في ظل تنامي الحديث عن الاختلال في التركيبة السكانية، والتنبيه إلى انخفاض نسبة الكويتيين إلى نسبة الوافدين وما يمثله ذلك من هواجس تتعلق بمناح عدة، أظهرت إحصائيات البنك الدولي أن معدل خصوبة الكويتيين انخفض من 7.2 إلى 2.1 خلال الفترة من 1960 إلى 2015.
وأظهرت الإحصائيات أن الانخفاض في معدل الخصوبة ليس حكرا على الكويت إذ إن الإمارات والبحرين وعمان عانت انخفاضا بنسب متساوية مع الكويت حيث وصل عند الإمارتيين في نفس الفترة إلى 1.8 بعد ان كان 6.9، ولدى البحرينيين انخفض من 7.1 إلى 2.0، وفي عمان هبط من 7.2 إلى 2.1 بينما كان الانخفاض في معدلها في السعودية وقطر أقل، ففي السعودية انخفض من 7.2 إلى 2.7، وفي قطر من 7.0 إلى 2.0.
وفي هذا الصدد، حذر عدد من المختصين من بعض الأسباب والعوامل التي تساعد على انخفاض الخصوبة ومن أهمها تناول الهرمونات التي يعتقد أنها تبني العضلات في بعض المراكز الرياضية، وكذلك التلوث البيئي والغذائي فضلاً عن السمنة وزواج الأقارب.
استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية والعقم الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الكويت الدكتور أحمد الكندري، فأكد ان «أسباب انخفاض الخصوبة في الكويت تشمل العوامل الوراثية التي لها دور في هذا الأمر بسبب انتقال الجينات المسببة لنقص الخصوبة عبر زواج الأقارب، وهو أمر ملحوظ هنا في الكويت»، مبينا أن «التدخين بين الشباب من أسباب ضعف الخصوبة بسبب تأثيره على انتاج الحيوانات المنوية».
وشدد الكندري على ان «استخدام الهرمونات، وخصوصا هرمون الذكورة لبناء العضلات بشكل خاطئ منتشر للأسف بين الشباب، ويتسبب في انعدام الخصوبة».
وأشار إلى ان «من العوامل التي قد تؤثر في معدل الخصوبة أيضا التعرض للحرارة الزائدة والمواد الكيماوية كتلك التي يتعرض لها العاملون في بعض المصانع»، لافتاً إلى أن «الالتهابات الجنسية بسبب العلاقات الجنسية المحرمة قد تسبب انسداداً في مجرى الحيوانات المنوية وتؤدي لانعدام الخصوبة في بعض الحالات»، كما بين أن «السمنة المفرطة كذلك قد تؤثر سلبياً في نسبة الخصوبة عند الرجال».
واعتبر الكندري أن «تجنب كل ما سبق يؤدي إلى تحسن الخصوبة وخصوصا عند تجنب التدخين وتخفيف الوزن من خلال الغذاء الصحي والرياضة وتجنب الحرارة الزائدة»، مطالباً بـ «ضرورة المتابعة عند المختصين لاكتشاف الأسباب الحقيقية لانخفاض الخصوبة ومن بينها دوالي الخصيتين الذي يحتاج إلى عملية جراحية لعلاجها».
وفرق بين الخصوبة والقدرة الجنسية، «فبينما تعني الخصوبة القدرة على الإنجاب فإن القدرة الجنسية تعني حدوث الانتصاب الكامل في العضو الذكري الذي يؤدي إلى علاقة جنسية تامة مع الزوجة».
وأشار إلى أن «تأخر الإنجاب قد يحدث قلقاً لدى الرجل ويؤدي به إلى ضعف جنسي»، لافتاً إلى «ضرورة الاطمئنان على الأمور الجنسية عند الرجل عند معالجة قضية الخصوبة وكذلك الاطمئنان على الأمور النفسية والاجتماعية».
