب' حول إيران خلال جولتها الخليجية. وأوضح خامنئي, في خطاب القاه في طهران أمام مواطنين من تبريز شمال غرب إيران- ان' الذين حولوا الخليج الفارسي الي مخزن أسلحة لنهب أموال دول المنطقة قد أرسلوا الآن عميلتهم إلي المنطقة لنشر الأكاذيب ضد إيران.كما أكد أن المظاهرات المناهضة للحكومة التي خرجت علي هامش الاحتفالات بالذكري الــ13 للثورة الإسلامية جاءت بمثابة ضربة للمعارضة, مؤكدا أن الحكومة نجحت في تقويض مختلف طموحات المعارضة وأعداء الدولة في أن تتحول هذه المظاهرات إلي حرب أهلية ولكن قوات الأمن نجحت في السيطرة عليهم وتوجيه ضربة قوية لكل الأصوات المعارضة للنظام.
وكانت كلينتون قد دافعت بحزم خلال اليوم الأخير من جولتها الخليجية عن سياسة الضغط علي إيران, لا سيما من خلال تشديد العقوبات الدولية علي هذا البلد, مشككة في الأهداف السلمية المعلنة لبرنامج طهران النووي. ومن ناحيته, هاجم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الولايات المتحدة بعنف, مؤكدا أن سياسات أمريكا وراء مشاكل العالم سواء فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية أوالإرهاب والتطرف وانعدام الأمن في العالم.. كما اتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنها تمارس المزيد من الخداع ضد إيران.
كما أكد متكي أن بلاده علي استعداد لبحث أي أفكار جديدة بشأن اتفاق تبادل اليورانيوم, وذلك عقب اجتماعه مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في طهران.