أكد الباحث عادل يوسف المرزوق انه من الملاحظ ان البرودة الشديدة اختفت عمليا وان درجة الحرارة هذه الأيام وخلال شهر يناير الجاري ستكون اعلى من معدلها وتتراوح بين 8 و 18 مئوية ومشددا على ان الامطار هذه السنة اكثر بكثير من السنوات الفائتة وان موسم البرد لم ينته وسيستمر احتمال عودته الى منتصف ابريل المقبل.

واذ اشار المرزوق الى دخول نوء الشولة البارد اعتبارا من 2 الجاري لينتهي في 13 الجاري عرض في دراسة له سلسلة من الظواهر والاحداث الفلكية التي ستحدث الشهر الجاري خصوصا في ايام 15 و 21 و 29 يناير والمتمثلة في دخول موسم "برد البطين" وكسوف الشمس جزئيا وصولا الى دخول "نوء البلدة" او "در الثمانين". وذكر ان بداية السنة الميلادية عندنا في الكويت والجزيرة العربية عادة تمتاز بالبرودة الشديدة وانخفاض في درجات الحرارة وعلى الأخص بالليل في المناطق الصحراوية المكشوفة, حيث تصل درجات الحرارة في بعض الاحيان الى دون درجة الصفر المئوية وهي درجة تجمد الماء فمنطقتنا هذه معروفة بشدة برودتها في الشتاء كما حصل في عام .1964

اضاف ان الكويت قديما كان لها اسماء عدة ومن هذه الاسماء اسم "نقرة الزمهرير" ومعنى الزمهرير باللهجة الكويتية هو شدة البرد او البرد القارس جدا وسميت بهذا الاسم لشدة البرودة التي تصيب هذه المنطقة في هذه الفترة الزمنية ولذلك كانوا في السابق يتحاشون الخروج الى الصحراء او طلعات البر بالخيام في هذه الفترة, بل ان عطلات الربيع للمدارس تكون عادة في اواخر شهر فبراير واوائل شهر مارس وهو انسب وقت لطلعات البر, وتابع المرزوق لكن الملاحظ في هذه السنة ان البرودة الشديدة اختفت ودرجة الحرارة هذه الايام اعلى بكثير من المعدل هذا الشهر حيث ان معدل درجات  الحرارة عادة في شهر يناير تكون 8 درجات مئوية حيث يقال هنا ان فترة المربعانية هذه السنة فاسدة ويرجع ذلك الى ان فترة المربعانية دخلت بهبوب رياح "الكوس" الجنوبية المعروفة برطوبتها وحرارتها العالية كما لاحظنا ان الامطار هذه السنة اكثر بكثير من السنة الماضية بسبب كثرة هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية حيث اننا نتوقع هطول امطار متفرقة هذه السنة ونتوقع ان يكون هناك احتمال ضعيف لسقوط زخات مطر قليلة ومتفرقة قبل نهاية هذا الشهر.

وبين المرزوق " أن هذا الجو الدافئ شجع الكثير من العائلات الكويتية على نصب خيامها في البر معتمدة على قرار البلدية بالسماح بنصب الخيام في البر اعتبارا من نوفمبر متناسية ان برد الكويت يعتمد اعتمادا كليا على هبوب رياح الشمال البارزة ولذلك يجب اخذ الحذر خصوصا وان هذا هو موسم البرد وكذلك موسم سقوط المطر واحتمال هبوب رياح الشمال وارد جدا خصوصا وان موجة الثلج والبرد الشديد قد اصابت من فترة قريبة جدا دولا عربية قريبة منا مثل سورية ولبنان والأردن وفلسطين ومن المحتمل ان تهب علينا هذه الرياح الباردة حيث ان موسم البرد لم ينته بعد وهناك فترات من البرد قائمة حتى منتصف شهر ابريل وكل الاحتمالات واردة هنا.

وقال في الماضي لم يكن الناس يخرجون البر في شهر يناير بل كان طلوعهم للبر يتم في نهاية شهر فبراير او اوائل شهر مارس عندما تنكسر شدة البرد ويعتقدون في الماضي ان اختيار شهري ديسمبر ويناير لاقامة مخيمات البر هو خطأ كبير جدا قد يسبب لا سمح الله امراضا خطيرة من الامراض الصدرية ولذلك يتم تحاشي طلعات البر في مثل هذا الوقت من السنة كما يحدث الآن وذلك لادراكهم في الماضي خطورة برد هذا الوقت.

واشار الى ان شهر يناير تقع فيه بعض الاحداث التي تحدث في كل عام في مثل هذا الوقت متعلقة بحالة المناخ مثل دخول نوء الشولة ونهاية المربعانية ودخول برد "الازيرق" او "تشار" "وتشاور"  وغيرها من الاحداث التي تحدث في مثل هذا الوقت من كل عام بالاضافة الى بعض الظواهر الفلكية العابرة التي ممكن ان تحدث في اي شهر من شهور السنة وليس في شهر يناير وحده وسنوجز هنا أهم احداث شهر يناير الفلكية والمتوقع حدوثها في هذا الشهر ومنها ما يلي:

