بينت الجمعية الفلكية بجدة، تعامد الشمس علي الكعبة المشرفة للمرة الثانية والأخيرة هذا العام اليوم السبت، وهى فرصة لتحديد اتجاه القبلة من عدة مناطق حول العالم.
وتابعت الجمعية، فى تقرير لها: يحدث التعامد الثانى مع عودة الشمس "ظاهريًا" قادمة من مدار السرطان متجهة جنوبًا إلى خط الاستواء و تتوسط خط الزوال وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة، ويختفى ظلها وقت أذان الظهر للمسجد الحرام عند الساعة 12:27 حسب التوقيت المحلى، 9:27 صباحًا بتوقيت جرينتش، وهى فرصة لكل شخص القيام بتحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة فى المناطق البعيدة عن مكة فى الدول العربية والإسلامية، وكافة المناطق التى تكون فيها الشمس فوق الأفق .
ومن خلال وضع قطعة عصا منتصبة بشكل عمودى وبمراقبة ظلها، فالاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة، لذلك فإن أى شخص يواجه الشمس فى ذلك الوقت سيكون قادرًا على معرفة اتجاه الكعبة بدقة توازى دقة التطبيقات الرقمية.
ويمكن الاستفادة من ظاهرة التعامد فى حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك من خلال قياس زاوية ظل قطعة العصا فى أية مدينة أخرى وبمعرفة المسافة بين مكة وتلك المدينة، وبعمليه حسابية بسيطة يمكن معرفة محيط الأرض، وهى طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2000 سنة مضت .
وتابعت: يعود سبب تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة إلى ميلان محور الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، الذى يؤدى بدوره إلى انتقال الشمس ظاهريًا بين مدارى السرطان شمالاً والجدى جنوبًا مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سن، موضحة أن المناطق الواقعة فى خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوبًا كلها تشهد هذا الحدث مرتين فى السنة، ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية، وهى المحصورة بين خط الاستواء ومدارى السرطان والجدى.
جدير بالذكر أن التعامد الأول حدث هذه السنة أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان فى شهر مايو الماضى، وسوف تعود الشمس وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة فى مايو 2018