وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا يبقي السفارة الأمريكية في إسرائيل في تل أبيب مؤقتا بدلا من نقلها إلى القدس وذلك على الرغم من تعهده الانتخابي بالمضي قدما في هذه الخطوة المثيرة للجدل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع في واشنطن يوم الأربعاء. تصوير: جوناثان ارنست - رويترز

وبعد شهور من الجدل الحاد داخل إدارته اختار ترامب مواصلة سياسة أسلافه بالتوقيع على قرار مدته ستة أشهر يعلق العمل بقانون صدر عام 1995 ويلزم بنقل السفارة إلى القدس في تحرك قد يعقد جهوده لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة.

بيد أن البيت الأبيض شدد على أن القرار، الذي سيحبط بالتأكيد أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة، لا يعني أن ترامب تخلى عن هدف نقل السفارة إلى القدس في نهاية المطاف. لكن مسؤولا أمريكيا قال إنه لم يوضع جدول زمني لذلك.

 

وقال البيت الأبيض في بيان ”أعلن مرارا نيته نقل السفارة.. والسؤال هو ليس ما إذا كان النقل سيحدث ولكن فقط متى“.

 

وأضاف البيت الأبيض أن ترامب ”اتخذ قراره لتعظيم فرص نجاح المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين منفذا بذلك التزامه الجاد تجاه الدفاع عن مصالح الأمن القومي لأمريكا“.

 

وكان الزعماء الفلسطينيون والحكومات العربية والحلفاء الغربيون حثوا ترامب على عدم المضي قدما في نقل السفارة الذي سيغير سياسة تتبعها الولايات المتحدة منذ عقود بمنح ما سيعتبر اعترافا أمريكا فعليا بزعم إسرائيل أن القدس بالكامل عاصمة لها.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ”على الرغم من إحباط إسرائيل من عدم نقل السفارة في الوقت الحالي فإنها تقدر تعبير الرئيس ترامب اليوم عن الصداقة لإسرائيل والتزامه بنقل السفارة في المستقبل“.

 

واتخذ وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو عضو يميني متطرف في ائتلاف نتنياهو، موقفا أشد بالقول إن التأجيل ”سيضر بفرصة التوصل إلى سلام دائم بإذكاء التوقعات الزائفة بين الفلسطينيين بخصوص تقسيم القدس“.

 

وفي رام الله قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن قرار ترامب ”يؤكد على جدية الإدارة الأمريكية في مساعيها نحو السلام وبناء جسور الثقة