الأمير سعى خلال عقود طويلة إلى إرساء الأمن والسلم الدوليين وجاهد لإزالة أسباب الفقر
جهود سموه السياسية والاقتصادية والديبلوماسية أرست قواعد الأمن السلمي والتنمية والإخاء
الأمير لم يترك فرصة لإقرار الحق وحل النزاعات بدءاً من الخلافات العربية وانتهاءً بالصراع العربي – الإسرائيلي إلا واغتنمها
علاقات الكويت مع الدول ذات الأنظمة السياسية والأيديولوجية المختلفة متوازنة من دون تعارض
قدم عضو معهد المؤرخين البريطاني الباحث في تراث الكويت والجزيرة العربية احمد بن برجس ترشيحا الى الاكاديمية السويدية لجائزة نوبل من اجل منح سمو الامير الشيخ صباح الاحمد جائزة نوبل للسلام، استنادا الى جهود ومواقف صاحب السمو في التخفيف من معاناة الشعوب والمساهمة الفعالة لإرساء الاخاء بين الامم وتحقيق سبل السلام والتعايش بين الشعوب.
وجاء في خطاب الترشيح: اسمحوا لي ان استعرض لكم جهود ومواقف سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وهو من السباقين في مد يد العون والمساعدة للشعوب والبلدان سعيا منه لتخفيف معاناتهم وجهوده ومساهماته الفعالة في ارساء الاخاء بين الامم وتحقيق سبل السلام والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب وسعى طيلة عقود طويلة لارساء الامن والسلم الدوليين وجاهد بكل اخلاص لإزالة اسباب الفقر والجوع والمرض من خلال تقديم القروض والمنح واقامة مشاريع تنموية في الكثير من دول العالم وعلى الاخص دول العالم الثالث وعلى جميع الاصعدة المحلية والاقليمية والعربية والدولية والعالمية.
وقال: ان ابرز ما قام به من جهود سياسية واقتصادية وديبلوماسية ساهم مساهمة فعالة في ارساء قواعد الامن السلمي والتنمية للكثير من الدول وعمل بكل اخلاص على تثبيت دعائم الاخاء بين شعوب العالم، ان سموه في اول خطاب له في الامم المتحدة في الرابع عشر من مايو 1963 قال: ان الكويت لم تكن تنظر للاستقلال وعضوية الامم المتحدة كغاية بحد ذاتها بل كوسيلة للمساهمة في تحقيق حياة افضل لها ولسائر شعوب الارض، كما سعت الكويت من خلال جهود سمو الشيخ صباح الاحمد الى دعم هيئة الامم المتحدة وساهمت مساهمة فعالة في غالبية منظماتها ووكالاتها المتخصصة مما اكسب الكويت ثقة المجتمع الدولية بكامله، حيث شاركت في دعم منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية واتحاد البريد العالمي ومنظمات الطيران المدني.
واضاف انه بفضل جهود سمو الشيخ صباح الاحمد اختيرت الكويت عام 1967 ولغاية عام 1969 عضوا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وهي من الهيئات الخمس العليا بالامم المتحدة ثم اختيرت الكويت عضوا بمجلس الامن عامي 1978 و1979 ووقفت ممثلة في سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى جانب قضايا العدل وحق تقرير المصير للشعوب وساندت الجهود المبذولة لإقرار السلام ونشره في العالم خصوصا عندما تولت رئاسة مجلس الامن في فبراير 1978 ما كان له ابلغ الاثر في دعم جهود الامم المتحدة واعمالها في العالم.
وأكد بن برجس في خطاب التزكية والترشيح ان سمو الشيخ صباح الاحمد لم يأل جهدا ولم يوفر وقتا ولم يترك فرصة او مكانا الا واغتنمه من اجل اقرار حق او حل نزاع او نزع فتيل ازمة بدءا من الخلافات العربية وانتهاء بالصراع العربي الاسرائيلي الى المشكلات الدولية الاخرى في هذا الجزء من العالم او ذاك الجزء وبذل سموه خلال ذلك الجهد والمال في سبيل ايصال رسالة الكويت الانسانية لشعوب العالم بضرورة التعايش السلمي والاستقرار بعيدا عن الحروب والازمات التي لا طائل من ورائها وهذا هو بالضبط الشعار الذي حمله سموه الى العالم اجمع.
