انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة في التشكيك بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 80%، أما طهران فأكدت أنها أكملت تخصيب ما تحتاجه من يورانيوم دون عقبات وبوجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن بلاده لا تعتقد أن إيران قادرة على تخصيب يورانيوم يصل إلى المستوى المطلوب في إنتاج الأسلحة النووية، لكنه حذر من أن المزاعم الإيرانية بهذا الصدد تثير مخاطر جدية.

وكانت الإدارة الأميركية قد سارعت في وقت سابق بالتشكيك فيما أعلنه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأول من قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تزيد على 80%، ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس هذه التصريحات.

وقال المتحدث للصحفيين أمس إن أحمدي نجاد يقول أشياء كثيرة يتضح فيما بعد أنها غير صحيحة، واستبعد أن يكون لدى الإيرانيين القدرة على التخصيب إلى الدرجة التي يقولون إنهم وصلوا إليها الآن.

وأضاف غيبس أن إيران أدلت بسلسلة تصريحات "تقوم على السياسة لا على علم الفيزياء، كما واجه البرنامج النووي الإيراني سلسلة من المشاكل طوال العام". واعتبر المتحدث أن معارضة إيران لاتفاق مقايضة الوقود الذي توسطت فيه الوكالة الذرية "تغذي الشكوك" بشأن نوايا البرنامج النووي الإيراني.

مواقع جديدة

لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أكد مقابل ذلك أن عملية تخصيب اليورانيوم تمت بدون أي عقبات، وبحضور مفتشين من الوكالة الذرية وحسب لوائحها.  

وأضاف صالحي بمقابلة مع وكالة رويترز أن لدى بلاده القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 100% وليس فقط 20 أو 80% ولكنها لا تحتاج إلى ذلك.

وعبر عن أمله أن تتمكن بلاده من بناء موقع أو موقعين للتخصيب في مارس/ آذار المقبل لكي تضاف إلى محطة التخصيب الوحيدة التي تعمل بالبلاد في الوقت الراهن.

وكان أحمدي نجاد قد أعلن خلال احتفالات الثورة إنتاج الشحنة الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ووضعها تحت تصرف العلماء، مشيرا إلى أن بلاده تخطط لزيادة الإنتاج ثلاثة أضعاف بالمستقبل القريب.

وتدرس الدول الغربية فرض عقوبات مشددة على إيران بسبب طموحاتها النووية، لكن القوى الست الكبرى (روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن مثل هذا القرار.

عقوبات دولية

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أمس إن الحل الدبلوماسي مع إيران لا يزال ممكنا "لكن عدم استعدادها للحوار بشكل بناء دفع واشنطن وغيرها من القوى الكبرى الأخرى لدراسة الضغط عليها بمزيد من العقوبات".

وأكدت الخارجية الروسية أمس أن فرض عقوبات إضافية على إيران ليس بالأمر القريب، وأشار إلى رفض فرض عقوبات مؤلمة على طهران. أما فرنسا فقالت إنه لكي تفرض عقوبات شديدة على إيران فلا بد من ضمان الموقف الصيني.

وتقول إيران إنها اتجهت لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20% من أجل مفاعل بحثي بطهران ينتج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية بسبب الإحباط من عدم الوصول إلى اتفاق مع القوى العالمية بشأن تبادل اليورانيوم.

ويتهم الغرب إيران بمحاولة إنتاج قنابل نووية سرا. وتقول إيران إن منشآتها النووية جزء من برنامج سلمي للطاقة، وإنها سترد إذا تعرضت لأي هجوم.