طلبت تل أبيب من موسكو فرض عقوبات "فعالة" على طهران على خلفية برنامجها النووي, بينما لم تخف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن جولتها بالمنطقة تهدف لحشد التأييد لفرض مثل تلك العقوبات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -عقب لقائه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بموسكو- إن المطلوب الآن هو "عقوبات بالغة الشدة يمكن أن تؤثر على هذا النظام (الإيراني), وعقوبات قاسية تضر إلى حد بعيد ومقنع بالصادرات والواردات النفطية".

وأضاف نتيناهو أن موسكو "تتفهم بالتأكيد ضرورة منع إيران من الحصول على أسلحة نووية وتتفهم ضرورة اتخاذ بعض الخطوات ضدها".

بدوره لم يخف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وجود اختلاف بين تل أبيب وواشنطن حول كيفية معالجة الملف النووي الإيراني.

وقال باراك في لقائه رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مايكل مولن بتل أبيب إنه "توجد خلافات بين الأصدقاء", وطالب بالعمل سويا من أجل تعزيز الاستقرار بالمنطقة.

بدوره قال مولن إنه لا يزال يأمل بأن الدبلوماسية والعقوبات ستحقق حلا لا يقود إلى حرب إقليمية, وحذر في الوقت نفسه من رد فعل غير متوقع في حال تعرض إيران لهجوم.

ديكتاتورية عسكرية

وفي وقت سابق أعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن تخوفها من تحول إيران ديكتاتورية عسكرية مع تزايد سلطة الحرس الثوري، واستبعدت توجيه ضربة عسكرية إليها بسبب برنامجها النووي.

وقالت كلينتون في تصريحات للجزيرة ستبث لاحقا إن إيران "تسير باتجاه ديكتاتورية عسكرية" تحل محل سلطة الحكومة والمرشد الأعلى للثورة ورئيس البلاد والبرلمان، وأكدت أن بلادها ستواصل استهداف المشروعات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الذي يلعب دورا كبيرا في صناعات الطاقة وإنتاج الصواريخ والإعمار والاتصالات.

في السياق أكدت كلينتون في لقاء أمام طلبة بالدوحة أن هناك أدلة متواترة على أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي.

وأضافت أن بلادها تسعى لفرض ضغوط دولية على إيران واتهمت طهران بأنها لا تترك أمام المجتمع الدولي من خيار سوى جعلها تدفع ثمنا أكبر.

وقد حلت كلينتون الاثنين بالرياض في زيارة للمملكة العربية السعودية تستمر يومين.  

لا عرض جديدا

من جهتها نفت فرنسا وروسيا أن تكون القوى الكبرى قدمت اقتراحات لإيران بشأن صفقة تبادل اليورانيوم المخصب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن العرض الوحيد القائم هو اتفاق قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي ولم تقبل به طهران بعد.

بدورها نقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن مصدر بالخارجية الروسية نفي موسكو وجود ذلك العرض وتأكيده العرض الذي قدمته الوكالة الذرية سابقا بمبادلة الوقود.

وكان علي أكبر صالحي رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية قال في حديث لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) إن بلاده تلقت تلك العروض وتقوم حاليا بدراستها.

وفشلت طهران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا حتى الآن في الاتفاق على شروط مبادلة اليورانيوم المخصب بوقود نووي خارج إيران.