أقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمقتل 12 مدنيا أفغانيا عندما سقط صاروخ أخطأ هدفه على منزلهم في عملية هلمند المتواصلة لليوم الثاني، في حين أعلن الجيش الأفغاني أن 27 من حركة طالبان قتلوا حتى الآن في الهجوم.

وبحسب بيان صادر عن قوات الحلف هناك فإن 12 مدنيا قتلوا عندما أخطأ هجوم صاروخي اليوم هدفه المحدد بثلاثمائة متر في منطقة ناد علي بولاية هلمند.

وبحسب بيان الحلف فإن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال قدم اعتذاره للرئيس الأفغاني حامد كرزاي "لهذا الحادث المؤسف".

توخي الحذر

وكان كرزاي قد أصدر بيانا قبل ذلك نعى فيه عشرة مدنيين قال إنهم سقطوا في الهجوم الذي يأتي بعد يوم واحد من بيان آخر حث فيه القوات المشاركة في عملية "مشترك" في هلمند على تلافي وقوع ضحايا مدنيين مثلما وقع في عمليات سابقة.

في هذه الأثناء، قال حلف شمال الأطلسي إن أحد جنوده قتل اليوم جراء تعرضه لهجوم بعبوة ناسفة في جنوب أفغانستان، ولم يتضح ما إذا كان مصرعه ضمن عمليته في هلمند أو في منطقة أخرى، كما لم تتضح بعد جنسية القتيل.

وكان الحلف قد أعلن أمس السبت مقتل اثنين من جنوده -لم يحدد جنسيتيهما- أثناء الهجوم على مرجه، كما أعلن أمس مقتل ثلاثة جنود أميركيين في تفجير بقندهار.

بيد أن المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي قال لمراسل الجزيرة إن مقاتلي حركته تصدوا لهجوم مرجه وأوقعوا ستة قتلى على الأقل في صفوف القوات المهاجمة خلال الاشتباكات الأولى.

وأعلن الجيش الأميركي أن أحد مواقعه في هلمند –لم يحدد مكانه بالضبط- تعرض لإطلاق نيران كثيف من جميع الجهات اليوم الأحد في مبنى كان يشهد رفع العلم الأفغاني، تعبيرا رمزيا عن السيطرة عليه.

من ناحيته أعلن الجيش الأفغاني مقتل 27 من مسلحي طالبان في عملية مرجه وأسر عدد آخر.

تطبيق الإستراتيجية

وعلى صعيد سير المعارك التي يشارك فيها 15 ألف جندي أميركي وبريطاني وأفغاني، عبر جيمس جونز كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي عن رضاه التام عن سير المعارك في جنوب أفغانستان، وقال إنها "تسير على ما يرام".

وأضاف "أنها لحظة مهمة في الوقت المناسب لأنها المرة الأولى التي نضع فيها جميع العناصر لإستراتيجية الرئيس (باراك أوباما) الجديدة على صعيد التطبيق".

غير أن وكالة أسوشيتد برس نسبت للجنرال لاري نيكولسون، وهو قائد أميركي ميداني، قوله إن عملية هلمند يمكن أن تستغرق أسابيع قبل إحكام قبضة قواته على مرجه.

وتابع أن "هذا لا يعني بالضرورة تواصل المعارك الشرسة بالأسلحة، لكن سيكون هناك على الأرجح ثلاثون يوما من عمليات التنظيف".

قرار صائب

إلى ذلك قال ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق، وهو منتقد شديد لإدارة أوباما، إنه "مؤيد بقوة لما يتم القيام به في أفغانستان".

وأضاف في مقابلة تلفزيونية "أعتقد أن الرئيس اتخذ القرار الصائب" وتابع "أنا لست ناقدا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع هذا الوضع".

من جانبه أشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس السبت بعملية هلمند -التي تعد اختبارا حقيقيا للإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان- وبجهود القوات البريطانية والأفغانية من أجل إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية لسكان المنطقة.

على صعيد مختلف بثت حركة طالبان شريط فيديو لصحفيين فرنسيين خطفا في أفغانستان في ديسمبر.

ويظهر الشريط الذي تم بثه على شبكة الإنترنت الصحفيين وهما يناشدان للإفراج عنهما.