علامة فارقة سجّلها حفل منظمة «إنسانيات الكويت» التوعوية بحقوق وواجبات العمالة المنزلية أول من أمس، حين كسر الحواجز على الملأ بين ربة المنزل والعاملة لديها، فجلست العاملة إلى جانب «المعزبة» خلال «المنتدى»، بل وشاركتها الطعام إلى مائدة واحدة في الحفل.

الصورة التي قد تكون «غير مألوفة» للبعض، ربما تكون فاتحة لـ «نفض الغبار» واستحضار الصورة الحقيقية لمجتمع الكويت المتكافل والمتراحم والحريص على حقوق الإنسان، قبل استقدام الخدم وبعده، والتي تم «تشويهها» وفي غالب الأحيان عن غير عمد، حين تتعدى مشاكل العمالة حدود المنزل لتصبح مادة «إعلامية» يقتنصها المصطادون في الماء العكر، فيصنعون لها رأسا ويدين وقدمين ويسوقونها إلى المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان، لتضع نقطة سوداء على الثوب الأبيض.

وبعيداً عن الغوص في مشاكل العمالة المنزلية وما أكثرها، وعن قسوة قلوب بعض العاملات ممن «حرقن قلوب» أرباب وربات عملهن، بسكين أو بعود كبريت أو بعبوة حليب لرضيع، فكانت ردة الفعل مفهومة ومقدّرة، وربما مبررة أحياناً، فإن ما سطره حفل «إنسانيات الكويت» أول من أمس أزال كل غبار وغشاوة عن قلوب حاقدة وأقلام مسمومة، لتظهر الكويت وأبناؤها وبناتها على سجيتهم وطبيعتهم، كما هم وكما فطروا، قلوباً رحيمة ونفوساً معطاءة وأيادي لا تبخل بمد يد الخير إلى أبناء العالم كافة، فما بالك بالساكنين بين ظهرانيهم، وفي عقر دارهم، المؤتمنين على أرزاقهم وأرواح رضعائهم.

أما الصورة فقد تزكّت بما قيل من كلام خلال الحفل، الذي ضم إلى أعضاء المنظمة نواباً وأرباب وربات عمل اصطحب بعضهم عمالتهم معهم لمزيد من التوعية بحقوقهم، ودار الحديث عن تعديل التركيبة السكانية، مع ضرورة تأكيد النأي بالحلول المقترحة لمعالجة الخلل عن أي ممارسات غير إنسانية أو عنصرية تشوه الصورة البيضاء لمجتمع الكويت.