كشف سفير الفيلبين لدى الكويت ريناتو بيدرو أوفيلا عن وجود نحو 10 آلاف فيلبيني، يقيمون بصورة غير شرعية في الكويت، منهم 8 آلاف عمالة منزلية هربوا من منازل كفلائهم، مشيرا إلى وجود نحو 60 فيلبينية في مركز إيواء العمالة بعضهن متهمات بالحمل السفاح.

وقال أوفيلا، في حوار مع «الراي»، أن عدد مخالفي الإقامة ليس كبيراً، مقارنة بعدد جاليتهم في الكويت التي تصل إلى نحو 265 ألفاً، وبسبب وجود الطلب الكبير عليها في صالونات التجميل والعمل المؤقت في المنازل، مبيناً في هذا الإطار أن بلاده مستمرة في إرسال العمالة المنزلية للكويت، نافياً صحة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل عن النية بوقفها.

واستغرب السفير وقف وزارة الصحة الكويتية الاستعانة بممرضات بلاده في مستشفياتها، ولاسيما أن الممرضات الفيلبينيات يعملن فقط في المستشفيات الخاصة، مؤكداً أنه سيتواصل مع وزارة الصحة في هذا الخصوص. كما كشف عن زيارة مرتقبة لرئيس بلاده للكويت مطلع العام المقبل، قد يتم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات التي ستعود بالفائدة للبلدين.

وتطرق أوفيلا إلى زيارة وفد مكون من ثلاث جهات في بلده للاطمئنان على شؤون الجالية في الكويت، وأن رسالة تنازل حملت من أسرة القتيل الذي قضى على يد واحد من أبناء بلده، متطلعا إلى أن تنظر السلطات في الكويت بهذا التنازل لتخفيف عقوبة القاتل من الإعدام إلى المؤبد.

وفيما يلي نص الحوار.

• كيف تصف العلاقات بين بلادك والكويت؟ العلاقات التي تجمع ما بين الكويت والفيلبين قوية ومتشعبة ومتميزة في العديد من المجالات، ليس بسبب وجود نحو 265 ألف عامل فيلبيني في الكويت فقط، ولكن بسبب استثمارات الكويت المتميزة في الفيلبين أيضا. وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين بلدينا بشكل ملحوظ أخيراً، حيث بتنا نستورد أكثر من 70 في المئة من احتياجاتنا النفطية من الكويت، حتى وصل حجم التبادل التجاري بيننا إلى نحو مليار دولار، 40 مليونا منها تمثل حجم صادراتنا للكويت نصفها من الموز وأجهزة التكييف. كما ان علاقاتنا تتطور بشكل مميز منذ بدايتها عام 1978، حيث تأسست السفارة الفيلبينية في الكويت عام 1980، كما تم افتتاح السفارة الكويتية في مانيلا في عام 1995.

• ما الاستثمارات الكويتية في الفيلبين؟ هناك استثمارات كويتية خاصة كبيرة في الفيلبين، ومنها مشروع لإحدى الشركات الكويتية افتتح أخيراً في المنطقة الصناعية كلارك بمساحة 188 هكتارا، والمنطقة كانت قاعدة جوية أميركية في السابق وتحولت إلى منطقة حرة صناعية، حيث بُنيت مدينة طبية كبيرة ومجمعان تجاريان على الطراز الحديث، ونحن نشجع الكويتيين على زيارتها في حال رغبتهم في إجراء الفحوص الطبية، كما أن هناك بعض الاستثمارات الكويتية في مزارع الموز لشركة «انتشار» الكويتية بمساحة 1500 هكتار من الأراضي الزراعية، كما أن هناك استثمارا كويتيا خاصا آخر لفندق فخم في منطقة بالاون.

• ماذا عن قطاع السياحة؟ أعداد السياح الكويتيين الذين يزورون الفيلبين لا تعتبر كبيرة إلى حد ما، وعلينا العمل على تطوير هذا المجال مع الكويت لتعريفهم بما تزخر به الفيلبين من مناطق سياحية جميلة وجزر وشواطئ خلابة، وللأسف لا توجد لدينا إحصائية دقيقة بأعدادهم كون جميع الخليجيين يحصلون على التأشيرة في المطار، ولكن السفارة أصدرت بحدود 200 تأشيرة لمقيمين من الكويت العام الماضي، ويستغرق الحصول عليها بحدود 5 أيام عمل للمقيمين في الكويت.

• هل هناك رحلات مباشرة بين البلدين؟ نعم فمنذ العام الماضي بدأت الخطوط الجوية الكويتية بإرسال 7 رحلات اسبوعيا مباشرة إلى مانيلا دون التوقف في بانكوك، كما أن الخطوط الجوية الفيلبينية تسير 5 رحلات مباشرة أسبوعيا للكويت.

• كم عدد جاليتكم في الكويت وما أهم المشاكل التي تواجهكم؟ لدينا نحو 265 ألف فيلبيني يعملون في الكويت، غالبيتهم في قطاع العمالة المنزلية أي بحدود 165 ألفا، وهذا ما يجعل الكويت مختلفة عن بقية دول الخليج، حيث إن هناك في كل من الإمارات العربية والسعودية عمالة فيلبينية أكثر، ولكن نسبة المنزلية لديهم لا تتعدى 20 في المئة، ولا أعلم السبب في ذلك على الرغم من توافر عمالة مهنية ذات كفاءة عالية في الفيلبين.

