أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستكمل خلال أسابيع ما وصفه بنظام عقوبات فعال ضد إيران، مشيرا إلى أن طهران تتجه نحو امتلاك أسلحة نووية، فيما صعدت موسكو لهجتها واعتبرت قرار إيران تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى مخالفا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال الرئيس باراك أوباما في مؤتمر صحفي مفاجئ بالبيت الأبيض الثلاثاء إن سعي إيران -رغم إنكارها- بات واضحا أنه يتجه نحو امتلاك أسلحة نووية.
ودون الخوض في تفاصيل قال الرئيس الأميركي إن إدارته تطور ما وصفه بنظام عقوبات فعّال على إيران، مشيرا إلى أن العمل على توسيع العقوبات الدولية يسير قدما بسرعة كبيرة وسيكتمل في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
وأضاف أن المجتمع الدولي يبحث حزمة عقوبات جديدة، وهو "متحد بشأن سوء تصرف إيران"، لكن أوباما أبقى الباب مفتوحا أمام طهران لتغيير سلوكها رغم قوله إن النظام الإيراني اتخذ خياره حتى الآن.
وأشاد أوباما بما وصفه بموقف روسيا المتقدم تجاه إيران، لكنه قال إن موقف الصين ليس واضحا، مشيرا إلى أن موقف بكين إزاء فرض العقوبات سيتضح داخل مجلس الأمن.
وسبق تصريحات أوباما توقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فرض عقوبات دولية جديدة على إيران في غضون أسابيع وليس أشهرا، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسمه.
تحول روسي
وفي تحول للموقف الروسي من إيران، صعدت موسكو لهجتها إزاء طهران بشأن برنامجها النووي, واعتبرت أن قرارها تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى مخالف لقرارات مجلس الأمن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قرار طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يثير الشكوك في مدى جدية نواياها في تبديد المخاوف الحالية للمجتمع الدولي. كما أعرب عن إحباط بلاده إزاء عدم إعطاء إيران "الفرصة للدبلوماسية لتؤتي ثمارها".
وفي الدوحة نفى سفير روسيا لدى قطر فلاديمير تيتورينكو للجزيرة وصف إيران بالحليف لروسيا، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين علاقات شراكة، وأكد أن موسكو تمارس سياستها على مبادئ وليس صفقات، في معرض رده على أسباب تغير الموقف الروسي، مشيرا إلى أن التصريحات الأخيرة في طهران أثارت الشكوك لدى القيادة الروسية.
عقوبات فورية
وفي تل أبيب، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي إلى إيقاع ما وصفها بعقوبات قاسية وفورية على إيران لكبح قدرتها على تطوير برنامجها النووي.
يُذكر أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية, لكنها تمتنع عن تأكيد ذلك.
وفي العاصمة الفرنسية، قال وزير الخارجية برنار كوشنر إن المشاورات جارية لضمان توافق كامل بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران تستهدف قطاع الطاقة، لكنه ألمح إلى وجود معارضة صينية بهذا الشأن.
وفي هذه الأثناء، بدت الصين وحيدة في مطالبتها جميع الأطراف بالعمل على التوصل إلى اتفاق مدعوم دوليا بخصوص مقترح الوقود النووي وحل الأزمة، كما ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية ما زهو شو الثلاثاء.
لكن وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قال الثلاثاء إن نظيره الصيني يانغ جيشي أكد له في لقاء على هامش مؤتمر لندن بشأن أفغانستان في 28 يناير/كانون الثاني الماضي تصميم بكين على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
ومقابل رغبة الدول الكبرى في تشديد العقوبات على إيران أعرب وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم عن اعتقاده أن العقوبات على إيران لن تكون فعالة، واقترح بدلا من ذلك زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران لحل المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي.
رفع التخصيب
وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بلاده بدأت الثلاثاء رفع درجة تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز إلى 20% لإنتاج الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلاتها.
كما أوضح مندوب طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن بلاده انتظرت تسعة أشهر لتلقي رد الدول الست الكبرى بخصوص مقترحاتها المتعلقة بمبادلة اليورانيوم المخصب، لافتا إلى أن الطرف الآخر لم يستغل القواسم المشتركة الموجودة في المقترح الإيراني وما ورد في مقترح الوكالة الذرية.
يُذكر أن اتفاق مبادلة الوقود النووي يقترح إرسال إيران اليورانيوم المخصب بنسبة 3% إلى روسيا وفرنسا لمبادلته بآخر مخصب بنسبة 20%، إلا أن طهران ربطت قبولها العرض بأن تتم المبادلة تدريجيا وداخل الأراضي الإيرانية أو لدى طرف ثالث.