بدأت المساعدات الدولية في التدفق على هاييتي بعد الزلزال المدمر الذي شهدته البلاد الثلاثاء، في حين قالت منظمة الصليب الأحمر هناك إن عدد الضحايا قد يصل إلى خمسين ألف قتيل إضافة إلى نحو ثلاثة ملايين مشرد.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أولى فرق البحث والإنقاذ الأميركية بدأت بالفعل عملها على أرض هاييتي لمساعدة ضحايا الزلزال، حيث حطت أول طائرة عسكرية أميركية محملة بأطنان من مواد الإغاثة وعشرات الأطقم الطبية على مدرج مطار العاصمة بورت أور برانس.

وفي خطاب بالبيت الأبيض تعهد أوباما بتقديم مساعدات عاجلة بقية مائة مليون دولار لدعم جهود الإغاثة في هاييتي، مع بقاء الباب مفتوحا لتقديم مساعدات أخرى.

وأضاف الرئيس الأميركي أنه أمر كل وزارات حكومته بإعطاء جهود الإنقاذ أولوية قصوى، وأضاف أن بلاده ستعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة ودول أخرى للوقوف إلى جانب شعب هاييتي في نكبته.

مساعدات دولية

في الوقت نفسه أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل عن وصول أولى فرق الإنقاذ الأوروبية إلى هاييتي اليوم الخميس لبدء عمليات إغاثة بعد الزلزال المدمر الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر.

وكانت البداية مع فرق من جزر الأنتيل الفرنسية تتلوها فرق من هولندا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا ولوكسمبورغ، في حين تعهدت كل من ألمانيا وإسبانيا والسويد بتقديم المساعدة.

كما أرسلت تركيا وروسيا وفنزويلا وكولومبيا والمكسيك والدومينيكان مساعدات أخرى، وتعهدت البرازيل وأيسلندا والأردن وتايوان بتقديم مساعدات مماثلة لضحايا الزلزال الذي وصفته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأنه الأقوى في هاييتي منذ أكثر من 200 عام.

وكان رئيس هاييتي ورئيس الحكومة تحدثا عن عشرات الآلاف من القتلى بسبب الزلزال، لكن فيكتور جاكسون مساعد المنسق العام للصليب الأحمر هناك قال إنه لا أحد يستطيع أن يؤكد أي رقم، وتوقع أن يتراوح عدد القتلى بين 45 و50 ألفا، إضافة إلى نحو ثلاثة ملايين أصيبوا أو أصبحوا مشردين.

أوضاع صعبة

يأتي ذلك في حين أعلنت الأمم المتحدة أن عدد القتلى من موظفي بعثتها في هاييتي قد ارتفع إلى 36 وأن كثيرا من هؤلاء الموظفين لازالوا في عداد المفقودين، بعد أن دمر الزلزال مقر البعثة المكون من خمسة طوابق.

من جانبها ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن فرقها في هاييتي اسقبلت عددا هائلا من الجرحى الذين سقطوا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الجزيرة، وأكدت أن ثماني منشآت طبية رئيسة على الأقل تضررت أو دمرت جراء الزلزال، وأن فرقا طبية تعمل حاليا داخل خيام مؤقتة لمعالجة الجرحى.

وقالت "أطباء بلا حدود" في تقرير عن تطورات الوضع في هاييتي "إن مصدر القلق الرئيس في الوقت الحالي لدى الطاقم الطبي في تلك العيادات يتمثل في الحاجة الهائلة إلى معالجة الجروح وإجراء عمليات جراحية كبرى".

وأضافت المنظمة أن هناك نقصا في إمدادات الغذاء والمياه والبنزين والمواد اللازمة للإيواء.