قتل ثمانية أميركيين وأربعة أفغان في هجوم انتحاري في مدينة خوست جنوبي أفغانستان، في حين خرجت مظاهرات في كابل وجلال آباد احتجاجا على سقوط مدنيين في غارات أميركية.

وأفاد مراسل الجزيرة في كابل سامر علاوي نقلا عن مصادر أمنية أفغانية أن مجهولا اقتحم قاعة رياضية في مركز إعادة إعمار في مدينة خوست تتموضع فيه قوات أجنبية، وفجر نفسه ليقتل ثمانية أميركيين وأربعة أفغان.

وقال مسؤولون في السفارة الأميركية بكابل إن جميع القتلى الأميركيين لم يكونوا من العسكريين، دون تحديد مهمتهم في أفغانستان.

ويأتي الحادث تزامنا مع مظاهرات في العاصمة كابل وجلال آباد احتجاجا على استمرار سقوط مدنيين، رفع خلالها المشاركون لافتات مناوئة للقوات الأجنبية في أفغانستان ومطالبة برحيلها.

ونبه أعضاء في البرلمان الأفغاني شاركوا في المظاهرات إلى احتمال قيام انتفاضة شعبية إذا استمر قتل المدنيين.

وكان اثنا عشر مدنيا لقوا مصرعهم في أحدث عملية عسكرية للقوات الأجنبية بولاية كونار الأحد الماضي تسعة منهم أطفال واثنان مزارعان.

وتزامنت الاحتجاجات مع صدور تقرير للجنة التحقيق التي شكلها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أكد أن القتلى مدنيون وأن القوات الأميركية لم تنسق مع نظيرتها الأفغانية قبل شن الغارة.

وفي تطور آخر، تعرض موكب للقوات الكندية في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان لانفجار وصف بالعنيف في مديرية دَنـْد بعد ظهر اليوم.

وشوهدت عدة مروحيات تحط وتقلع من مكان الانفجار، ومنعت القوات الكندية الصحفيين والعامة من الاقتراب.

دعم الجيش

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال محمد ظاهر عظيمي عن الإستراتيجية الجديدة للوزارة في حربها ضد طالبان.

وأكد الجنرال عظيمي, في مؤتمر صحفي مع الناطق باسم قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن سلامة المواطنين وأمنهم أهم ركيزة في الإستراتيجية الجديدة، مشيرا إلى أن تعداد الجيش يفوق حاليا المائة ألف وأن سبعة عشر مليار دولار تم صرفها على بنائه حتى الآن.

وذكر أن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 16 مليار دولار لإنفاقها على تدريب الجيش الأفغاني وزيادة عدده إلى 240 ألف جندي، وأعرب عن أمله بأن يوفر مؤتمر المانحين المقرر في العاصمة البريطانية الشهر المقبل أموالا إضافية.

ويتوقع أن يغطي جزء من الأموال الأميركية شراء ما يزيد على 150 طائرة بينها مروحيات وطائرات استطلاع ومقاتلات وطائرات نقل تعتبر حيوية للتحرك في البلد المعروف بوعورة تضاريسه وضعف بنيته التحتية.

وأشار المسؤول الأفغاني إلى أن المساعدات الأخرى ستستهدف تدريبا إضافيا وإنشاء قواعد فضلا عن توفير أسلحة تتفق مع معايير حلف الناتو.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في إطار إستراتيجيته الخاصة بأفغانستان عن إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي لمواجهة تصاعد أعمال العنف، كما أرسلت دولا أخرى سبعة آلاف جندي.