قتل خمسة أشخاص على الأقل في قصف نفذته طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية بمقاطعة شمال وزيرستان القبلية الباكستانية، وذلك في غارة هي الـ12 منذ التفجير الذي قتل فيه سبعة من ضباط المخابرات الأميركية إضافة إلى ضابط مخابرات أردني بولاية خوست الأفغانية قبل ثلاثة أسابيع.
وقالت مصادر أمنية واستخبارتية باكستانية إن صاروخين استهدفا مجمعا لمسلحين وسيارة قريبة في قرية ديغان بمنطقة داتا خيل على بعد 30 كلم غربي مدينة ميران شاه مركز مقاطعة شمال وزيرستان.
وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى داخل المجمع وفي السيارة، فبينما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر أمنية إلى أن القتلى ثلاثة مسلحين في السيارة ومسلحان داخل المجمع، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القتلى أربعة في المبنى وواحد في السيارة، في حين أوضحت رويترز أن قتلى الغارة ستة.
وطبقا لمصادر أمنية فإنه لا يعرف حتى الآن ما إذا كانت ضمن المستهدفين شخصيات كبيرة من المسلحين في المنطقة التي تعتبرها السلطات معقلا لحركة طالبان باكستان وشبكة حقاني التابعة لحركة طالبان في أفغانستان، إضافة إلى تنظيم القاعدة.
وكانت غارة بطائرة دون طيار استهدفت الخميس الماضي زعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله محسود، حيث نفت الحركة في وقت لاحق مقتله في القصف الذي خلف 12 قتيلا.
وتعتبر قرية ديغان المستهدفة -طبقا للمصادر- معقلا قويا للقائد المقرب من حركة طالبان حافظ غل بهادور الذي يتبعه ألفا مقاتل أرسل العديد منهم عبر الحدود لمهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان.
وتجدر الإشارة إلى أن الغارات الأميركية على مناطق القبائل الباكستانية أسفرت عن سقوط 740 قتيلا في نحو 80 غارة شنت منذ أغسطس 2008.
اشتباك بكشمير
وعلى صعيد آخر أعلن الجيش الباكستاني اليوم الثلاثاء مقتل أحد جنوده وإصابة آخر برصاص قوات هندية أطلقت النار عبر خط المراقبة الذي يفصل بين شطري إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.
ووقع الحادث قرب بلدة راولاكوت في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير، وهو الأحدث في سلسلة مناوشات عبر الحدود في الأسابيع القليلة الماضية وأثارت توترات بين الدولتين النوويتين.
واعتبر متحدث باسم الجيش الباكستاني إطلاق النار من الجانب الهندي غبر مبرر، مشيرا إلى أن باكستان قدمت احتجاجا للهند ودعت إلى اجتماع فوري للقادة العسكريين في المنطقة.
ومن جانبها أشارت الهند إلى أن جنودها ظلوا يتعرضون لنيران صواريخ وأسلحة آلية من الشطر الباكستاني لأكثر من ساعة قبل أن يردوا بإطلاق النار، متهما الجانب الباكستاني بإطلاق النار للتغطية على متسللين كانوا يحاولون دخول الشطر الهندي من كشمير.
وعادة ما يتبادل الجانبان الاتهامات بالبدء في إطلاق النار، وتؤكد المناوشات عبر الحدود انعدام الثقة بين الجارتين الواقعتين في جنوب آسيا واللتين خاضتا ثلاث حروب منها حربان بسبب كشمير منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.
وتأزمت العلاقات بين نيودلهي وإسلام آباد منذ أن علقت الهند عملية سلام مع باكستان بعد هجوم على مدينة موكباي الهندية من قبل مسلحين قالت الهند إنهم يتخذون من باكستان مقرا لهم في نوفمبر من عام 2008.