توقع رئيس وزراء هاييتي أن يتجاوز ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده مائة ألف قتيل. وقد وجه رئيس هاييتي نداء استغاثة لمواجهة الكارثة، في حين يتوقع وصول أولى فرق الإنقاذ الدولية إلى البلاد الواقعة في البحر الكاريبي في غضون ساعات بعد إعلان العديد من الدول تقديم مساعدات عاجلة لإغاثة المنكوبين.
وأبلغ رئيس الوزراء جان ماكس بيليريف شبكة سي إن إن الأميركية اعتقاده بأن يتجاوز عدد القتلى مائة ألف، بعدما قال في وقت سابق إنه لا يمكنه إعطاء تقدير رسمي واضح لعدد الضحايا بسبب انهيار آلاف المباني في العاصمة بورت أوبرنس.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سفير هاييتي لدى منظمة الدول الأميركية دولي بروتوس قوله إن الزلزال -الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر ودمر مركز العاصمة بورت أوبرنس- خلف عشرات آلاف الضحايا ودمارا كبيرا، دون أن يحدد عدد القتلى.
لكن رئيس هاييتي رينيه بريفال أعرب في أول مقابلة إعلامية معه بعد الزلزال عن خشيته من سقوط آلاف القتلى، مشيرا لصحيفة ميامي هيرالد إلى أن المشهد في العاصمة لا يمكن تخيله.
وأضاف أن مبنى البرلمان ومباني حكومية أخرى بما فيها القصر الرئاسي انهارت كما انهارت مستشفيات ومدارس ومنازل كثيرة. ووجه بريفال نداء استغاثة لدول العالم لمساعدة بلاده في هذه الكارثة.
وفي السياق ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة للدولة الفقيرة بمنطقة الكاريبي البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة.
وأعرب بان عن خشيته من مقتل مئات نتيجة الزلزال الذي قال إنه أحدث أضرارا كبيرة بالمباني والمرافق والخدمات الأساسية في العاصمة، مشيرا إلى أن العاملين في مقر الأمم المتحدة ومن بينهم مبعوثه الخاص ومساعده لا يزالان في عداد المفقودين.
لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر قال إن مبعوث الأمم المتحدة في هاييتي التونسي صديقي هادي عنابي بين القتلى وكل من كانوا معه وحوله بعد انهيار مبنى مقر بعثة الأمم المتحدة المكون من خمسة طوابق في العاصمة بورت أوبرنس.
وفي الإطار قال وزير التنمية الفرنسي آلان جوياندت إن مائتي شخص على الأرجح قتلوا في انهيار فندق مونتانا الفاخر، حيث تمكن مائة شخص من مغادرته قبل انهياره بلحظات. ويقيم في الفندق موظفون في الأمم المتحدة ودبلوماسيون وساسة أجانب.
وأعلن عدد من الدول المشاركة في قوات حفظ السلام بهاييتي سقوط قتلى من أفراد بعثاتها، حيث أفادت وسائل إعلام صينية بقتل ثمانية جنود صينيين وفقدان عشرة آخرين، في حين أشارت البرازيل إلى مقتل 11 على الأقل من أفراد بعثتها، وأعلن الأردن مقتل ثلاثة من أفراد قواته لحفظ السلام.
وتضم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي نحو 7000 جندي و2000 شرطي إلى جانب 500 مدني أجنبي و1200 موظف محلي.
حجم الكارثة
وبمرور الساعات يتكشف حجم الكارثة التي خلفها زلزال هاييتي الذي يعد الأقوى والأعنف منذ أكثر من 200 عام، حيث يقع مركز الزلزال على بعد 16 كلم من العاصمة وهزت عشرات الهزات الارتدادية وصلت قوة بعضها 5.9 درجات المدينة طول الليل وحتى صباح الأربعاء.
وقد تداعت المباني الإدارية والفنادق والمتاجر والمنازل, وسط حالة من الهلع والخوف انتابت المواطنين. كما انهار القصر الرئاسي وتحول إلى أطلال. وتجمع الناجون الذين تلطخوا بالدماء وقد أصابهم الذهول في العراء وانحشرت الجثث تحت الأنقاض.
وانهارت شبكات الهواتف، وشوهدت حرائق في العاصمة بورت أوبرنس على الأرجح بسبب انهيار خطوط الغاز.
وقال شهود عيان بعد وقوع الزلزال إن سحابة بيضاء ملأت شوارع العاصمة، في إشارة إلى حجم الدمار جراء انهيار المباني الخرسانية.
وبسبب الدمار الذي لحق بالمستشفيات في عاصمة هاييتي لم يبق سوى مستشفى وحيد هو الأرجنتيني الذي يعمل، حيث استقبل حتى الآن800 نزيل معظمهم من الأطفال والنساء.
عمليات الإغاثة
وقد بدأ الصليب الأحمر الدولي بفرقه عمليات إجلاء وإنقاذ وإغاثة المنكوبين جراء الزلزال رغم صعوبة الأوضاع بسبب انقطاع الاتصالات وتأثر الخدمات.
وأعلن العديد من الدول من نيوزيلندا شرقا حتى الولايات المتحدة غربا عزمها إرسال فرق إنقاذ ومؤن ومستشفيات متنقلة لإغاثة الناجين والمساعدة في انتشال الضحايا والبحث عن ناجين تحت الأنقاض. كما تعهدت دول بتقديم مساعدات مالية.
وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسيف باتريك مكورميك للجزيرة من نيويورك إن هاييتي تنتظر عمليات إغاثة وصفها بالهائلة نظرا لعظم الكارثة، مشيرا إلى أربعة أمور رئيسية ينبغي تقديمها على وجه السرعة وهي الغذاء والماء والمأوى والدواء خشية انتشار الأمراض خاصة جراء عدم توفر مياه الشرب.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أولى فرق الإنقاذ الأميركية ستصل هاييتي في غضون ساعات، كما قامت طائرات أميركية بعمليات مسح من الجو لهاييتي للاطلاع على حجم الكارثة وتحركت سفن أميركية للمساعدة في عمليات الإغاثة.