تقدم رئيس حكومة إيرلندا الشمالية بيتر روبنسون بطلب لإعفائه من منصبه لفترة غير محددة لاستيضاح الأمور بشأن فضيحة متزايدة وضغوط تدعوه للاستقالة تتصل بالتعاملات المالية لزوجته إثر علاقتها الغرامية بشاب مراهق.
وبحسب مصادر فإن روبنسون (61 عاماً) سيتوقف عن ممارسة مهام منصبه لفترة تصل إلى ستة أسابيع كحد أقصى، وستشغل منصبه وزيرة الأعمال في الحكومة الإقليمية أرلين فوستر التي وعدت بأن روبنسون سيعود "بسجل نظيف".
وكان رئيس الحكومة قد حاصرته فضيحة تتعلق بالحياة الخاصة لزوجته إريس -النائبة بالبرلمان- وتعاملاتها المالية التي كشفت الأسبوع الماضي أنها حصلت على قرض بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني (80 ألف دولار) لصالح عشيقها المراهق.
وقال روبنسون في بيان للصحفيين أمس الاثنين إنه يحتاج إلى وقت "للتعامل مع شؤون عائلية"، ودافع عن نفسه في وجه ادعاءات بارتكابه مخالفات، منكراً مزاعم أوردها تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية بأنه كان على علم بالقروض التي حصلت عليها زوجته من أجل عشيقها.
وكان منتقدون قد طالبوا رئيس الوزراء الذي يتولى منصبه في الحكومة الإقليمية لإيرلندا الشمالية منذ يوليو 2008 بالاستقالة على خلفية هذه الفضيحة، مشيرين إلى أنه من المحتمل أنه كان على علم بتعاملات زوجته المالية.
وقد أثار الكشف عن هذه الفضيحة غضب القاعدة البروتستانتية المحافظة التي ينتمي إليها روبنسون، وهددت بانهيار الحكومة الائتلافية التي يتشارك فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي مع حزب الحزب الجمهوري الكاثوليكي الرئيسي (شين فين).
واعتبر محللون أن خطوته هذه محاولة لمنع انهيار الحكومة إذا أمكن ذلك، رغم أن الشراكة بين الحزبين متوترة بشدة بسبب الخلافات حول من سيدير النظام القضائي في الإقليم.
وكان مسؤولون بريطانيون قد أعربوا عن قلقهم من أن هذه التوترات قد تضر بعملية السلام في وقت حساس، وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه يراقب التطورات عن كثب.
يشار إلى أن إيرلندا الشمالية تشهد ارتفاعاً في الهجمات التي يشنها الجيش الجمهوري الإيرلندي، ففي مارس الماضي قتل مسلحون جنديين وشرطيا، كما أصيب شرطي الجمعة الماضية بجروح بالغة في انفجار قنبلة كانت مخبأة أسفل سيارته.