سارع سياسيون غربيون إلى تحذير طهران بشأن برنامجها النووي وذلك بعد ساعات من قول الرئيس الإيراني إنه أمر بالبدء في إنتاج الوقود النووي المخصب بنسبة 20%. وبينما دعا مسؤول أميركي إلى اتحاد دولي بوجه طهران، فقد أكد مسؤول ألماني أن صبر الغرب بدأ ينفد.

وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن رد الفعل الإيراني على المقترحات الغربية جاء مخيبا للآمال. وحثّ المجتمع الدولي على الوقوف صفا واحدا للضغط على إيران.

وأضاف غيتس بعد لقاء مع نظيره الإيطالي إيغنازيو لاروسا بالعاصمة الإيطالية روما "لا أحد حاول بإخلاص أن يتواصل ويصل إيران أكثر من الرئيس (الأميركي باراك) أوباما".

وقال إن المجتمع الدولي قدم لطهران فرصا عدة لتقديم حسن نواياها، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال". وأضاف "المجتمع الدولي سيقف سويا ويضغط على الحكومة الدولية. أعتقد أنه ما زال هناك متسع من الوقت للعقوبات والضغط، ولكن ينبغي علينا جميعا أن نعمل معا".

تشديد العقوبات

ومن جهته قال وزير الدفاع الألماني كارل تيودورتسو غوتنبرغ إن على المجتمع الدولي أن يوضح لإيران أن "صبره بدأ ينفد" فيما يتعلق بالنزاع بشأن برنامج طهران النووي.

وقال غوتنبرغ للصحفيين في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي إنه يبدو أن هناك حاجة لتشديد العقوبات، مضيفا "نحن بحاجة إلى أن ندرس بعناية بالغة الأثر الذي يمكن أن تحدثه خياراتنا". واستطرد "وفي الوقت ذاته يجب أن يكون واضحا لإيران أن صبرنا بدأ ينفد".

وفي لندن، عبرت الحكومة البريطانية عن قلقها العميق حيال تصريحات الرئيس الإيراني. وقال بيان صادر عن الخارجية إن قيام طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% "مسألة تثير القلق البالغ".

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن أنه أمر هيئة الطاقة النووية برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20%. وقال في خطاب بمعرض تكنولوجي في طهران بث على الهواء إنه بادر بذلك بعد أن يئس من القوى الدولية في مسألة التخصيب، وأوضح "قلنا لهم (الغرب) أن يأتوا ونجري تبادلا رغم أننا نستطيع إنتاج الوقود المخصب إلى نسبة 20% بأنفسنا".

وأضاف "أعطيناهم من شهرين إلى ثلاثة أشهر للتوصل لمثل هذا الاتفاق  لكنهم بدؤوا لعبة جديدة، وقد طلبت الآن من الدكتور صالحي بدء العمل على إنتاج وقود مخصب إلى نسبة 20% باستخدام أجهزة الطرد المركزي" مشيرا إلى علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. لكن نجاد أكد في الوقت نفسه أن الطريق مفتوح أمام الغرب لإتمام صفقة الوقود مع إيران.

مجرد استعداد

ودافع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست عن قرار نجاد بالقول إن زيادة التخصيب بتلك النسبة لا تتعارض مع قوانين وكالة الطاقة الذرية الدولية، وأضاف أن ذلك التخصيب سيجري تحت إشراف الوكالة الدولية.

ومن جهته أكد رئيس الطاقة الذرية الإيرانية الذي حضر خطاب نجاد أن منظمته قد وضعت في حالة استعداد قصوى. وأوضح صالحي أن نجاد أمره فقط بالاستعداد للتخصيب تحسبا لفشل محادثات تبادل الوقود بالوصول إلى اتفاقية، مشيرا إلى أن التخصيب "يحتاج تحضيرات" دون الإفصاح عن طبيعة تلك التحضيرات.

يُذكر أن الغرب يطالب إيران بإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة إلى الخارج، مقابل الحصول على وقود مخصب بدرجة أعلى تستخدمه في مفاعل طهران الذي ينتج النظائر المشعة للأغراض الطبية.

وناقشت إيران العام الماضي مع ست قوى كبرى فكرة إجراء هذا التبادل كوسيلة لتخفيف القلق الدولي بشأن الطموحات النووية لطهران، لكن الجانبين فشلا حتى الآن في الاتفاق على كيفية تنفيذ هذه الخطة.

وكانت القوى الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي بالإضافة لألمانيا قد اجتمعت الجمعة لبحث الجهود المبذولة لإقناع إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.