تنطلق اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا القمة السنوية للاتحاد الأفريقي، وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى وحدة السودان توقع دبلوماسيون أن يهيمن الزعيم الليبي معمر القذافي على القمة، بصورة تطغى على الحديث عن صراعات القارة.
ودعا بان كي مون أمس السبت إلى وحدة السودان مبديا من جديد تحفظه على إرسال قوات دولية إلى الصومال وقال "إن الأمم المتحدة تتحمل مع الاتحاد الأفريقي، أكبر قدر من المسؤولية في الحفاظ على السلام في السودان وجعل الوحدة عنصرا جذابا".
وأضاف "أيا كانت نتيجة الاستفتاء، ينبغي أن نفكر بالطريقة التي سننظمه بها فهو أمر مهم جدا بالنسبة إلى السودان، وكذلك بالنسبة إلى المنطقة".
كما اعتبر العام المقبل "مهما للغاية بالنسبة إلى السودان مع الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أشهر والاستفتاء بعد عام".
وأوضح "سنعمل من أجل الوحدة الوطنية، كل شيء يتوقف على ما سيقرره سكان جنوب السودان لكننا سنعمل بجهد لتفادي انقسام ممكن".
الأزمة الصومالية
وردا على سؤال بشان الصومال طرح بان كي مون مرة أخرى عودة السلام إلى هذا البلد شرطا لإرسال قوات دولية يطالب بها الاتحاد الأفريقي.
وبرر ذلك بقوله "عمليا لا يمكن في هذا الوقت نشر قوة حفظ سلام في الصومال نحن بحاجة إلى سلام للحفاظ عليه، ولا وجود لسلام في الوقت الراهن".
إلا أن الموضوع الشائك الأول في القمة سيكون داخليا يتعلق بالمنظمة الأفريقية وهو خلافة رئيس الاتحاد الأفريقي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يتولى رئاسة الاتحاد حاليا منذ عام، والذي لمح إلى أنه يرغب في البقاء في هذا المنصب.
وكان القذافي انتخب رئيسا للاتحاد الذي يضم 53 دولة خلال قمته السنوية العام الماضي رغم معارضة قوية من بعض الزعماء الأفارقة ويقول دبلوماسيون إنه يسعى لفترة ثانية.
رغبة القذافي
ويرغب الزعيم الليبي في البقاء في المنصب رغم اتفاق بين الزعماء الأفارقة على أنه ينبغي شغل المنصب بالتناوب سنويا.
وقال دبلوماسي بالاتحاد طلب عدم الكشف عن اسمه "نعلم أن القذافي قادم إلى هنا سعيا وراء ولاية كرئيس لعام آخر ونحن مستعدون لذلك، ولن تؤيد دول مثل جنوب أفريقيا وإثيوبيا وكينيا ذلك لكنه يرسل دبلوماسيين إلى غرب أفريقيا ويعرض امتيازات في مقابل التأييد".
ويخشى الدبلوماسيون الذين قضوا شهورا في التحضير للقمة التي تستمر ثلاثة أيام من أن ينجروا إلى مناقشات مطولة مع الزعيم الليبي عندما يصل الزعماء اليوم الأحد.
وعادة ما يتم تحديد منصب الرئيس على أساس إقليمي وبالتناوب وهذا العام حان دور منطقة جنوب القارة التي اختارت رئيس مالاوي بينغو واموثاريكا لخلافة القذافي.
ويحجم الموفدون إلى القمة عن الحديث بشأن قضية يعتبرها الكثيرون حساسة للاتحاد لا سيما وأن ليبيا أحد أكثر المتبرعين سخاء لخزانة الاتحاد.
واستخدم القذافي منصبه الجديد خلال قمة العام الماضي لدفع الزعماء لحضور اجتماعات امتدت حتى الساعات الأولى من الصباح حاول خلالها إقناعهم بتحويل حلمه في إقامة الولايات المتحدة الأفريقية إلى حقيقة.
ويقول موفدون إنه يرغب في فترة رئاسة ثانية للضغط على الزعماء الأفارقة لدعم الفكرة التي يعتبرها السبيل الوحيد أمام أفريقيا للتطور دون تدخل غربي، لكن بعض الدول تقودها جنوب أفريقيا عادة تقول إن الخطة ليست عملية ومن شأنها أن تنتهك سيادة الدول الأعضاء.