تعتزم مصانع حديد التسليح زيادة الأسعار أول الشهر القادم بين 100 إلي 150 جنيها بسبب زيادة الأسعار العالمية وانخفاض الكميات المطروحة من الحديد المستورد بالأسواق.
أكد الخبراء أن السبب وراء ارتفاع أسعار حديد التسليح في الأسواق العالمية هو زيادة طلبات الشراء من دول شرق آسيا خاصة الصين بسبب نشاط الاستثمارات في أعمال البناء.. مع صعوبة نقل الخامات في مناطق أوروبا وكندا وأمريكا بسبب الثلوج التي تعوق أعمال النقل إلي المصانع.. أوضح الخبراء أنه لا يوجد طلب حقيقي علي شراء حديد التسليح من المستهلكين وغالبية عمليات الشراء الحالية تتم من التجار بهدف التخزين.
50 دولارا زيادة للأسعار
يقول طارق عبدالعظيم مستورد حديد تسليح إن الأسعار في أسواق العالم ترتفع حيث سجل البيليت 490 دولارا وحديد التسليح 540 دولارا بزيادة أكثر من 50 دولارا في أقل من شهر.
أوضح أن تكلفة الاستيراد سوف ترتفع إلي 3200 جنيه للطن بعد زيادة الأسعار العالمية مشيرا إلي أن السوق المحلي سوف يقبل الأسعار الجديدة بسبب اعتزام المنتجين رفع الأسعار بين 100 إلي 150 جنيها.
الخسائر خفضت الاستيراد
قال إن الكميات المستوردة قليلة بسبب توقف المنتجين عن الاستيراد بعد أن استشعروا خطورة ما يقومون به وتهديد مصانعهم القائمة بالإغلاق.
أضاف أن مكاتب الاستيراد خرجت من لعبة المستورد بسبب عدم وجود أماكن تخزين مناسبة وقيام كبار التجار بشراء الحديد بأسعار متدنية وتحقيق خسائر في بعض العمليات والبيع أقل من سعر التكلفة.
مشيرا إلي أن الكميات المستوردة لم تجاوز 20% من حجم العام الماضي.
يري أن السبب وراء ارتفاع أسعار حديد التسليح عالميا هو دخول كل من الصين وسنغافورة وماليزيا مشترين لكميات كبيرة من السوق العالمي.. مع صعوبة نقل الخامات لمصانع الحديد والصلب في الدول الأوروبية وأمريكا بسبب الثلوج.
ألمح أن أسعار المدخلات أعلي من سعر حديد التسليح مشيرا إلي أن المنتجين في السوق المحلي تعودوا علي أرباح مرتفعة تصل إلي 1000 جنيه لكل طن حديد تسليح ولا يقبلون بهامش ربح متواضع حذر من فرض رسوم حمائية علي الحديد المستورد لأن المنتجين المحليين سوف يطرحون أسعارا مرتفعة علي المستهلك قال إنه مستمر في الاستيراد ولن يتوقف مؤكدا أنه قام مؤخرا بالتخليص علي صفقة في حدود 10 آلاف طن تم استيرادها من تركيا.
عودة السعر للانخفاض
أوضح أن أسعار حديد التسليح سوف تعود للانخفاض من جديد اعتبارا من أول أبريل مع بداية ذوبان الثلوج وتشغيل المصانع الأوروبية بطاقة كاملة يقول مستورد رفض ذكر اسمه إن السوق يعاني من ركود شديد وعمليات البيع والشراء شبه قاصرة علي كبار التجار لتخزين الحديد للاستفادة من فروق الأسعار بين زيادة السعر أول الشهر.
150 جنيها زيادة محلياً
توقع حدوث زيادة بين 100 إلي 150 جنيها في منتجات أحد أكبر المصانع وتعتزم مصانع استثمارية أخري زيادة السعر حتي 200 جنيه رغم عدم وجود اقبال علي منتجها.
أضاف أن أفضل أنواع الحديد يباع بزيادة حوالي 30 جنيها عن السعر المحدد له وهو 3170 جنيها بسبب وجود توقفات في بعض المصانع بخلاف نولون النقل.
قال إنه لم يفكر في العودة للاستيراد بسبب تحقيق خسائر كبيرة وبيع الحديد أقل من سعر التكلفة.
أوضح أن السبب وراء زيادة أسعار الحديد في الأسواق العالمية هو دخول الصين مشترية لكميات كبيرة.
يقول محمد عادل تاجر حديد إن حديد التسليح من إنتاج أفضل المصانع يباع بسعر 3250 جنيها بينما توقف سعر الاستثماري عند 3170 جنيها ولا يوجد عليه طلب.
ألمح أن هناك تلميحات حول حدوث زيادة علي مرتين الأولي نصف الشهر الحالي والأخري في أول الشهر الجديد.
أكد أنه لا يوجد اقبال يذكر علي شراء حديد التسليح وأنه مندهش من زيادة الأسعار رغم عدم وجود طلب.
نقص المقاسات
يقول محمد عزت تاجر حديد إن هناك نقصا في الحديد المنتج من أفضل الأنواع لمقاسات 8مليمتر و10مليمتر و12مليمتر.. قال إن المصنع قام بتسليم كميات محدودة من الحديد للوكلاء.. ولم يسجل السوق طلبا يذكر علي الأنواع الأخري.. ويباع أفضل أنواع الحديد بسعر حتي 3200 جنيه للطن بزيادة 30 جنيها من السعر المحدد من قبل.
أشار إلي أنه لا يوجد حديد مستورد بالسوق وأن الكميات القليلة المطروحة للبيع من حديد مستورد أكله الصدأ ويتم رفضه من المستهلكين.
أضاف أن بعض المستوردين سيدخلون خلال الأسبوع القادم حديدا مستوردا جديد بتكلفة مرتفعة.
وقف إنتاج التسليح بسبب الخسائر
يقول الدكتور مهندس عمر عبدالهادي رئيس شركة الحديد والصلب إن تحسن الأسعار العالمية لمنتجات الصلب ترجع إلي بداية انتعاش الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار غالبية المعادن في البورصات العالمية وفي مقدمتها النحاس والألومنيوم والفيروسليكون والفيرومنجنيز.
أوضح أنه يتوقع مع ذوبان الثلوج في أوروبا وأوكرانيا وروسيا عودة مصانع الصلب إلي عادتها القديمة واغراق الأسواق الأخري بالمنتجات الرخيصة.
أضاف أن خط إنتاج حديد التسليح مازال متوقفا وهناك مخزون في حدود 3000 طن تحاول الشركة تسويقها ونجحت بالفعل في بيع 1000 طن منها.
قال إنه لا يفكر في عودة إنتاج حديد التسليح لأنه غير اقتصادي للشركة ويسبب لها خسائر.
أضاف أنه يبيع خامات حديد التسليح للمصانع المنتجة له بسعر يقل 100 جنيه من سعر السوق.
يطالب بضرورة فرض رسوم حمائية علي منتجات الصلب الأخري مثل الكمر وزوايا وصاج الحديد حتي لا تدخل للأسواق المحلية بأسعار متدنية وتهدد المصانع الوطنية.