وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية, احتفلت إيران امس بالذكري الـ31 لقيام الثورة الإسلامية, حيث حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يضيع الفرص ولا يتصرف بشكل صحيح .
كما أعرب ـ في خطاب ألقاه وسط العاصمة عن أسفه لضياع أي أمل في تغيير السياسات الأمريكية تجاه طهران.
وعلي الصعيد النووي أعلن الرئيس الإيراني أن بلاده قادرة علي إنتاج اليورانيوم المخصب' بنسبة أكثر من80% لكنها لن تفعل, مؤكدا أن بلاده' ستزيد قريبا بمقدار ثلاثة اضعاف من إنتاجها' من اليورانيوم بنسبة5,3%, كما فاجأ العالم بتأكيده أن إيران أنتجت بالفعل أول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة20%.
ومن جانبه, أعلن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران تسعي لبناء موقع أو موقعين لتخصيب اليورانيوم بحلول مارس2011.
في هذه الأثناء شكك البيت الأبيض في تصريحات إيران بشأن تخصيب اليورانيوم, كما اتهمها بتنفيذ تعتيم إعلامي شبه تام, مؤكدا أن المعارضين الإيرانيين لهم الحق في التعبير.
من ناحيته, حذر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي من أن سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يحفز دول الجوار لكي تحذو حذوها وهو ما سيؤدي إلي زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.
وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية المكثفة لقمع المسيرات المناهضة للحكومة التي انطلقت علي هامش الاحتفالات بالثورة الإسلامية, فقد أكد موقع إلكتروني موال للمعارضة أن قوات الأمن هاجمت زعيم المعارضة مهدي كروبي في وسط طهران, و هشمت زجاج سيارته إلا أنه لم يصب بجروح خطيرة. وذكر نفس الموقع أن قوات الأمن هاجمت أيضا الرئيس السابق محمد خاتمي. وقال حسين كروبي نجل الزعيم المعارض لوكالة الانباء الفرنسية ان والده لم يصب خلال الهجوم الذي استهدف سيارته غير أن عددا من حراسه الشخصيين أصيبوا بجروح خطيرة.
و قد تجمع عشرات الآلاف الايرانيين في ساحة آزادي في طهران لإحياء ذكري الثورة الإسلامية, حيث توافدت حشود الإيرانيين من عدة اماكن من العاصمة في سبعة مواكب توجهت إلي ساحة آزادي وهم يرفعون أعلاما إيرانية ولافتات كتب عليها' الموت لإسرائيل' و'الموت لأمريكا', بحسب لقطات بثها التلفزيون الرسمي. كما ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وسط انتشار كثيف للشرطة, حيث أكد شهود العيان أن عناصر الشرطة قذفت المواطنين بكرات الطلاء.
و في الوقت نفسه, حظرت السلطات المحلية علي الصحافة الأجنبية تغطية المسيرات التي نظمت بهذه المناسبة خشية أن تتخللها تظاهرات للمعارضة ضد نجاد, وقالت صحيفة' وول ستريت جورنال' الامريكية علي موقعها علي الإنترنت أمس الأول إن الحكومة الإيرانية تعتزم أن تغلق بصفة دائمة خدمة جوجل البريدية لمنع المواطنين من إرسال تقارير للخارج عما يدور في الداخل. وقالت شركة جوجل إنها لمست انخفاضا حادا في حركة البريد الالكتروني في إيران وإن بعض المستخدمين في البلاد يجدون صعوبة في الوصول إلي موقع بريدهم الالكتروني. كما تم حصر الصحفيين الأجانب في منبر رسمي أقيم في ساحة آزادي لتغطية الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني.
ونشرت الشرطة أعدادا كبيرة من عناصر مكافحة الشغب في الساحة وفي محيطها.
وذكر موقع للمعارضة الإيرانية علي الإنترنت أن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازا مسيلا للدموع علي مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي احتشدوا بوسط طهران.
كما منعت قوات الأمن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي من الانضمام إلي المتظاهرين في حين تعرضت زوجته للاعتداء, وقال موقع كلمة التابع لموسوي علي الانترنت إن المعارض الإيراني كان يريد الانضمام إلي المتظاهرين الذين كانوا في جادة ازادي لكنه حوصر من قبل رجال باللباس المدني يحملون الهراوات, بينما تعرضت زوجته للضرب علي الرأس والظهر.
وعلي الصعيد نفسه أكد موقع للمعارضة الإيرانية أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت حفيدة الزعيم الاعلي الايراني الراحل آية الله روح الله الخميني وزوجها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي خلال مشاركتهما في حشد بمناسبة ذكري قيام الثورة كما أشار إلي اعتقال أحد أبناء زعيم المعارضة مهدي كروبي أيضا, وانه تم اطلاق سراحهم بعد فترة وجيزة.