أجلي مئات الآلاف من مشردي زلزال هايتي عن العاصمة بور أوبرنس بعد أن ناشدت الحكومة مواطنيها مغادرة المدينة المدمرة إلى الضواحي، حيث تسعى لبناء منازل لنحو نصف مليون شخص. وفيما بدأت بعض مظاهر الحياة بالعودة، ما زال آلاف الناس يعيشون داخل الميادين والحدائق في أوضاع مزرية.

وقال منسق فريق الإغاثة الإسلامية في هايتي مصطفى عثمان في حديث مع الجزيرة من العاصمة بور أوبرنس إن الأوضاع تتجه في البلاد إلى التحسن، حيث بدأ الناس يخرجون إلى الشوارع واختفت مشاعر الحزن والخوف إضافة إلى تزايد وصول عمال الإغاثة، ما يساعد في تحسين تقديم الخدمات للمشردين، لكنه اشتكى من غياب التنسيق في توزيع المعونات.

من جهة أخرى ناشدت حكومة هايتي مواطنيها مغادرة العاصمة إلى الضواحي حيث تسعى لبناء منازل لنحو نصف مليون شخص. وقال فريتز لونغشامب مدير مكتب الرئيس الهايتي رينيه بريفال إن هذه البيوت المزمع إنشاؤها ستحوي خدمات أفضل.

وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن نحو 200 ألف نسمة قد غادروا العاصمة بالفعل وإن نحو ما يماثل ذلك العدد يعتزمون كذلك مغادرة مدينة بواوبرنس.

وبعد عشرة أيام منذ الزلزال المدمر الذي دك هايتي، تستمر معاناة نحو مليوني مشرّد وربع مليون جريح يصارعون للحصول على الطعام والدواء. ويعيش آلاف الناس داخل الميادين والحدائق في أوضاع يصفونها بالمزرية.

ازدحام وكارثة

ويحتشد المئات من العاطلين عن العمل أو ممن فقدوا وظائفهم عقب كارثة الزلزال أمام بوابات مطار العاصمة بور أوبرنس سعيا وراء الحصول على فرصة عمل قد توفرها المؤسسات الإنسانية الدولية المتواجدة في المطار.

ومن المقرر أن تعيد البنوك فتح أبوابها السبت. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن نشاط شركات تحويل الأموال قد انتعش وتزاحم المئات أمام مكاتب إحدى الشركات التي أعادت فتح أبوابها الجمعة.

وأصبحت النقود متاحة وعادت الحافلات إلى الحركة في عاصمة هايتي التي يغمرها الحطام، لكن الطعام لا يزال غير كاف لحاجة الناجين من الزلزال المدمر.

يأتي هذا بينما تعمل الأمم المتحدة على زيادة مساعداتها للمشردين واللاجئين في الخيام. كما تحولت جهود البحث عن أحياء بين الأنقاض إلى محاولة الاعتناء بالناجين من الكارثة بعد عشرة أيام من حدوثها.

وقالت مارغريتا والستروم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الحد من آثار الكوارث "سنواصل العمل مع حكومة هايتي والشركاء الآخرين للمساعدة في إعادة بناء هايتي أكثر أمنا".

الاستجابة الدولية

وفيما يتعلق باحتياجات المشردين القصيرة المدى، قالت الأمم المتحدة إنها تراقب التحسن المستمر لجهود إيصال المساعدات. وقالت إليزابيث بيرز من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "قد يبدو الأمر بطيئا للبعض، ولكن تعلمنا الدروس .. نحاول إيجاد الاستجابة الأكثر كفاءة وفي الوقت المناسب .. الأمور تتحسن يوميا وتسير في الاتجاه المناسب".

وكان رئيس هايتي قد حذر الجمعة من أن معونات الإغاثة إلى بلاده تعاني من افتقار عام للتنسيق. وقال بريفال لصحيفة البايس الإسبانية إن المعونات بدأت في الوصول إلى الضحايا وبدأت البلاد في استئناف أنشطتها مجددا، وأكد "لقد دفنا بالفعل أكثر من سبعين ألف ضحية".

وبسؤاله عما إن كان التدخل الأميركي في بلاده يرقى إلى نوع من الاستعمار، قال بريفال إن بلاده تتلقى مساعدة من الكثير من الدول وليس فقط من الولايات المتحدة.

يذكر أنه تشرد نحو 1.5 مليون شخص جراء الزلزال الذي ضرب الجزيرة الصغيرة في البحر الكاريبي في 12 يناير الثاني ودمر عاصمتها وأدى إلى مقتل ما يقارب 200 ألف شخص حسب التقديرات.