قوات أميركية انتشرت بالعاصمة بعد احتجاجات على تمركزها بالقصر الجمهوري

أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزالا قوته 6.1 درجات هز هايتي اليوم بعد ثمانية أيام من زلزال أقوى دمر هذا البلد الواقع في الكاريبي، ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار فورية أو ضحايا نتيجة الزلزال الجديد.

تراجع العنف

من جهة أخرى خفت حدة المخاوف من انتشار أعمال العنف والسلب في هايتي بعد بدء القوات الأميركية حراسة المساعدات المخصصة للناجين من كارثة الزلزال، الذين كانوا قد أعربوا عن استيائهم من وجود هذه القوات بالقصر الرئاسي، والتباطؤ في توزيع المعونات.

بيد أن القائمين على جهود الإنقاذ وتأمين المساعدات شددوا على توفير الأمن لشحنات الإغاثة لا سيما المناطق التي كانت أصلا تعتبر خطرة قبل وقوع الزلزال في الثاني عشر من الشهر الجاري، حيث أكدت مراجع أمنية محلية أنباء تحدثت عن هروب نحو أربعة آلاف سجين عقب وقوع الكارثة.

وكانت القوات الأميركية قد بدأت أمس الثلاثاء في الانتشار بالعديد من مناطق العاصمة بما فيها بقايا القصر الرئاسي لتثبيت الوضع الأمني وحماية قوافل المساعدات.

ونقلت مصادر إعلامية تابعت انتشار القوات الأميركية أن العديد من المواطنين الهايتيين قابلوا الجنود بهتافات مناهضة أعربوا فيها عن رفضهم لما اعتبروه احتلالا أميركيا للقصر الرئاسي الذي يعتبر رمزا وطنيا للبلاد، وجددوا استياءهم من بطء وصول المساعدات إلى المنكوبين.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية غوردون دوغويد أن 12 ألف جندي أميركي ينتشرون حاليا في هايتي، وأن قرابة ألفين من مشاة البحرية والقوات الخاصة سيصلون إلى الدولة المنكوبة للمشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ.

وقد رفض السفير الهايتي بالولايات المتحدة ريموند جوزيف  في تصريح للجزيرة أن يكون وجود القوات الأميركية احتلالا بل هو جزء من عملية شاملة لمساعدة البلاد على تخطي هذه الكارثة، مجددا بذلك ما قاله رئيس البلاد رينيه بريفال من أن القوات الأميركية ستنسق مع قوات حفظ السلام الدولية لفرض الأمن في هايتي.

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى بالإجماع أمس قرارًا يقضي بإرسال قوات حفظ سلام إضافية إلى هايتي قوامها 3500 للمساعدة على حفظ السلم والأمن وتوفير الإغاثة في حالات الطوارئ وجهود إعادة الإعمار.

وحدد القرار الذي حمل الرقم 1908 عدد قوات حفظ السلام هناك بـ8940 عسكريا بالإضافة إلى 3711 شرطيا، على أن يبقى هذا العدد قيد المراجعة بحسب ما تقتضيه الحاجة وأن يتم تجديد التفويض الأممي لهذه القوات بعد ستة أشهر من الآن استنادا إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

من جانبه أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه سيتم توفير المعونات الغذائية لما يزيد على مليون ناج، موضحا أن البرنامج بصدد توفير عشرة ملايين وجبة جاهزة خلال الأسبوع الجاري.

وفي وصفه للوضع الصحي قال أحد المسؤولين بمنظمة الصحة الأميركية إن الجهود المبذولة على هذا الصعيد يجب ألا تتوقف مع انتهاء الأزمة الراهنة بل يجب أن تستمر فترة طويلة للتعامل مع تداعيات الكارثة.

وفي هذه الأثناء اشتكى المتحدث باسم أطباء بلا حدود من قيام السلطات الأميركية التي تدير مطار العاصمة الهايتية برد طائرة شحن تابعة للمنظمة تحمل 132 طنا من المواد الطبية اللازمة لعلاج الجرحى لأكثر من ثلاث مرات بسبب ازدحام المطار.

من جهتها قالت السلطات الرسمية الهايتية إن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال أكثر من تسعين شخصا أحياء من تحت الركام، مشيرة إلى أن عدد الجثث التي تم انتشالها ودفنها بلغ 75 ألفا وسط تقديرات بأن يتراوح العدد النهائي للقتلى بين مائة ومائتي ألف شخص.