صعّدت الصين الجمعة الضغوط على الولايات المتحدة إذ طالبتها بالعدول عن بيع تايوان أسلحة بمليارات الدولارات, وحذرت من أن اللقاء المرتقب بين الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما والرئيس الأميركي باراك أوباما بواشنطن قد يقوض العلاقة بين البلدين.

وكانت الصين قد أعلنت تجميد تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة بعيد الإعلان عن خطة أميركية لبيع تايوان أسلحة بقيمة 6.4 مليارات دولار. وتشمل تلك الأسلحة أنظمة مضادة للصواريخ (باتريوت) ومروحيات هجومية من طراز بلاك هوك.

ولوحت بكين أيضا بأنها ستفرض عقوبات على الشركات الضالعة في بيع أسلحة لتايوان -التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها- دون أن تحدد طبيعة العقوبات المحتملة.

سخط صيني

وفي تصريحات أدلى بها الجمعة خلال مؤتمر عن الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية, قال وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي إن حكومة الصين وشعبها يشعران بالسخط إزاء القرار الأميركي ببيع أسلحة لتايوان.

وفي إشارة إلى الردود الصينية الأولية على الخطوة الأميركية, قال يانغ إن ما فعلته بلاده منطقي جدا, ويمكن أن يفعله أي شعب له كرامة.

وتابع الوزير الصيني أنه يتمنى أن تغير الولايات المتحدة سلوكها وتوقف صفقة الأسلحة لتايوان التي حذرت بكين في وقت سابق من أنها تهدد مبدأ التوحيد السلمي للبر الصيني والجزيرة المتمردة منذ 1949.

وقال إن بلاده تعاملت في حالات كثيرة مع الولايات المتحدة بجدية إلا أنها لم تكترث ومضت في سياستها فيما يتعلق بتايوان.

تحذير لواشنطن

وتزامنت تصريحات الوزير الصيني تقريبا مع تصريحات أخرى لخارجية بلاده انطوت على تحذير لواشنطن من تداعيات اللقاء الذي من المقرر أن يتم بواشنطن بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعيم التبتيين في المنفى الدلاي لاما الذي بدأ في السادس عشر من هذا الشهر زيارة للولايات المتحدة تستمر عشرة أيام.

وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن بلاده ترفض عقد هذا اللقاء بأي ذريعة وبأي شكل. ودعا الناطق الولايات المتحدة إلى أن تدرك الحساسية المفرطة لقضية التبت كي تتعامل بحكمة وبشكل مناسب, وتتجنب التسبب في مزيد من الضرر للعلاقة بين البلدين.

وأشار إلى التناقض في سلوك القادة الغربيين الذين يلتقون الدلاي لاما ويريدون في الوقت نفسه الإبقاء على علاقات جيدة مع الصين على كل الأصعدة.

 وقال الناطق باسم الخارجية الصينية إن هذا من الصعب أن يتحقق, متهما القادة الغربيين بالتلاعب بقضية التبت. وقال أيضا إن القيادة الصينية حثت أوباما عندما زار بكين في نوفمبر الماضي على ألا يستقبل الدلاي لاما.

وقال أوباما إنه سيلتقي الدلاي لاما الذي تتهمه بكين بالعمل على فصل التبت عن الصين، بصفته قائدا دينيا وثقافيا.