• وماذا عن الممرضات الفيلبينيات؟ لدينا عدد من الممرضات الفيلبينيات في مستشفيات القطاع الخاص فقط، ولا نعلم سبب وقف وزارة الصحة الكويتية الاستعانة بالممرضات من الفيلبين، وأنوي التواصل قريبا مع الوزارة بهذا الخصوص.

• كانت هناك زيارة لوفد فيلبيني كبير للكويت الأسبوع الماضي، ما الهدف منها؟ حضر وفد للكويت من 3 وزارات فيلبينية، هي الخارجية والصحة والعمل، لمتابعة أوضاع جاليتنا في الكويت والعمل على تحسينها. وقد التقوا بالعديد من المسؤولين الكويتيين، وقدموا مقترحاتهم كمسودات لعمل اتفاقيات بين البلدين بخصوص العمالة المنزلية للعمل على حماية العاملات بصورة أكبر، وتقدموا للكويت بشكرهم على قانون العمالة المنزلية الجديد والذي سيتم العمل به في سبتمبر المقبل، والذي يتضمن الكثير من المقترحات التي حملها الوفد، ومنها ضمان تحويل الراتب شهريا واحتفاظ العاملة بجواز سفرها معها، والحصول على يوم راحة اسبوعي.

• ألا ترى أن حملها لجواز سفرها سيسهل من عملية هروبها من بيت كفيلها، في حال وجدت فرصة عمل أخرى؟ من حقها أن تحمل على الأقل بطاقتها المدنية ليكون معها إثبات في حال وجود تفتيش، والهروب من منزل كفيلها لا يعيقه حملها للجواز من عدمه، فلدينا نحو 10 آلاف مقيم غير شرعي في الكويت بحسب إحصائيات وزارة الداخلية، منهم 8 آلاف من العمالة المنزلية التي هربت من كفلائها، بسبب وجود الطلب الكبير للعمالة المنزلية الموقتة، وبعض صالونات التجميل، وقد ألقت السلطات الكويتية القبض على العديد منهم خلال حملاتها التفتيشية.

• هل زار الوفد مركز الإيواء الحكومي في الكويت؟ نعم، فلدينا نحو 60 فيلبينية في هذا المركز الذي أكد أن لديه القدرة على استيعاب أعداد أكبر، وبعض حالاتهن الحمل السفاح ليس من كفلائهن، والبعض منهن قد تعرضن للضرب من كفلائهن، ومازالت قضاياهن منظورة في المحاكم الكويتية، وجزء منهن اتهمهن كفلاؤهن بالسرقة حتى لا يتمكنّ من السفر ويخسر الكفيل ما دفعه لاستقدامهن.

• يقال إن لديكم نية لإيقاف العمالة للكويت؟ لا، فنحن مستمرون في إرسال العمالة المنزلية للكويت، ولا صحة لما يتداوله البعض عن وجود نية لإيقافها.

• هل تم توقيع اتفاقيات بين البلدين خلال هذه الزيارة؟ لم يتم التوقيع بعد، ولكن يتم التجهيز للعديد من الاتفاقيات بين البلدين، حيث سيزور الرئيس الفيلبيني الكويت بدايات العام المقبل والتي نأمل توقيعها خلال الزيارة. ونتمنى عودة اجتماعات اللجنة الاستشارية المشتركة بين البلدين والتي عقدت في مانيلا في عام 2007 للتحضير للاتفاقيات التي تخدم مصالح البلدين.

• ماذا عن الفيلبيني المحكوم عليه بالإعدام بالكويت؟ هل حمل الوفد رسالة بخصوصه؟ نعم ففي عام 2014 قتل هذا الفيلبيني أحد أصدقائه بسبب الغيرة من أجل امرأة وحكم عليه بالإعدام، ولكن استطاعت الحكومة الفيلبينية الحصول على تنازل من أهل الضحية، وتم تسليمها للسلطات الكويتية ونتمنى أن تقبلها المحكمة الكويتية وتخفف الحكم عليه للسجن المؤبد.

• وهل هناك اتفاقية بين البلدين لتبادل السجناء؟ لا يوجد، ونحن نعمل على اتفاقية في هذا المجال حاليا، وقدمنا مقترحا في هذا الخصوص للسلطات الكويتية.

• وماذا عن شركة العمالة المنزلية الكويتية الجديدة «الدرة»؟ الملحق العمالي في السفارة قابل مسؤولي هذه الشركة وقدموا أوراقا لاعتمادهم في جلب العمالة المنزلية من الفيلبين، ولكني لا أعلم إن كانوا سيتمكنون من تحقيق المتطلبات التي نريدها لكي نرسل طلبهم لوزارة العمل الفلبينية، ومازلنا ننتظر عرضهم.

• وماذا عن عودة إرهابيين من داعش بعد اندحارها في العراق إلى بلادكم؟ حتى الان لم يسجل لدينا عودة لمقاتلين من العراق، ولكننا في حرب أوشكت على نهايتها في جزيرة مانداناو في مراوي، ضد بعض المتطرفين الذين بايعوا رئيس تنظيم داعش، ورفعوا أعلامهم، كونهم يشكلون عصابات تتمركز بين المباني العالية.