واوضح ان سياسة سمو الشيخ صباح الأحمد في المجال العربي ارتكزت على العمل على مساعدة الدول العربية بكل ما تملكه الكويت من طاقات سياسية ومادية فقدم سموه باسم الكويت المنح والقروض لتلك الدول التي هي بأمس الحاجة لها كما قام بالكثير من الرحلات المكوكية للتوفيق والوساطة في الكثير من الخلافات العربية العربية والعربية مع الدول الاخرى اذ كان على قناعة بان ما يربط الدول العربية فيما بينها من وشائج وصلات اقوى وابقى من الخلافات الطارئة فكان لدوره الديبلوماسي ورحلاته المكومية دور ايجابي في رأب الصدع في الكثير من الخلافات بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي وبين الاردن والفلسطينيين والعراق وايران والامارات وعمان واليمن الجنوبي وعمان واخرها الخلاف بين قطر والسعودية والامارات ومصر والبحرين وكان لدوره في الوساطة الاثر الفعال في احتواء اثار تلك الازمة وابقاءها في حدودها الدنيا.
واكد ان سمو الامير استطاع بفكره الواعي وبعد نظره ان تقيم الكويت علاقات متوازنة مع الدول ذات الانظمة السياسية والايدولوجية المتباينة بما لا يتعارض مع مصالح الجانبين فأقامت الكويت بجهوده علاقات ديبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي والدول المنتمية للمعسكر الشرقي وقال حينها وبعد عودته من زيارة للاتحاد السوفيتي ان السوفيت يرون ان مهمة امن الخليج مسؤولية دولة وهم يعرفون جيدا اننا لن نكون حلفاء لهم فهم يحترمون اسلوب سياستنا ووضوح تعاملنا مع الاخرين.
واوضح ان لسمو الشيخ صباح الاحمد مساهمات حقيقية ومهمة في الحد من التخفيف من مآساي العالم ودعا بأكثر من مناسبة ان يقوم المجتمع الدولي بمهامه من اجل التخفيف من معاناة الشعوب خصوصا شعوب الدول النامية والفقيرة المثقلة بالديون والازمات ولن ينسى احد موقف الامير الراحل جابر الاحمد الذي اعلن من على منبر الامم المتحدة اسقاط الديون عن الدول الفقيرة.
واكد بن برجس في ختام خطاب التزكية والترشيح ان من هذا المنطلق وبناء على دور الامير الذي ساهم مساهمة فعالة في ارساء الاخاء بين الامم وعمل على تحقيق سبل السلام والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب والسعي طيلة عقود طويلة لارساء الامن والسلم الدوليين والجهاد بكل اخلاص لازالة اسباب الفقر والجوع والمرض من خلال تقديم القروض والمنح واقامة مشاريع تنموية في الكثير من دول العالم الثالث لا يفوتنا ان نستذكر بكل فخر واعتزاز ما قامت به الهيئة العامة للامم المتحدة ممثلة بالسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون- الذي كرم صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد ومنحه لقب قائد العمل الانساني واصبحت الكويت مركزا للعمل الانساني العالمي وبما انكم من اكثر الناس تقديرا للجهود الانسانية التي بذلها ولا يزال الشيخ صباح الاحمد من اجل تثبيت دعائم الامن والسلام الدوليين في شتى بقاع العالم فاننا على ثقة بحصافتكم وحصركم على تقدير جود السلام والعمل الانساني نتمنى عليكم منح سمو الشيخ صباح الاحمد جائزة نوبل للسلام تقديرا له وتتويجا لمسيرته بالعمل الانساني طيلة عقود طويلة واننا على ثقة بمبادركتكم وتأييدكم له وهذا ما يدعونا للاطمئنان الى قراركم الصائب في هذا الاتجاه.
مرتكزات السياسة الكويتية في عهد صاحب السمو
تناول عضو معهد المؤرخين البريطاني احمد بن برجس في خطاب التزكية والترشيح أبرز المهام التي ارتكزت عليها سياسة الكويت ممثلة بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التي تتمثل في النقاط التالية.
– الكويت داعية للسلام والاستقرار لجميع دول العالم.
– الكويت ممثلة في سمو الشيخ صباح الاحمد راعية لحقوق الانسان وتسعى للقضاء على مواطن الفقر والجوع والمرض بكل ما أوتيت من السبل وسخرت جميع امكانياتها المادية لتحقيق هذا الهدف.
– منحت الأمم المتحدة سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لقب قائد العمل الانساني واصبحت الكويت مركزاً للعمل الانساني العالمي.
– لا تتدخل الكويت في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
– تعمل الكويت من اجل التنمية العالمية الشاملة عن طريق تقديم المساعدات للدول النامية وبصفة خاصة للدول الاكثر فقرا والاكثر حاجة.
