كشفت وزارة الخارجية الباكستانية عن وجود خطوط تواصل بينها وبين حركة طالبان الأفغانية على جميع مستويات هذه الحركة، وذلك في محاولة لتشجيع المصالحة في الجارة أفغانستان التي تمزقها الحرب.

وعبر المتحدث باسم الوزارة محمد الباسط عن أمله بأن تحقق الجهود الحكومية بعض النتائج، غير أنه أكد صعوبة توقع ما ستسفر عنه النتائج. وردا على سؤال عما إذا كانت باكستان تستهدف كبار قادة حركة طالبان، قال "نحاول على جميع المستويات، أما المستوى الذي سنحقق النجاح فيه فأمر آخر".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد شدد على الحاجة للتوصل إلى حل سياسي لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، مؤكدا أن النجاح في ذلك لن يتحقق بدون مساعدة باكستان.

في هذه الأثناء تعد الحكومة الأفغانية خطة لدمج حركة طالبان في المجتمع تستهدف مقاتلي الحركة بالصفوف الدنيا والمتوسطة، دون أن تركز على الزعماء بالمستويات الأعلى.

ويسعى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى كسب تأييد المانحين الدوليين الذين سيلتقون في لندن يوم 28 يناير الجاري لخطة الدمج.

ويرى محللون أن باكستان في وضع يتيح لها الوساطة في أفغانستان حيث رعت حركة طالبان في تسعينيات القرن الماضي.

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد حث باكستان خلال زيارته لها مؤخرا على القضاء على عناصر طالبان الأفغانية الذين يتمركزون بمناطق حدودية في شمال غرب باكستان، ويديرون من هناك تمردا يزداد عنفا في أفغانستان.

وبدورها أبلغت إسلام آباد واشنطن مرارا أنها تقاتل بالفعل طالبان الباكستانية، وأن ليس لديها ما يكفي من الموارد لفتح جبهات جديدة ضد الجماعات الأفغانية المتشددة في شمال غرب البلاد، والتي من ضمنها شبكة حقاني التي يعتبرها الجيش الأميركية الأكبر في أفغانستان.

وكثفت الولايات المتحدة من الهجمات التي تشنها باستخدام طائرات بلا طيار على المسلحين في شمال غرب باكستان، بعد هجوم قاتل استهدف بعض أفراد المخابرات الأميركية عبر الحدود في ولاية خوست الأفغانية يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين تشكو إسلام آباد أن هذه الهجمات تنتهك سيادتها وطلبت من واشنطن أن تعطيها طائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والهجوم كي تقوم بنفسها بهذه الهجمات.

غير أن الوزير الأميركي عرض على باكستان خلال زيارته لها تقديم قرابة عشر طائرات استطلاع، وقال عبد الباسط إن الحكومة الباكستانية تدرس هذا العرض، مشددا على أنها تريد طائرات مسلحة.

وقال إن "باكستان قادرة على تولي هذه الهجمات باستخدام طائرات من دون طيار، لكننا لا نريد زيادة المشاكل بلا ضرورة مع الولايات المتحدة"، وكشف أن غيتس طلب من باكستان توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل منطقة وزيرستان الشمالية، لكن الأخيرة ردت بأن الأمر قد يستغرق ما بين ستة أشهر وسنة قبل أن يحدث ذلك.

وأضاف المسؤول الباكستاني في إشارة إلى الهند "إذا وسعنا عملياتنا فسيتطلب هذا منا الانسحاب من على حدودنا الشرقية، وهو أمر غير ممكن في الظروف الحالية"، معربا عن أمله بأن يقدر الأميركيون أهمية هذا الأمر بالنسبة لباكستان.

وشكا أن الولايات المتحدة متأخرة في تسليم الأموال التي وعدت بدفعها لدعم جهود مكافحة الإرهاب، في حين تقول الولايات المتحدة إن باكستان رفضت منح تأشيرات دخول لمراقبين ماليين ومسؤولين أميركيين آخرين يعد وجودهم لازما للتأكد من أن هذه الأموال تنفق على الوجه الصحيح.