من أسامة جلال
الكويت- 7 - 6 (كونا) - تتجه انظار العالم غدا الى العاصمة النمساوية فيينا حيث الاجتماع الوزاري العادي رقم 159 لمنظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) والذي من المنتظر ان يخرج بنتائج يترقبها العالم منذ اخذت اسعار النفط في الارتفاع فوق مستوى السعر العادل بتقدير عدد من الخبراء والسياسيين.
ومن المقرر ان تعقد اليوم لجنة مراقبة السوق اجتماعها برئاسة الكويت فيما يعقد الاجتماع الوزاري غدا لاتخاذ عدة قرارات ربما يكون اهمها بشأن الانتاج حيث يتوقع عدد من الخبراء اتخاذ الوزراء قرارا بزيادة الانتاج بما يعادل مليون برميل يوميا وآخرون يتوقعون الزيادة بواقع مليون ونصف المليون برميل والهدف تخفيف حدة ارتفاع الاسعار بما لا يضر بالاقتصاد العالمي.
وكانت الدراسات التي اعدتها دور استشارية عدة وباحثون تابعون لمنظمات نفطية عالمية اكدت وجود عجز في السوق النفطية وسحب من المخزون العالمي سوف يحدث خلال النصف الثاني من العام الحالي ولكن بشكل عام لا يمكن توقع ما يمكن ان يسفر عنه اجتماع وزراء (اوبك) الذين سيتخذون قرارهم بناء على دراسة عميقة للسوق وبما يفيد المنتج والمستهلك معا.
وبحسب تصريحات بعض دول (اوبك) فانها لا ترى ضرورة من زيادة الانتاج بل انها تعترض على الزيادة مثل ايران وفنزويلا فيما هناك دول ترى ضرورة من الزيادة من اجل تخفيف الاحتقان في الاسعار ويتزعم هذا الرأي المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية في حين ان اللجنة الاقتصادية في منظمة (اوبك) لم تقترح رقما محددا للزيادة ويظل الامر معلقا على اجتماع الغد بشأن اهم سلعة تتحكم في الاقتصاد العالمي.
ومن اهم البنود التي سوف توضع على طاولة اجتماع الوزراء غدا بحسب مصادر في (اوبك) هي الانتاج ووضع السوق ومراجعة العمل بالاتفاقيات الخاصة بالمنظمة اضافة الى الموضوعات التي لا يخلو اجتماع للمنظمة من تناولها كالبيئة والحوار مع المستهلكين والتقرير المالي والامور الفنية.
لكن المؤكد هو ان (اوبك) تسعى الى التوازن وعدم التذبذب في الاسعار وارباك الاقتصاد العالمي بعدما تعرض لهزات شديدة نتيجة التوترات السياسية التي يشهدها العالم وخصوصا الشرق الاوسط وليبيا التي اثر توقف امداداتها النفطية بشكل كبير على السوق النفطية.
ويعتبر المحللون ان توقف امدادات النفط الليبي هو السبب الرئيس في ارتفاع الاسعار بشكل كبير خلال النصف الاول من العام الحالي فقد بدأ متوسط سعر برميل نفط سلة اوبك هذا العام بحدود 92 دولارا في يناير ليرتفع الى 100 في فبراير ثم 109 في مارس ليصل الى الذروة في ابريل بسعر 118 دولارا ثم ينخفض الى 109 في مايو واخيرا يصل الى سعر 110 دولارات لبرميل نفط سلة اوبك في يونيو الجاري.
ولعبت عدة عوامل دورا رئيسيا في تذبذب اسعار النفط خلال النصف الاول من العام غير العوامل الجيوسياسية ربما يكون ابرزها العامل النفسي واستغلال المضاربين للعب على هذا الوتر الحساس للمستهلكين ويبرز من العوامل المؤثرة حادثة فوكوشيما في اليابان وانخفاض المخزون الامريكي وموسم البرودة وايضا زيادة انتاج بعض الدول لتعويض النقص في النفط الليبي.
ومن المعروف ان دول (اوبك) تنتج تقريبا ثلث انتاج العالم من النفط بما يعادل 81ر28 مليون برميل بحسب تقديرات مركز دراسات الطاقة العالمي لانتاج اوبك.
كما لعبت زيادة الاسعار هذا العام دورا كبيرا في زيادة العوائد للدول النفطية وبخاصة دول اوبك ومنها الكويت التي حققت رقما قياسيا جديدا وبلغت إيراداتها 86 مليار دولار هذا العام. وذكر تقرير صدر اخيرا عن صندوق النقد الدولي ان ارتفاع اسعار النفط في الكويت الى مستوى قياسي جديد سيعزز ايراداتها الى اعلى مستوياتها لتصل الى اكثر من 86 مليار دولار هذا العام وستقفز العائدات الى معدلات جديدة في العام المقبل.
ويتوقع الخبراء النفطيون تراجع سعر برميل النفط اذا ما زادت (اوبك) انتاجها كما ان المؤكد ان (اوبك) تتعرض لضغوط من اجل زيادة الانتاج.
وقال التقرير الشهرى لمركز دراسات الطاقة العالمي انه على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن تتخذ قرارا حاسما وواضحا في اجتماعها اذا أرادت أن تعيد الثقة اليها كحام لاستقرار أسواق النفط.
وبين التقرير الشهري ل(اوبك) عن أسواق النفط أن انتاجها في 2010 كان أقل مما يحتاجه العالم منها وان الطلب على خام أوبك زاد على 30 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من ذلك العام.
كما لا يمكن اغفال ان (اوبك) فشلت في تعويض كامل للنقص في امدادات النفط الليبي والبالغ 6ر1 مليون برميل يوميا من النفط الخفيف المسمى بالنفط (الحلو) وهو افضل انواع النفوط في العالم على عكس نفط الكثير من دول اوبك التي تنتج النفط الثقيل الصعب في تكريره واستخلاص المنتجات النفطية منه.
لكن وبرغم كل الدوافع لان تزيد (اوبك) من انتاجها الا انه لا يمكن تجاهل المخاوف من تكرار نفس السيناريو الذي وقع في عام 1997 عندما هوت الاسعار بسبب الاتفاق على زيادة الانتاج في المؤتمر الذي عقد في جاكرتا وقتها.
وبأي حال تظل الكلمة الفصل في اجتماع وزراء (اوبك) غدا وان كان على الارجح سيتم زيادة الانتاج بعد عدة تصريحات موحية بهذا الشأن جاءت على لسان عدد من الوزراء.(النهاية) أ س ج / ر ف كونا071420 جمت يون 11
|