يصوت الأوكرانيون الأحد في انتخابات رئاسية تميزت حملتها الانتخابية بالتحامل الشخصي بين أبرز مرشحين هما رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو ورئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش، وطغى عليها موضوع الركود الاقتصادي، ومخاوف من وقوع تزوير واسع، كما أظهره استطلاع حديث للرأي.
ويوجد نحو 37 مليون مسجل في القوائم الانتخابية لاقتراع لا يتوقع أن تفوز به من الدور الأول تيموشينكو ولا يانوكوفيتش الذي حرم من فوزه عام 2004 بعدما قضت المحكمة العليا -تحت ضغط مظاهرات احتجاج واسعة- بأنه كان نتيجة تزوير واسع.
وما زالت مخاوف التزوير تسيطر على الشارع، فقد أظهر استطلاع أن 57% من الأوكرانيين ما زالوا يخشون وقوعه رغم مئات من المراقبين الأجانب انتشروا في أصقاع البلاد، بينهم 600 تابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وجوه جديدة
وتظهر الاستطلاعات أن ناخبين كثيرين ربما تحولوا إلى وجوه لا علاقة لها بما شهدته الساحة السياسية في السنوات الست الماضية بعدما ضجّوا بالطبقة السياسية الحالية. وأحد هذه الوجوه وزير اقتصاد سابق اسمه سيرغي تيجيبكو الذي تقدم في استطلاعات الرأي الأسابيع الأخيرة مقدما نفسه على أنه وجه جديد على الساحة.
وأظهر أحد الاستطلاعات تيجيبكو متنافسا على المرتبة الثانية ومتقدما على تيموشينكو التي اتهمت منافسها الرئيسي يانوكوفيتش بالتحضير لحملة تزوير واسعة، ورد هو بالقول إن أنصاره لن يسمحوا لأي مرشح بسرقة السباق.
أما فيكتور يوشينكو الرئيس الحالي وأحد أبطال ما يعرف بالثورة البرتقالية عام 2004، فلا يملك حظوظا جدية في الفوز، وقد قال عن أهم مرشحيْن إن ديمقراطية أوكرانيا في خطر إذا فاز أي منهما.
تحامل شخصي
وشهدت الحملة في يومها الأخير الجمعة إهانات شخصية تبادلها أهم مرشحين، فشككت تيموشينكو في المؤهلات التعليمية ليانوكوفيتش الذي لا يفرق حسبها بين أستراليا والنمسا و"يعتقد أن الكنغر يعيش في كليهما"، متسائلة "كيف لبلد أوروبي بهذا المستوى الفكري أن ينتخب لنفسه شخصا لا يفرق بين النمسا وأستراليا؟".
ودافع يانوكوفيتش عن رفضه لقاء تيموشينكو في مناظرة تلفزيونية واتهمها بالكذب، وقال "تناظرت مع تيموشينكو لمدة خمس سنوات وخلال تلك السنوات الخمس لم تقل الحقيقة مرة واحدة".
ويحاول يانوكوفيتش -مستعينا بمختصين أميركيين في العلاقات العامة- تقديم صورة جديدة عن نفسه، والخروج من مناطق تأييده التقليدية في شرق البلاد الناطقة بالروسية إلى مناطق نفوذ تيموشينكو ويوشينكو في غرب البلاد، وتقديم نفسه على أنه ليس تابعا لروسيا بل هو رجل يسعى فقط إلى الدفاع عن مصالح بلاده.
وتوقع معهد دراسات أوكراني فوز يانوكوفيتش بنحو 40% مقابل 23% لتيموشينكو.
جورجيا والاقتراع
ودخلت جورجيا على الخط بعدما تحدث مسؤول في دونتسك شرق البلاد عن 400 جورجي وصلوا إلى المدينة، وتبين حسبه أنهم مراقبون غير معتمدين، واتهمهم بالتحضير لخروق لصالح تيموشينكو خاصة أنهم كانوا كلهم رجالا مفتولي العضلات.
لكن جورجيا نفت أن تكون مع أي من المرشحين.
ويبدو أن روسيا التي قطعت كل العلاقات التجارية مع حكومة الرئيس يوشينكو، ستكون مستفيدة سواء فاز يانوكوفيتش أو تيموشينكو التي تحسنت علاقاتها بالمسؤولين الروس كثيرا في الأشهر الأخيرة خاصة مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.