انتقدت الصين الخميس تلويح قوى غربية بفرض عقوبات قاسية على إيران بسبب برنامجها النووي, وقالت إن اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه سيضر المساعي الرامية إلى تسوية الأزمة دبلوماسيا.

وصرح وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي للصحفيين في العاصمة الفرنسية باريس إن إجراء مناقشات بين القوى الكبرى بشأن فرض عقوبات أشد على إيران سيجعل الموقف أكثر تعقيدا.

وقال في هذا الإطار "الحديث عن العقوبات في الوقت الحالي سيعقد الموقف وقد يقف في طريق إيجاد حل دبلوماسي". وأضاف الوزير الصيني أن بلاده ترغب في إجراء مزيد من المحادثات المباشرة بين طهران والمجتمع الدولي بشأن تخصيب اليورانيوم.

وشدد تشي على حق كل الدول بما فيها إيران على الاستخدام السلمي للطاقة النووية على أن تلتزم تماما بقواعد الوكالة الدولة للطاقة الذرية. وفي الوقت الراهن, يمثل التخصيب العقدة الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني.

سيف العقوبات

وبدت تصريحات وزير الخارجية الصيني في باريس بمثابة رد غير مباشر على تهديد واشنطن وباريس أمس بجولة رابعة من العقوبات على إيران تكون هذه المرة أشد قسوة. وفي وسع الصين, التي ترتبط مع إيران بعلاقات ومصالح اقتصادية قوية, أن تحبط أي قرار قد تسعى الدول الغربية لاستصداره من مجلس الأمن لتشديد العقوبات.

وبدا الموقف الصيني مختلفا عن موقف روسيا التي راوحت في الآونة الأخيرة بين تحذير طهران من الاستمرار في تصلبها، ومطالبة الغرب بقبول عرض إيراني يكون مناسبا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن بلاده سترحب بقبول إيران عرضا مبدئيا توسطت فيه الأمم المتحدة لإرسال اليورانيوم إلى الخارج للتخصيب.

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قال إن إيران تواجه احتمال التعرض لعقوبات وصفها بالقاسية من بلاده والدول الكبرى.

وفي وقت لاحق قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن إيران تتجه على الأرجح إلى رفض اتفاق مبدئي توسطت فيه وكالة الطاقة الذرية ويقضي بإرسال يورانيوم إيراني منخفض التخصيب إلى الخارج مقابل الحصول على آخر أعلى تخصيبا.

وأضافت أن العرض لا يزال قائما, وأنه إذا قبلت به طهران فإن واشنطن تريد أن تبلغها وكالة الطاقة بتلك الموافقة المحتملة.

من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون إن بلاده تنوي دعوة الأمم المتحدة إلى إصدار قرار يتضمن عقوبات شديدة بحق إيران.

وفي السياق ذاته, دعا وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيله إيران إلى "تقديم تنازلات حقيقية فيما يتصل ببرنامجها النووي ولا تكتفي بمجرد الحديث عنها".

وأعقبت التصريحات الغربية والروسية إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لا ترى مشكلة في إرسال اليورانيوم لتخصيبه في الخارج مقابل الحصول على وقود نووي منخفض التخصيب. وقال نجاد للتلفزيون الحكومي إنه سيتم توقيع عقد لضمان إتمام الصفقة بشكل صحيح وتنفيذها بالكامل.

وتوسطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التوصل إلى مسودة اتفاق يقضي بأن ترسل إيران اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الخارج مقابل الحصول على وقود أعلى تخصيبا من أجل إنتاج نظائر مشعة للأغراض الطبية.

وقالت إيران ووكالة الطاقة الذرية الشهر الماضي إن اتفاقا بشأن تخصيب اليورانيوم ما زال ممكنا. لكن طهران قالت إنها تريد تعديلا في مسودة الاتفاق الذي يهدف إلى تهدئة المخاوف الغربية بشأن برنامجها النووي.