رفضت حركة طالبان الدعوة الأخيرة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإلقاء السلاح والانخراط في الحياة السياسية، ووصفت هذه الدعوة بأنها "عقيمة" و"سخيفة"، وفي مقابل ذلك جددت بريطانيا تأييدها لدعوة كرزاي مؤكدة أنها لا تسعى إلى "استسلام غير مشروط" لطالبان.

وجاء في بيان باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني لحركة طالبان "إن هذه ليست المرة الأولى التي يريد فيها نظام كابل والدول الغازية ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي بإعلانهم المصالحة بالكلمات، بينما هم، عمليا، يحضرون للحرب".

وكان كرزاي جدد الأحد الماضي في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابل دعوته لطالبان بالتخلي عن القتال والانخراط في الحياة السياسية، وقال إنه سيكثف جهوده لإقناع الحركة بذلك، وهي نفس الدعوة التي وجهها الرئيس الأفغاني لطالبان بمؤتمر لندن قبل ذلك بيومين وأيده حلفاؤه الغربيون.

وقد اعتبر بيان طالبان أمس أن شروط كرزاي للمصالحة هي بمنزلة تصعيد للحرب بدلا من إنهائها، ووصفها بأنها دعوة "عقيمة للاستسلام"، وأضاف "يريدون من المجاهدين أن يلقوا السلاح ويقبلوا بالدستور وينبذوا العنف، ولا يمكن لأي طرف أن يسمي هذا مصالحة".

ورفضت طالبان كذلك الدعم الغربي لدعوة كرزاي، وعدتها محاولة لتضليل الناخبين الغربيين الرافضين للحرب بأن قادتهم يريدون السلام بينما هم يعدون لهجوم جديد بولاية هلمند.

وكان الجيش البريطاني أعلن أول أمس الجمعة أن قواته بدأت عمليات بطائرات مروحية في ولاية هلمند جنوب أفغانستان لتجهيز ميدان القتال لعملية كبيرة تشنها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد طالبان.

وأشار البيان إلى أن طالبان قد تقبل بالحوار والمفاوضات ولكن من أجل تحقيق أهداف بعينها وعلى رأسها الاستقلال التام وتأسيس دولة إسلامية، على حد تعبيرهم.

فرص هائلة

وفي إطار مشابه، أكد وزير الدفاع البريطاني بوب إينسوورث السبت أن القوى الغربية لا تسعى إلى "استسلام غير مشروط" لمقاتلي طالبان، لأن العديد منهم قد يكونون طرفا في تسوية.

وقال إن هناك "فرصا هائلة" لتشجيع طالبان على التوافق مع الحكومة الأفغانية وإن بريطانيا وحلفاءها في الناتو يرغبون في مساعدة كابل "بأي طريقة نقدر عليها من أجل شق صف التمرد".

واعتبر إينسوورث على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن أن ذلك قد يتحقق بإعطاء المقاتلين "فرصة العودة للأمان حيث يكونون مستعدين لاحترام الدستور وإلقاء السلاح"، وأضاف أنه يمكن عندئذ تجريد "التمرد من حصة كبيرة".

وأكد أن التعهدات الغربية الأخيرة بإرسال مزيد من القوات والمساعدات إلى أفغانستان هدفها إظهار أن الناتو عازم على البقاء في أفغانستان حتى يمكن بدء تسليم السيطرة للقوات المحلية.

تعديل لا توسيع

وفي هذا الجانب كشف مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وناتو أمس أن الدول الأعضاء بناتو تعتزم تعديل وليس توسيع حجم التزاماتها الراهنة تجاه أفغانستان، حيث سترسل المزيد من المدربين العسكريين عوضا عن القوات القتالية، وذلك لإعداد الجيش الأفغاني والشرطة لتولي المسؤولية.

ونقلت وكالة رويترز عن الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن قوله السبت على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن إنه من المنطقي استخدام الموارد الحالية لتدريب الجيش الأفغاني والشرطة "حتى نتمكن بالفعل هذا العام من بدء عملية تسليم المسؤولية عن الأمن للأفغان".

وأكد راسموسن أنه تلقى ردودا "إيجابية" من الحلفاء وشركاء الحلف على طلباتهم بخصوص المزيد من المدربين وفرق التدريب.

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حث حلفاء الأطلسي في اجتماع لوزراء الحلف في إسطنبول الأسبوع الماضي على تقديم أكثر من 4000 مدرب ومعلم، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا عاما على أنه من الأفضل وجود المزيد من المدربين ضمن القوات التي تعهد الحلفاء بإرسالها إلى أفغانستان.