– تؤمن الكويت وتتبع سياسة الحياد الايجابي والوسطية في اتخاذ القرارات بعيداً عن الأهواء والمصالح الآنية.
– يعتبر سمو الشيخ صباح الاحمد احد اكثر زعماء العالم صبرا وسعة أفق فقد عاصر الكثير من الاحداث المؤلمة والخلافات وتحملها بصبر وأناة تحسب له فقد استطاع بجهوده وصبره ان تستضيف الكويت عام 1966 لقاءً بين الجمهوريين والملكيين في اليمن الشمالي وبحضور السعودية من اجل وضع حد للحرب الأهلية في اليمن الشمالي وبفضل الله وافقت الاطراف المتنازعة على مقترح الشيخ صباح الاحمد بتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الطرفان وانتهت بذلك الأزمة.
– بذل سمو الشيخ صباح الاحمد جهودا جبارة في رأب الصدع بين الأردن والفلسطينيين في أعقاب أيلول الأسود عام 1970، وكذلك جهوده في تسوية الازمة اللبنانية عام 1975 وفي الثمانينات عهدت الى الشيخ صباح الاحمد رئاسة اللجنة السداسية التي شكلتها الجامعة العربية لوضع حد للأزمة اللبنانية واستطاع التوصل الى اتفاق عام 1989م.
– تميزت جهود سمو الشيخ صباح الاحمد بالنجاح في الأزمة التي نشبت بين اليمن الديمقراطي وسلطنة عمان وهي من اكثر الوساطات الناجحة بداية عام 1980م وتكللت بتوقيع اعلان مبادئ وتجددت الوساطة مرة أخرى عام 1982 وفي عام 1984تم التوصل الى انهاء النزاع بين الطرفين وتم تبادل التمثيل الديبلوماسي.
– ترأس الشيخ صباح الاحمد وفد المساعي الحميدة التي شكلتها منظمة المؤتمر الاسلامي لحل النزع بين الهند وباكستان عام 1972.
– بذل سمو الشيخ صباح الاحمد جهودا جبارة لحل النزاع بين تركيا وبلغاريا حيث دعا وزيري خارجية البلدين للاجتماع في الكويت عام 1989 لايجاد حل لمشكلة الاقليات الاسلامية التركية في بلغاريا.
– طلب سمو الشيخ صباح الاحمد من الأمم المتحدة ارسال قوات دولية الى مناطق القتال بين صربيا والبوسنة والهرسك لوقف ما يتعرض له الشعب البوسني من ابادة على ايدي الصرب.
– استضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الشعب السوري.
– بتوجيه ورعاية سمو الشيخ صباح الاحمد استضافت الكويت القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية الاولى وطرح خلالها مبادرته بإنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنمية في الدول العربية برأسمال قدره مليار دولار تبرعت الكويت بمبلغ 500 مليون دولار.
– استضافت الكويت منتدى حوار التعاون الآسيوي الأول وتبرعت بـ 300 مليون دولار لمصلحة برنامج تمويل مشاريع تنموية في الدول الآسيوية.
– استضافت الكويت القمة الافريقية العربية الثانية التي حضرها رؤساء وممثلو 60 دولة وأعلن سمو الشيخ صباح الاحمد خلال المؤتمر بتقديم مليار دولار كقروض ميسرة للدول الافريقية.
– بتوجيه ورعاية سمو الشيخ صباح الاحمد استضافت الكويت مؤتمر اعادة اعمار العراق.
– شارك سمو الشيخ صباح الاحمد في القمة الانسانية العالمية التي انعقدت في اسطنبول بتركيا.
– كان لسمو الشيخ صباح الاحمد الدور البارز في تأسيس المجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والمجموعة الاوروبية مما عزز العلاقات بينهما.
– يؤمن سمو الشيخ صباح الاحمد بأن افضل حل للخلافات والازمات هو الحوار والمفاوضات بدلا من المواجهات العسكرية وويلات الحروب ويؤمن كذلك بوقف سباق التسلح العالمي وتأسيس مناخ دولي جديد عنوانه استخدام الحوار لحل المشكلات واستخدام المال من اجل تنمية ورفاهية الشعوب لتسعد الاجيال المقبلة.
– عملت الكويت منذ سنين طويلة على نبذ الارهاب ومحاربته ودعمت كل الجهود الرامية للقضاء عليه واهتم سمو الشيخ صباح الاحمد بهذا الأمر وعمل على تطويقه في جميع المجالات وزاد اهتمامه بنبذ الارهاب بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 المتمثل بالهجوم الذي تعرض له مركز التجارة العالمي وما سبق ذلك من احداث ارهابية.