إذا كانت تعليمات الرئيس مبارك.. الاهتمام بالصعيد وخطط التنمية, وجعل المواطن هناك يشعر بالأمان والاستقرار, فإن محافظة سوهاج علي موعد خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة للرئيس مبارك لتدخل عهدا جديدا من التنمية الحقيقية.
ساعات قليلة ويتم افتتاح شرياني الحياة الجديدين اللذين ستقفز بهما المحافظة خطوات واسعة للأمام نحو التنمية الاقتصادية. الشريان الأول.. هو منفذ تطل منه المحافظة ـ لأول مرة ـ علي مياه البحر.. الشريان الثاني.. الاحتفال بافتتاح مطار سوهاج, الذي وقف عدم وجوده برزخا ـ لسنوات طويلة ـ بين نجاح وفشل التنمية في المحافظة وكان سببا رئيسيا لعزوف الكثيرين من رجال الأعمال والمستثمرين عن التفكير في المجيء الي سوهاج.
الشاهد أن أنظار المستثمرين بدأت تتجه نحو سوهاج هذه الأيام ادراكا منهم بأهمية هذين الشريانين في تغيير وجه المحافظة..و المؤكد أن المرحلة المقبلة ـ كما قال لي اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج ـ ستعوض صبر أهل سوهاج!
قلت: كيف..؟!
قال:إن افتتاح الطريق وتشغيل المطار سيعطي دفعة كبيرة جدا للتنمية بسوهاج سواء بالعائد المباشر أو بتكامله مع باقي المشروعات وخصوصا في مجال المواصلات وبالنسبة لافتتاح طريق البحر الأحمر فنحن نتحدث عن وضع أيدينا علي نسبة85.5% من مساحة المحافظة لأن كل المحافظة الآن تعيش علي نسبة14.5% من مساحتها, ومخطط لهذا الطريق علي الخريطة الاستثمارية استثمارات إسكانية, وزراعية, وصناعية, وتعدينية, ومواني جافة, ومشروعات خدمية. وقد بلغ إجمالي الطلبات التي أرسلناها إلي وزير الاستثمار32 ألف طلب للاستثمار في منطقة سوهاج علي طريق البحر الأحمر تشمل إقامة فنادق ومحطات بنزين واستثمارات سياحية وإسكانية وزراعية وغيرها من الاستثمارات.
** وهل قامت المحافظة بالدراسات اللازمة لمعرفة أفضل المشاريع المناسبة لطبيعة المنطقة, التي تحتاج إليها المحافظة بشكل أساسي, خاصة بعدما تردد أن المساحات الصالحة للزراعة تقع في وادي قنا ولا تزيد مساحتها علي8 آلاف فدان؟!
* المحافظة شريك مع وزارات الاستثمار, والري, والزراعة كل من اختصاصه, والمنطقة كلها تدرس حاليا من خلال معهد الدراسات الصحراوية لمعرفة ما بها من مياه جوفية ومدي صلاحيتها للزراعة.. وقد رسمت وزارة الاستثمار خريطة استثمارية لتحديد الاستثمارات طبقا لصلاحية كل منطقة, وفيما يتعلق بما تردد عن اكتشاف عدم صلاحية أكثر من8 آلاف فدان صالحة للاستصلاح الزراعي في منطقة وادي قنا فهذا الكلام تردد قبل أن يستكمل معهد الدراسات الصحراوية دراساته, ولكن في آخر اجتماع مع معهد الدراسات الصحراوية بحضور الوزراء الثلاثة وعقد بمقر وزارة الاستثمار, أكدت الدراسات التي أجراها المعهد أن هناك مساحات استصلاح وكميات مياه أكبر من ذلك موجودة في قطاعي سوهاج وقنا, ويجري حاليا استكمال عمل خريطة للاستصلاح الزراعي في منطقة وادي قنا, وستكون الأولوية في الاستثمار الزراعي لأبناء سوهاج.
وفي الحقيقة أن مسمي وادي قنا في بعض الأحيان يحدث نوع من البلبلة حيث يعتقد الناس أن وادي قنا في محافظة قنا ولكن هذا الوادي ممتد حتي سوهاج والمناطق الصالحة للزراعة به في سوهاج وقنا
* كيف سيساهم افتتاح الطريق وتشغيل المطار في حل مشكلة البطالة بالمحافظة وكم عدد فرص العمل المتوقع توفيرها؟!
** نحن لدينا عمالتنا المطلوبة في مصر والجزيرة العربية لطبيعة السوهاجي الصلب, والمخلص, القادر علي العمل لفترات طويلة.
ولدينا مشروعات كبيرة دخلت الي سوهاج ومنها علي سبيل المثال مشروع اقامة مدينة كاملة للنسيج في المنطقة الصناعية غرب جرجا تضم12 مصنعا ومدينة كاملة للتسويق الدولي ستقيمهما شركة سي. ان. بي الصينية بالاشتراك مع مجموعة من البنوك بقيادة البنك الأهلي ورأس مال هذا المشروع فقط نحو5.6 مليار جنيه ومقرر له ان يوفر نحو30 ألف فرصة عمل.