وقال ان نوء الشولة الذي بدأ يوم الجمعة الماضي سينتهي يوم السبت الموافق 15 الجاري وهو من الأنواء الباردة في السنة وهناك مثل قديم جدا معروف عند الكويتيين عن برد الشولة حيث يقولون ان "الشولة ترد البرد من اوله"  لانها اكثر هذه الفترات انخفاضا في درجات الحرارة حيث ان معدل درجات الحرارة تكون في حدها الأعلى 18 مئوية ومعدل الحد الأدنى 8 مئوية ولكن هذا لا يعني ان الحرارة لا تنخفض عن هذا المعدل في الليل بل العكس هو الصحيح حيث تنخفض الحرارة ويصبح الجو باردا جدا وخصوصا في المناطق الصحراوية المكشوفة الى ما دون الصفر حيث يتكون  الصقيع في اواخر الليل او في ساعات الفجر الأولى كما حدث في يوم الاربعاء  8 يناير عام 1964 حيث انخفضت درجات الحرارة الى -4 مئوية تحت الصفر ولكن الملاحظ هنا انه لا يسقط الجليد عندنا وارجع عدم تساقط الجليد الى ان منطقتنا منطقة صحراوية يندرفيها سقوط الامطار , كما انه في بعض الاحيان تكون درجات الحرارة اعلى بكثير من  معدلاتها السنوية, فترتفع الحرارة وتصل في بعض الاحيان الى 28 درجة مئوية كما حدث في السنة قبل الماضية التي تعتبر من السنوات الدافئة وخصوصا في ساعات الظهر ويعتبر نوء الشولة من الانواء التي تكثر بها امراض البرد مثل الانفلونزا والزكام وغيرهما من هذه الامراض وتنتهي الشولة يوم 15/1 وتنتهي معها ايضا المربعانية ويدخل بعدها برد البطين:

يوم الجمعة 15 يناير يدخل "نوء النعايم" او "برد البطين"

يبدأ "نوء النعايم" مع "برد البطين" في يوم 15 يناير وينتهي نوء النعايم يوم 28 يناير اما برد البطين فيستمر 52 يوما حيث ينتهي يوم 7 يناير ويسمى برد البطين ايضا بالشبط ومعروف عنه انه اشد ايام السنة برودة وفيه فترة قصيرة مدتها ثمانية ايام تسمى "تشار وتشاور" وهي اشد ايام السنة برودة تبدأ من يوم 24/1 وتنتهي يوم 30/1 و "تشار وتشاور" هما كلمتان من اللغة "الاوردو" الهندية واللغة الفارسية لان هاتين اللغتين تستخدمان الكلمة نفسها في مفرداتها وكلمة تشار تعني رقم اربعة والمعنى هنا يعني اربعة واربعة لان هذه الفترة تأخذ اخر اربعة ايام من نوء النعايم واول اربعة ايام من نوء البلدة وفي الحساب البحري تأخذ اخر اربعة ايام من در السبعين واول اربعة ايام من در الثمانين من حساب "النيروز" وهي نفس وهذه الفترة تقع في يوم 24 يناير حتى يوم 31 يناير ويقال في نوء النعايم المثل التالي " بالنعايم يوقظ البرد العجوز النايم" ويكون متوسط درجات الحرارة ما بين 18 مئوية في حدها الاعلى و 8 مئوية في حدها الادنى.

وتسمى هذه الفترة ايضا ببرد الازيرق وهي من الفترات الباردة من السنة هنا بالكويت ومدتها 8  ايام وبرد الازيرق هذا معروف عند بعض الناس وخصوصا اهل البادية وسكان المدن وبصورة ادق سكان شمال الجزيرة العربية والعراق بانه البرد الذي يظهر "الجاموسة" من الماء حيث يقولون " الجاموسة تظهر من الشط" من شدة برودة مياه الانهار ويطلق ايضا على هذه الفترة عند اهل البحر في منطقة الخليج "تشار وتشاور".

كسوف الشمس

 ايضا في يوم الجمعة 15 يناير الجاري سوف يحدث كسوف جزئي للشمس مدته ساعتان وست وثلاثون دقيقة ويبدأ هذا الكسوف في تمام الساعة 19 : 8 صباحا وينتهي في تمام الساعة 55 : 10 صباحا حسب التوقيت المحلي .

 يوم الخميس 21 يناير دخول برج الدلو واول السبعين من النيروز: يدخل برج الدلو الشديد البرودة نسبيا بعد مرور اربعة ايام من دخول السبعين من النيروز الذي يبدأ في يوم 17 يناير وهو اليوم 160 من بداية سنة النيروز الفارسية وهو ايضا اليوم  147 من بدء دلوك السهيل ويدخل ايضا في هذه الفترة برد البطين حيث ينزل المطر الشحيح في هذه الفترة مما ينبت العشب في الصحراء او عندما تهب رياح الكوس الرطبة التي تتسبب بتساقط قطرات الندى "الطل".

ودر السبعين في الحساب البحري مدته 10 ايام تبدأ من يوم 17  يناير وتنتهي يوم 27 يناير وهي ايام خطرة جدا يحذر ويتخوف منها اهل البحر لانها اولا فترة باردة جدا وثانيا هي فترة تهب فيها الرياح الشمالية القوية والتي تسبب الموج العالي والتي يمكن ان تسبب الغرق للسفن وخصوصا في المحيط الهندي.

 يوم الجمعة 29 يناير دخول نوء البلدة او در الثمانين يبدأ يوم 29 يناير وينتهي يوم 9 فبراير ويبدأ نوء البلدة او در الثمانين باليوم 171 من النيروز وهو ايضا اليوم 158 من السهيل في هذا النوء يكون اخر اربعة ايام من بدر تشار وتشاور او برد الازيرق الذي يبدأ يوم 28 يناير وينتهي في يوم 31 يناير كما سبق لنا ان ذكرنا, ويقال في هذا النوء المثل الشعبي المعروف (البلدة تقول للبرد اهده اهده) وهناك مثل اخر معروف عند اهل البادية يقول (اذا طلعت البلدة اخذت العجوز الرعدة) ومتوسط درجات الحرارة في هذا النوء مشابه تماما لمتوسط"نوء النعايم" او "در السبعين" حيث يتراوح متوسط درجات الحرارة في حده الاعلى 18 مئوية و8 مئوية في حده الادنى.