أغلق محتجون يوم السبت الشارع الرئيسي في العاصمة الهايتية بور أوبرانس بإطارات مشتعلة ومتاريس وجثث، وطالبوا بإخلاء شوارع المدينة من الجثث المتعفنة التي خلفها زلزال عنيف ضرب البلاد يوم الثلاثاء الماضي، في حين ما تزال عملية إيصال المساعدات إلى المنكوبين تواجه صعوبات كبيرة.
كما ذكرت تقارير من العاصمة الهايتية أن آلاف الناجين من الزلزال بدؤوا النزوح منها، حيث قالت الأمم المتحدة إنها سجلت تزايدا كبيرا في أعداد النازحين لاجتياز الحدود إلى جمهورية الدومينيكان، إضافة إلى موجة نزوح كبيرة تجاه المدن الشمالية لهايتي.
وقتل عشرات الآلاف وشرد أكثر من ثلاثة ملايين في الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات على سلم ريختر، والذي تلته أكثر من ثلاثين هزة ارتدادية منذ الثلاثاء، آخرها وقعت السبت على بعد 25 كلم من العاصمة وعلى عمق 10 كلم وبلغت قوتها 4.5 درجات، حسب ما أعلنه المركز الجيولوجي الأميركي.
ومن جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن منظمات الإغاثة التابعة لها تواجه مشاكل غير مسبوقة في إغاثة منكوبي هايتي، وقالت المتحدثة باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيث بيرس إن هذا الزلزال هو "أسوأ كارثة تواجهها المنظمة الأممية في تاريخها".
وأضافت بيرس "لم نواجه مثل هذا الوضع على الإطلاق في ما يخص المشاكل اللوجستية"، وتابعت "إننا لا نحصل على أي نوع من أنواع الدعم من جانب الدولة، ولا يمكننا الدخول إلى أي من منشآت البنية التحتية للدولة ويجب أن نبدأ في واقع الأمر من نقطة الصفر".
احتجاج فرنسي
في السياق ذاته احتجت فرنسا -المستعمر السابق لهايتي- على طريقة إدارة الولايات المتحدة لاستقبال المساعدات الإنسانية في مطار العاصمة بور أوبرانس، وذلك بعدما منعت القوات الأميركية طائرتين فرنسيتين إحداهما تحمل مستشفى ميدانيا من النزول على أرض المطار بسبب الازدحام.
وقال وزير التعاون الفرنسي ألان جواينديه في تصريح للصحفيين بمطار بور أوبرانس "قدمت احتجاجا رسميا إلى الأميركيين عبر السفارة الأميركية".
ومن جهتها احتجت حكومة هايتي على المشاكل التي تسود مطار العاصمة، وعلى عدم إحاطتها علما بما وصلت إليه جهود إدخال المساعدات إلى البلاد.
ودعا الرئيس الهايتي ريني بريفال الدول المانحة إلى تفادي المشاحنات والخلافات، وقال في لقاء مع منظمات إغاثة دولية في العاصمة "نحن في وضعية صعبة جدا، وعلينا المحافظة على هدوئنا والتنسيق بدل إلقاء الاتهامات على بعضنا البعض".
مطار غير مجهز
وقد قالت الولايات المتحدة -التي تولت السيطرة على المطار استنادا إلى مذكرة تفاهم وقعتها مع حكومة هايتي- إن هناك مشاكل تقنية في المطار من شأنها تأخير وصول المساعدات ومواد الإغاثة بالسرعة المأمولة.
وذكرت مصادر أميركية أن مهبط المطار غير مجهز لاستقبال طائرات شحن عملاقة، وأن برج المراقبة تضرر بفعل الزلزال، فضلا عن نقص التجهيزات اللازمة للتعامل مع جهود الإنقاذ وعدم وجود ما يكفي من وقود الطائرات.
وفي هذا السياق أعلِن وصولُ فريق من سلاح الجو وإدارة النقل الجوي الأميركي إلى مطار بور أوبرانس لإعداد المطار لاستقبال الرحلات الجوية بعد إصلاح أجهزة الاتصالات وتجهيز المهابط لاستقبال طائرات الشحن.
ولا تزال عدة دول وجهات ترسل مساعدات غذائية وطبية إلى منكوبي الزلزال رغم صعوبة وصولها بسبب تضرر المطار، حيث بعثت عدة دول أوروبية وآسيوية وأخرى من الشرق الأوسط أطنانا من المساعدات الغذائية وفرقا للإنقاذ، إضافة إلى معدات طبية.
كما أطلق نجوم هوليود ونجوم موسيقى البوب حملة لجمع تبرعات لضحايا الزلزال، يشارك فيها الموسيقي الهايتي ويكلف جين وممثلون أميركيون مثل براد بيت وأنجلينا جولي وجورج كلوني وبن ستيلر وإليسا ميلانو، حيث تبرعوا بمئات الآلاف من الدولارات لبعض الهيئات التي تعمل على إغاثة المنكوبين، ودعوا محبيهم إلى التبرع بدورهم.