أيضا لدينا مصانع للاسمنت والأسمدة حصلت علي التراخيص, وسوف تتيح الآلاف من فرص العمل بالاضافة الي مناطق الاستصلاح الزراعي, وكل هذه المشروعات وغيرها مرتبطة بافتتاح الطريق وتشغيل المطار.
* وكيف تري الصورة بالنسبة لحركة النقل والتجارة بعد افتتاح الطريق؟
** المدة التي يحتاجها المسافر حينما يخرج من سوهاج ليصل الي الميناء في سفاجا لا تزيد علي ساعتين ونصف الساعة بدلا من6 ساعات في السابق, وتخيل أن أي سلعة تصل الي الميناء في ساعتين ونصف دون الحاجة الي تبريد أو تجميد, فهذا مؤكد أنه سوف يسهل كثيرا جدا.
الأمر الآخر إنه من سوهاج عبر سفاجا نحن الأقرب الي الجزيرة العربية والي آسيا وافريقيا عن طريق البحر الأحمر ودون أي شرايين مثل قناة السويس أو غيرها وبالتالي فإن المنتج السوهاجي يستطيع الوصول الي هذه المناطق بسهولة وسرعة ونحن الآن ـ حتي قبل اقامة الطريق ـ لدينا منتجين دائمي وتصدير صناعاتهم للخارج.
وبالنسبة لنقل الركاب لدينا شركة من الشركات الكبيرة تعمل في النقل اضافة للجمعية التعاونية لنقل الركاب
* هل يوجد اتفاقيات مع البحر الأحمر للتنسيق في استقبال السائحين أو المنتجمات؟!
محافظ البحر الأحمر اللواء مجدي قبيصي عضو معنا في الاستثمار بطريق البحر الأحمر, ونحن متفقين علي مبادئ عامة للاستثمار ولكن بالنسبة لنا لم نضع سوهاج علي الخريطة السياحية في المكان الذي نأمله لها ولا نريد طرح أي شيء في هذا الأمر قبل أن نكون جاهزين خصوصا بعد الكشف عن معبد رمسيس الثاني بأخميم والانتهاء من تطوير معبدا اييدوس, ولو نجحنا في الربط السياحي مع الأقصر والبحر الأحمر بعد أن نستكمل مشاريعنا اعتقد أننا سنكون مقبلين علي مرحلة تعوض صبر أهل سوهاج.
** وماذا عن الطريق المزمع مده من سوهاج إلي محافظة الوادي الجديد- الذي ذكرته- وماذا عن دراسات الجدوي لهذا الطريق؟
* هذا الطريق يبدأ من قرية الكوامل وينتهي في مدينة الخارجة بالوادي الجديد بطول112 كيلو مترا ونحن مازلنا في مرحلة الدراسات التمهيدية, ولهذا الطريق أهمية كبري إذ أنه يربط الوادي الجديد بالبحر الأحمر عن طريق سوهاج ووزارة الاستثمار مهتمة بإقامته لما يأتي به من عائد استثماري لأن المنطقة يتوافر بها امكانيات الاستصلاح الزراعي والمحاجر ومساحات صالحة لإقامة مناطق سكنية تمتد حتي مدينة سوهاج الجديدة علي حدودنا الغربية, ويتوافر بها العديد من المعادن والمواد الخام مثل الرخام والبرشا, الكالسيد, والطفلة.. إلخ.
** وما هو حجم الاستثمار المستهدف بالنسبة لكم في المرحلة المقبلة ؟!
اعتقد انه بمقدار تقدمنا في استكمال مشروعاتنا فإن العائد سيتضاعف ويصعب الحكم الرقمي الآن ولكن المؤكد انه سيكون بالمليارات وهدفنا حاليا الوصول بالاستثمارات إلي رقم10 مليارات جنيه خاصة لو تكاملنا سياحيا وزراعيا.. فسوهاج اول محافظة في الصعيد تجري عمليات زرع وتوسيع شرايين المخ وازالة الاورام من العمود الفقري ولدينا ومشروع كامل لانشاء مجمع لعلاج الكلي, وهو استثمار جديد في المجال الطبي كما ان بورصة الاوراق المالية فتحت الفرع الثالث لها لدينا وبلغ عدد البنوك التي افتتحت فروع لها لدينا نحو26 بنكا وكل البنوك الاجنبية اغلبها فتح الفرع له ونتوقع حدوث حركة اقتصادية كبيرة جدا وتزايدها سنة بعد الاخري.
* ومتي سيتم الانتهاء من ازدواج وصلة سوهاج ـ أسيوط في الطريق الصحراوي الغربي؟
** اعتقد أنه امامنا عام فنحن قطعنا6 أشهر وكان مقرر لها عامين والعمل ربما ينتهي قبل العام لأن الشركات تعمل بشكل جيد ومناسب جدا.
واتمني ان تتضاعف في عامان أو ثلاثة ـ استثماراتنا بأكثر من10 مليارات جنيه و ان يتضاعف هذا الرقم في العامين التاليين وهكذا.