توافد المئات من أبناء الجاليتين الفيلبينية والسريلانكية في الكويت، إلى سفارتي بلديهم، للاستفسار عن الإجراءات والأوراق المطلوبة منهم لتعديل أوضاعهم، على مدى اليومين الماضيين، مع دخول المهلة القانونية للمخالفين لقانون الإقامة بالكويت بتعديل أوضاعهم القانونية.
واقترح السفير السريلانكي كانديبان بالا، إجراء تسوية مالية بين الكفيلين القديم والجديد وتمديد المهلة أسبوعين.
وأكد السفير لـ«الراي» أمس، أن السفارة استقبلت خلال الأيام القليلة الماضية، نحو 5000 من أبناء جاليتهم من الراغبين بتعديل أوضاعهم القانونية، من أصل نحو 15500 مخالف لقانون الإقامة، بحسب احصاءات وزارة الداخلية، لافتا إلى نحو 3 آلاف ممن حضروا، يرغبون في تعديل أوضاعهم وعدم العودة لبلادهم، متوقعا أن يستفيد معظمهم من هذا القرار.
وأضاف في تصريح لـ«الراي» ان نحو 85 في المئة منهم من العمالة المنزلية ونسبة الذكور نحو 10 في المئة منهم فقط، لافتا إلى أن معظمهم من الذين هربوا من كفلائهم ولكنهم لا يريدون المغادرة، مشيرا إلى أن الكثير منهم يمتلك قيمة الغرامة 600 دينار ويرغب في البقاء والعمل في الكويت، كونهم يحبون هذا البلد كثيرا، ولكن تواجههم صعوبة في الحصول على تنازل من كفلائهم القدامى.
وتوقع السفير أن يصل العدد إلى 10 آلاف خلال الأيام القليلة المقبلة، متمنيا من وزارة الداخلية تمديد المهلة لأسبوع أو أسبوعين، حتى يتمكن الجميع من تصويب أوضاعهم، مقترحا أن تفرض تسوية مالية على الكفيل الجديد لتعويض الكفيل القديم، حتى لا يكون قد خسر كل ما دفعه لاستقدام الخادمة، ومن ثم يكون التنازل برضى جميع الأطراف، أو أن يتم السماح لهم بتحويل الإقامة دون الحاجة للتنازل من الكفيل القديم.
وعما إذا كان تصريح الرئيس الفيلبيني باحتمال وقف ارسال عمالة بلاده للكويت، قد يعود بالفائدة على العمالة السريلانكية، قال «ما تعاني منه الدول المصدرة للعمالة مع أوضاع عمالتها قد يكون متطابقاً، ولكن ليس هناك نية لسريلانكا بوقف عمالتها للكويت، كون معظمهم سعداء بالعمل في الكويت تحديدا دون دول منطقة الشرق الأوسط ما عدا قلة منهم يواجهون بعض المشاكل».
 من جانبه، أكد السفير الفيلبيني ريناتو فيلا، أن ارتفاع أعداد المراجعين بهذا الشكل للسفارة خلال اليومين الماضيين، جاء بسبب المهلة القانونية لمخالفي الإقامة، ولا علاقة له بتصريحات الرئيس الفيلبيني قبل أيام في شأن.
 وقال إن اليوم الأول والثاني من بداية المهلة القانونية التي تنتهي في 22 فبراير المقبل، شهد مراجعة نحو 2000 من أبناء جاليتهم منهم من يرغب في العودة، متوقعا المزيد في الأيام المقبلة.
وأضاف فيلا ان: «حوالي 300 منهم كانت أوراقهم مكتملة، وهم بانتظار اجراءات التبصيم الآن للعودة نهائيا»، لافتا إلى أن «العدد الإجمالي للراغبين بالاستفادة من هذه المهلة من الممكن أن يصل لـ7 آلاف من أصل 10 آلاف مخالف لقانون الاقامة منهم».
وفيما أعرب بعضهم عن سعادته لهذا القرار كونهم في حاجة ماسة للعمل قانونيا في البلاد، أبدى عدد منهم رغبتهم في العودة نهائيا لعوائلهم، ولكنهم لم يستطيعوا كون حالتهم المادية لم تكن تسمح لهم بدفع غرامات التأخير للإقامة.
وعلى الرغم من تعدد حجج مخالفة الإقامة التي ذكرتها بعض المراجعات عن أسباب هروبهن من منازل مخدوميهن أو مخالفتهن لقانون الإقامة، إلا أن أحد مندوبي شركات استقدام العمالة أكد أن حجج الكثير منهن غير صحيحة وان الكثير منهن كان يهرب من كفيله لطمعه في فرص عمل أفضل فقط.
إحدى المراجعات رفضت ذكر اسمها وذكرت انها ترغب في تعديل وضعها القانوني كونها في حاجة ماسة للعمل، مشيرة إلى أنها تعمل في مجال التجميل وأن مشكلة حدثت بينها وبين إحدى الزبونات في الصالون الذي تعمل به مما جعل صاحبة الصالون تطردها على الرغم من كونها لم تخطئ في حق الزبونة وان هذا هو السبب في مخالفتها لقانون الاقامة حيث انها تعمل لدى صالون آخر مبدية استعداد كفيلتها الجديدة لدفع الغرامات وتصويب وضعها القانوني لكن الكفيل السابق يرفض إعطائها جواز سفرها.
وذكرت أخرى مع زميلتها انهما قد أتيا للتأكد من صحة القرار عبر سفارتهما، كونهما لا تريدان مغادرة الكويت التي قضت احداهن فيها أكثر من 8 سنوات، لافتة إلى انها مرتاحة في عملها ولكنها لا تستطيع التجول بحرية كون إقامتها منتهية ولا تستطيع تجديدها، كون كفيلها قد أغلق المحل الذي كانت تعمل به مع زميلتها، ولم يدفع رواتبهما لآخر شهرين، واتصل بهما وأبلغهما أن تبحثا عن عمل آخر بسبب ظروف يمر بها.
 فيما أكدت «لين» إحدى الخادمات المراجعات انها كانت بانتظار إصدار مثل هذا القرار كونها ترغب بشدة للعودة لأهلها، والتي ذكرت انها تركت بيت مخدومها بعد 6 أشهر من العمل الشاق وعملت في أحد المطاعم خلال الأشهر الـ10 الماضية ولكنها اشتاقت لأبنائها، مبينة أن حضورها للسفارة اليوم كان لمعرفة الوثائق المطلوبة منها لكي تتمكن من المغادرة.
وقال مندوب إحدى شركات العمالة، وكان متواجدا ويسمع كلام إحداهن لا تصدق كل ما يقولن، نحن نعرف قصصهن، ان أكثرهن من الهاربات من منازل مخدوميهن بحجج يخترعنها لتبرير تصرفاتهن وهذا ما ثبت لدينا عند لقائنا بمخدوميهن، مضيفا لا أريد التعميم وربما بعضهن تعرض للإساءة، لكن أكثر أسباب هروبهن هو الطمع بدخل أعلى، عندما يتم إغواؤهن من بعض بنات جلدتهن، بأن العمل خارج المنزل يدر مالا كثيرا، ولكن يتفاجأن بالغلاء وما يترتب عليهن من مسؤوليات، وفي نفس الوقت لا يستطعن العودة لمنازل مخدوميهن.