أعلن حلف شمال الأطلنطي الناتو أمس, عن بدء الهجوم واسع النطاق الذي طال انتظاره علي معاقل حركة طالبان في منطقة مرجاه بإقليم هلمند جنوب أفغانستان.
وبدأت العملية التي أطلق عليها اسم معا فجر أمس, بإنزال عناصر من مشاة البحرية الأمريكية المارينز وجنود أفغان في بلدن مرجاه وقدرت القوات المشاركة في الهجوم بأكثر من15 ألف جندي من القوات الدولية وعلي رأسها القوات الأمريكية والبريطانية, كما تشارك وحدات دنماركية واستونية وكندية, ومن بين تلك القوات2500 من القوات الأفغانية.
ووصف مسئولون عسكريون عملية معا بأنها أكبر هجوم تشنه القوات الدولية في أفغانستان منذ بداية الحرب مع نهاية2001, وعقب طرد طالبان من السلطة, كما تعتبر أكبر عمليات للقوات الدولية مند إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ديسمبر الماضي, عن إرسال ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي لتحويل مسار الحرب في أفغانستان, حيث تتصاعد حركة التمرد التي تقوم بها حركة طالبان.
وقالت القوات الدولية في بيان لها, إن عملية معا هي المرحلة الأولي من عملية واسعة النطاق تهرف الي تخليص المنطقة من المتمردين وإيجاد الظروف المواتية للحكومة الأفغانية لبسط سلطاتها, وإحلال مزيد من الأمن والاستقرار والتنمية ودولة القانون وحرية الحركة وإعادة الإعمار في ولاية هلمند أحد معاقل المتمردين الإسلاميين ومستودع الأفيون في أفغانستان والذي يتعتمد طالبان في تمويلها علي جزء كبير من عائداته.
وأكد الجنرال محيي الدين جوري قائد الجيش الأفغاني في هلمند أن العملية انطلقت بنجاح كبير, وتواجه القوات الدولية التي دخلت المنطقة بعض المقاومة.
ومن جهته, أكد جوش ديدامز الناطق باسم قوات المارينز في هلمند, أن الطائرات المروحية قامت بعمليات إنزال لقوات مشتركة في مدينة مرجاه, وأضاف أن تلك القوات تتقدم علي الأرض وتواجه مقاومة ضعيفة, لكن حركة طالبان سخرت من العملية التي احيطت بضجيج إعلامي كبير ضد منطقة صغيرة جدا بحسب وصفها.
وتقدر مصادر عسكرية عدد مقاتلي طالبان المتحصنين في المنطقة بما يتراوح بين400 ـ1000 مسلح, ووعد الناطق باسم الحركة أخيرا بمقاومة المهاجمين, موضحا أن طالبان ستلجأ الي تكتيكاتها العادية باستخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع والمزروعة علي حافة الطريق ونصب كمائن, وقالت السلطات المحلية إن آلاف السكان فروا قبل الهجوم, ومنعت القوات الأفغانية وقوات حلف الناتو الصحفيين من دخول المنطقة حاليا. وفي غضون ذلك, كشف بيان للرئاسة الأفغانية, ان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي دعا مجددا حركة طالبان في أفغانستان الي إلقاء السلاح والاستفادة من فرصة الهجوم, لنبذ العنف والعودة للحياة المدنية, وهو ما يحقق مصلحة البلاد, كما حذر كرزاي, الذي وافق علي بدء الهجوم, من احتمال سقوط خسائر مدنية خلال الهجوم الذي بدأت القوات الأفغانية والدولية تشنه قبل ساعات علي مرجاه, في الوقت الذي قامت فيه قوات الناتو بتوزيع منشورات تحذيرية لسكان المنطقة بخصوص العملية لتقليل حجم الخسائر بين المدنيين الأفغان. ومن ناحية أخري, قتل جندي أمريكي ومدني أفغاني, كما جرح ثلاثة آخرون أمس في هجوم انتحاري بدراجة بخارية قرب آليات عسكرية للقوات الأمريكية في احدي ضواحي ولاية قندهار.
وفي وقت لاحق, أكد بيان لحلف الناتو مصرع3 جنوب أمريكيين آخرين في أحد الانفجارات بجنوب أفغانستان, دون أن يوضح ما اذا كان هؤلاء الجنود قد قتلوا في الهجوم الانتحاري علي القوات الأمريكية أم حلال الهجوم علي مرجاه. كما أصيب أمس جنديان استراليان في هجومين منفصلين بأفغانستان, حيث أصيب الأول بجروح خطيرة جراء انفجار قنبلة مروعة علي جانب الطريق في جنوب أفغانستان, بينما أصيب الآخر بجروح طفيفة في هجوم وقع شرق مدينة تارين كوت, وحملت وزارة الدفاع الاسترالية حركة طالبان مسئولية الهجومين.
علي صعيد آخر, وفي إسلام آباد, ذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس الأول, أن دبلوماسيين كبارا من الهند وباكستان سيلتقون لإجراء محادثات في نيودلهي يوم25 فبراير الحالي, في أول محادثات مشتركة منذ أن هاجم متشددون باكستانيون مدينة مومباي الهندية في نوفمبر عام2008. وشددت الولايات المتحدة علي الدولتين ضرورة استئناف المفاوضات علي أمل أن يؤدي تخفيف التوتر بين البلدين لمساعدة استراتيجية واشنطن ضد المسلحين في افغانستان والمنطقة القبلية في باكستان.