إلى ذلك، أكد استشاري النساء والولادة وطب الخصوبة الدكتور حازم متعب الرميح ان «انخفاض الخصوبة أمر عالمي ولا يقتصر على الكويت»، لافتاً إلى انه «في بعض الدول المتقدمة نجد ان نسبة الإنجاب أقل من نسبة الوفيات وهو ما يجعلهم يخافون على استمرارية المجتمع لديهم».
وحول أسباب انخفاض الخصوبة، ذكر أن «هناك ظواهر كثيرة انتشرت خلال العقدين أو العقود الثلاثة الأخيرة أدت إلى هذا الانخفاض، ومنها التلوث البيئي وتلوث الماء والسلسلة الغذائية التي نتناولها يومياً وتؤثر على عمل الخلايا في جسم الإنسان».
وزاد «ومن الأمور التي تؤثر أيضاً بشكل كبير على معدل الخصوبة داء السمنة الذي انتشر في الكويت وكثير من الدول الأخرى وزادت نسبته على 60 في المئة»، كما أن «انتشار التدخين بشكل أكبر من السابق حتى بين النساء قلل من معدل الخصوبة عند الجنسين».
وحذر الرميح من «الهرمونات التي يتم بيعها في بعض المراكز الرياضية لبناء الأجسام، فهي إذا وصلت للخصية فإنها تؤثر سلبيا على انتاج الحيوانات المنوية ويمكن ان تؤثر على المدى الطويل وقد تؤدي لانعدامها بشكل نهائي».
وأشار إلى ان «زواج الأقارب من العوامل التي تساعد على انخفاض نسبة الخصوبة، ولهذا فإننا لا ننصح به، علاوة على ان من الظواهر العالمية الملاحظة أيضاً تأخر سن الإنجاب عند الإناث».
وفي شأن نصائحه لتجنب انخفاض نسبة الخصوبة، قال «الحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة بشكل يومي، وتناول الأكل الصحي والبعد عن أي نوع من أنواع الهرمونات».
وعمَّا اذا كانت خصوبة الكويتيين أفضل أو أسوأ مما كانت عليه في العقود الماضية، أجاب بالقول «إن انخفاض الخصوبة ظاهرة عالمية، والكويتيون كغيرهم انخفضت نسبة خصوبتهم بسبب العوامل التي تمت الإشارة إليها».
مدرب كمال أجسام: «كورس» الهرمونات بـ80 ديناراً
حول مخاطر الهرمونات التي يتم تناولها في بعض المراكز الرياضية وتؤدي إلى الإضرار بالخصوبة، قال مدرب كمال الأجسام رائد القادري «أضرارها لا تتوقف فقط عند الإضرار بالخصوبة بل تتعدى لأمور كثيرة»، مشيراً إلى انها«تضعف القدرة الجنسية على المدى الطويل واحتمالية العودة للمعدل الطبيعي لما كان عليه قبل الكورس ضعيفة».
وحول سعر كورس الهرمونات، أجاب: «الأسعار تتباين لكنها تتراوح بين 60 إلى 80 دينارا وهى عبارة عن عشر جرعات وقد تصل لأربعين جرعة تمتد من ستة أسابيع إلى عشرة ويتم جلبها من دول مختلفة مثل تركيا وايران ولكن معظمها يأتي من تايلند».
وتابع «هذه الهرمونات بالإضافة إلى منعها في الكويت فإنها محظورة أيضاً من قبل الاتحاد الدولي لكمال الأجسام ولذلك أنصح بالابتعاد عنها خصوصا من قبل الفئة العمرية الصغيرة».
وحول الفئات العمرية التي تقبل على تلك الهرمونات، أوضح أن «فترة المراهقة من 13 إلى 21 عاماً ليس لديهم صبر ويريدون التعجل في النتائج ولذلك يلجأون لتلك الهرمونات».
وعما إذا كان قد صادف مشكلة عملية ناتجة عن تعاطي أحد المتدربين لهذه الهرمونات، بين ان «هناك مشاكل حدثت لكن البعض فقط من أصحابها يجرؤ على الكشف عن العواقب الوخيمة ومنها الفشل الكلوي وتليف الكبد»، مبينا أن «بعض الحالات قد تصل فيها نتيجة تناول الهرمونات إلى الوفاة».