بثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مساء الاثنين تقريرا خاصا لمراسلها العسكري آلون بن دافيد من فندق البستان روتانا في دبي الذي شهد عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في العشرين من الشهر الماضي، والذي حملت حماس جهاز الموساد الإسرائيلي مسؤولية اغتياله.
إن بن دافيد تحدث من باحة الفندق بلهجة تنم عن تباه بأن رئيس الموساد مئير دجان قد تمكن في فترة رئاسته الممتدة منذ سبع سنوات من "استعادة هيبة" الموساد بفضل نجاحات عمليات سرية داخل بلدان عربية وأجنبية، وذلك رغم أن إسرائيل لم تعترف رسميا لغاية الآن بوقوفها وراء اغتيال المبحوح.
وأشار عواودة إلى أن القناة الإسرائيلية بثت بعد ذلك تقريرا لمراسلها عن عملية الاغتيال، حيث جالت الكاميرا في ممرات الفندق، وصولا إلى الغرفة التي يفترض أن يكون الاغتيال قد تم فيها.
وقال المراسل العسكري في تقريره إن القتلة حققوا مع المبحوح عن مسارات تهريب السلاح، وقاموا بعد اغتياله بتثبيت ورقة على باب غرفته، كتب عليها "الرجاء عدم الإزعاج".
وقلل بن دافيد –المعروف بقربه من أجهزة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية- من أهمية تصريحات المسؤولين الإماراتيين بشأن معرفة القتلة والنية في التحقيق معهم، معتبرا هذه التصريحات ليست سوى كلام في الهواء، وتابع "سلطات دبي تتمنى تبخر هذه القضية بسرعة، فهي منشغلة بكيفية الخروج من أزمتها الاقتصادية، أما الضجة حول عملية الاغتيال هو آخر ما تريده الآن".
وكان قائد شرطة دبي ضاحي الخلفان قد أكد عدم استبعاده تورط الموساد باغتيال المبحوح، مشيرا إلى أن التحقيقات كشفت عن أن منفذي الجريمة هم سبعة، وأن أكثرهم يحملون جنسيات أوروبية، دون أن يكشف عن أسماء هذه الدول، التي قال إن بلاده على اتصال معها للتأكد من صحة جوازات سفر القتلة.
وكانت شرطة دبي قد أكدت أن القتلة غادروا البلاد بنفس يوم ارتكاب الجريمة، وأنها تجري اتصالات مع الإنتربول للقبض عليهم.
وحسب خلفان فإن المبحوح فتح الباب لقاتليه، وأنه قتل خنقا داخل غرفته، فيما أكد عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن المبحوح ضرب بصاعق كهربائي شل حركته ثم خنق.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر أمنية تأكيدها أن المبحوح قام بدور رئيسي بتهريب الأسلحة إلى غزة، كما أنه مطلوب لإسرائيل منذ عشرين عاما، كونه مسؤولا عن تسليح كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وعن مقتل جنديين إسرائيليين عام 1989.