تضاربت التصريحات الغربية والإيرانية إزاء اقتراب الجانبين من التوصل إلى اتفاق على مبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب.  

وبينما قالت إيران إنها تقترب من اتفاق نهائي بشأن المبادلة تقبل به كل الأطراف، نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون قد تلقت عرضا جديدا من إيران عن الوقود النووي.

وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اليوم السبت إنه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو في ميونخ بألمانيا بشأن خطة لمبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي أعلى تخصيبا.

ولكنه أكد إصرار إيران على تحديد كمية الوقود التي ستتم مبادلتها. وقال إنها قد تكون أقل من 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي يطالب الغرب بنقلها دفعة واحدة.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن الثلاثاء الماضي أن بلاده مستعدة لتبادل جزء من اليورانيوم المنخفض التخصيب (3.5%) مقابل يورانيوم عالي التخصيب (20%) من الخارج لاستخدامه في مفاعل للبحوث بطهران ينتج النظائر الطبية.

من جانبه طالب أمانو بتسريع الحوار مع طهران. وقال عقب محادثاته مع متكي بمؤتمر السياسات الأمنية في ميونخ للصحفيين "أفضل عدم قول رأيي في الموضوع لكن الحوار متواصل ويجب أن يسرع".

تشكيك أميركي

ومقابل هذه التطورات شككت الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قبل اجتماع متكي وأمانو للصحفيين في أنقرة حيث التقى بقادة أتراك "لا أشعر أننا نقترب من اتفاق".

وأضاف أن الوقت حان للمضي قدما في فرض عقوبات على إيران التي فرض عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم.

وقال غيتس "الواقع يقول إنهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي باستعدادهم للامتثال إلى معاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي".

واجتمعت القوى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا أمس الجمعة لبحث الجهود المبذولة لإقناع إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

تأييد ألماني

من جانبه أيد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله ما ذهب إليه غيتس قائلا إن "إيران لم تنجح حتى الآن بتبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى فيما يتعلق ببرنامجها النووي".

وأضاف "يدنا لا تزال ممدودة إليهم لكنها حتى الآن ممدودة في الفراغ ولم أر منذ الجمعة أي شيء يدفعني إلى أن أغير هذا الرأي".

بدوره قال وزير الدفاع الألماني كارل ثيودور غوتنبرغ إنه يعتقد أن الوقت حان كي يضطلع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "بمسؤوليته الدولية وأن يتصدى لهذا ويتخذ الإجراءات المناسبة" في إشارة إلى تسليط عقوبات جديدة على إيران.

معارضة روسية

وفي هذا السياق قال نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف إن أي عقوبات جديدة على إيران يجب أن تركز على وقف الانتشار النووي لا على الجانب الاقتصادي.

وأضاف بمؤتمر ميونخ "إذا فرضنا أنه لا مفر من فرض عقوبات، نحن متأكدون أن العقوبات يجب أن تقتصر على عدم الانتشار النووي لا أن تتسع للجوانب الثقافية والإنسانية والاقتصادية الإيرانية".