أين اشتراطات الأمن والسلامة في المؤسسات التربوية؟
ومن المسؤول عن الإهمال في هذا الشأن الذي يتعلق بأرواح أبنائنا الدراسين فيها؟ وهل ننتظر وقوع كارثة، حتى تتحرك الجهات المعنية للحفاظ على براعم المستقبل؟
أسئلة كثيرة موجعة فرضت نفسها عقب حادثة سقوط سور روضة سعد بن معاذ في الصباحية أمس الأول.
ووفقاً لمصادر مطلعة لـ القبس، فقد فوجئ سكان المنطقة بسقوط السور بعد انتهاء الدوام الرسمي، مؤكدة أن العناية الإلهية هي وحدها من أنقذت الأطفال من كارثة كانت ستحل بالروضة إذا انهار السور أثناء الدوام، ولم يسفر الحادث عن أي خسائر بشرية أو إصابات.
وتساءلت المصادر: ماذا لو كان هناك دوام وأطفال يمرحون حول الجدار الذي سقط فجأة؟ معربة عن استيائها الشديد جراء الإهمال الذي تعاني منه بعض المدارس ورياض الاطفال المتهالكة، لاسيما في ظل غياب دور إدارات الصيانة في المناطق التعليمية وقطاع المنشآت التربوية لتصحيح الاوضاع.
الروضة خاطبت
وأضافت المصادر: مما يدعو الى الاستغراب والدهشة هو أن هذا السور المتهالك منذ سنوات، ظهرت عليه علامات السقوط والانهيار قبل عدة أشهر، حيث قامت مديرة الروضة بدورها بمخاطبة المنطقة التعليمية أكثر من مرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذة وترميم الجدار المائل، ولكن بكل أسف لم يكن هناك تحرك ملموس أو تجاوب من المعنيين داخل المنطقة.
وناشدت وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي محاسبة المقصرين، وفتح تحقيق في الحادثة، مشددة على ضرورة السرعة في بناء السور، وإجراء الترميمات اللازمة في الروضة حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى، ونستيقظ على كارثة لا تحمد عقباها.
إلى ذلك، أكدت المصادر ان مشكلة الصيانة وإهمال المدارس المتهالكة ليست فقط في منطقة الاحمدي التعليمية، بل هي مشكلة تعاني منها معظم المناطق.
ولفتت إلى أن مديري المدارس ومديرات رياض الأطفال يخاطبون مناطقهم من أجل إجراء الترميمات والصيانة اللازمة داخل مدارسهم، لكن كرة المسؤولية تتدحرج بين إدارات الصيانة بالمناطق وقطاع المنشآت في وزارة التربية، وينتهي الأمر بالإجابة المعهودة والمعروفة والمتكررة سنوياً «ليست هناك ميزانية!».
وأشارت إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، والابتعاد عن الحلول الترقيعية التي باتت لا تسمن ولا تغني، مشيرة الى حالة من الاستياء يعيشها كثير من مديري المدارس ورياض الاطفال بسبب غياب أعمال الصيانة، والدورة المستندية الهالكة في هذا الشأن.
المسؤولية ضائعة!
قالت مصادر تربوية مسؤولة إن كرة المسؤولية في المباني المتهالكة تتقاذفها إدارات الصيانة في المناطق التعليمية، وقطاع المنشآت التربوية.
وأشارت إلى أن الجهات المعنية تتذرع دائماً بنقص الميزانية اللازمة لتنفيذ أعمال الترميم والصيانة، وبذلك تصبح المدارس ضحية هذا التقاعس.
وحذرت المصادر من وقوع كوارث إذا لم تتحرّك الجهات المختصة بما يكفل تنقية هذا الملف المهم المتعلق بأرواح الطلبة.