بدأت فرق الإنقاذ الدولية مغادرة هايتي بعد عشرة أيام من البحث المتواصل عن ناجين من الزلزال المدمر, وسط مظاهر غضب وتذمر تعم مدن البلاد وقراها لبطء قدوم المساعدات وعدم توفير ملاجئ للمشردين.

وغادر فريق للبحث والإنقاذ من فلوريدا هايتي, كما ترددت أنباء عن مغادرة فريق من بلجيكا ولوكسمبورغ وبريطانيا أيضا.

وتتطلع هايتي للعالم للحصول على قوتها الأساسي بعدما ضربها الزلزال في الثاني عشر من يناير الجاري وخلف قتلى قد يصل عددهم إلى أكثر من مائتي ألف حسب تقديرات الحكومة.

كما تراجعت أعمال العنف والنهب في البلاد في الوقت الذي استمع فيه الآلاف من المشردين لنداء الحكومة بالسعي لمأوى خارج العاصمة بور أو برانس.

ولا تزال مظاهر الحياة الأساسية غائبة في العاصمة أو تكاد لا تعمل, كما تكدس الجرحى في المستشفيات ولم تتوفر مواد التخدير, مما أجبر الأطباء على استخدام مسكنات محلية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن بعض مواقعها الجراحية يضم قوائم بالمرضى تمتد لما بين عشرة وأيام و12 يوما، وأضافت أن "بعض الضحايا يموتون بالفعل بسبب تقيح الدم".

وتعمل شبكة المياه بالمدينة بشكل جزئي وقد بدأت صهاريج المياه بتوصيل الماء للمخيمات المؤقتة.

مساعدات ونداءات

وفي إطار تقديم المساعدات نقل جنود من مشاة البحرية الأميركية جرافات وحفارات وشاحنات من سفن حربية إلى شاطئ غربي العاصمة وسلمت قوات على الشاطئ حصص غذاء وأقامت ملاجئ مؤقتة للمشردين.

ويوجد نحو 12 ألف عسكري أميركي في هايتي وعلى متن سفن قبالة سواحلها.

أما الأمم المتحدة فأرسلت ألفي جندي إضافي و1500 من قوات الشرطة لبعثة حفظ السلام في شبه الجزيرة وقوامها تسعة آلاف.  

كما أفاد مكتب المنظمة الدولية لتنسيق شؤون المساعدات الإنسانية أن مطار بور أو برانس يستقبل نحو 150 طائرة يوميا لنقل المساعدات الغذائية والأدوية للناجين.

حاجة ماسة

وفي نفس السياق قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن هايتي بحاجة ماسة لمساعدات عاجلة في مجال الزراعة.

وقال المدير العام للمنظمة جاك ضيوف إن الأولوية لإمداد البلاد بالبذور والمخصبات وغذاء الماشية والأمصال الحيوانية بالإضافة إلى المعدات الزراعية. وشدد على ضرورة الإسراع بتلك الإمدادات نظرا لفرار الآلاف من العاصمة للمناطق الزراعية وارتفاع أسعار الأغذية.

وجاءت تلك التطورات والتصريحات بعد يوم من هزة قوية جديدة ضربت هايتي أثارت الذعر للسكان دون أن تتسبب في دمار جديد أو ضحايا.

وأجبرت الهزة الأرضية الأخيرة التي بلغت قوتها 5.9 درجات على مقياس ريختر السكان على الفرار من المباني وبعيدا عن الجدران في العاصمة المدمرة بور أو برانس خوفا من تكرار زلزال الأسبوع الماضي.