«رفقا بالوافدين»... هذا ما بت اردده باستمرار ومنذ سنوات عدة، حيث ان القوانين باتت طاردة للعمالة الوافدة المتميزة التي باتت تجد في بقية دول مجلس التعاون المكان الانسب من الكويت بسبب تلك القوانين غير العادلة.

ان الكويت كانت قبلة المهاجرين العرب لاسباب انسانية او سياسية او اقتصادية، ومنذ حصول الكويت على استقلالها في عام 1961، وهي تحمل شعار «الكويت بلاد العرب»، فتوافد عليها الكثير من الوافدين خاصة العرب منهم الذي عاشوا أجمل فترات اعمارهم في الكويت التي ساهموا في تطويرها ورقيها في شتى المجالات وقد استفادوا بالمقابل ماديا وفي الحصول على حياة كريمة لهم ولاسرتهم داخل الكويت وخارجها.

وقد لعب الاخوة العرب دورا رئيسا في تطور ورقي الكويت فاذا كان مناخ الكويت قاسيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة الا ان مناخ الكرامة الانسانية وحرية الاعتقاد التي كفلهما الدستور تدفع بهم لتحمل الحرارة.

ولا اريد ان اعدد المجالات التي خدم فيها الاخوة العرب فمثلما هناك الوظائف المتميزة مثل القضاء والطب والتعليم فان هناك طبقة العمال والحرفيين الذين لا تقل اهميتهم عن اي وظيفة اخرى.

كم كنت اسعد عندما ألتقي ببعض الوافدين العرب الذي سمحت لهم السلطات بكفالة انفسهم، ويحدثني عن الكويت وكأنها بلده الاول وليس الثاني. وكم افرح عندما اسافر والتقي بعض العرب الذين عاشوا فترة في الكويت ويذكرونها بالخير. وكم اسعد لو قامت وزارة الداخلية باعطاء امتيازات لمن عاش في الكويت عشرين عاما ولا توجد عليه اي مشاكل امنية في ان يتم تكريمه من خلال منحه حق كفالة نفسه وادخال ابنائه المدارس الحكومية واعفائه من التأمين الصحي، والسماح له بافتتاح متجر باسمه، ومنحه حق احضار والديه للاقامة على ان يتكفل برعايتهما صحيا ما سيجعل الانطباع رائعا عن الكويت بين الناس وبين الدول التي تتربص بسمعة الكويت في المحافل الدولية خاصة من يتهم الكويت بالاتجار بالبشر وبالاساءة للخادمات.

بعض الكويتيين يسيؤون في تصرفاتهم، وهم دخلاء على أخلاق اهل الكويت المعروفة بالطيبة والانسانية والكرم، الا ان البعض لا يمثل الا نفسه واغلبهم من «محدثي النعمة»، الا ان الناس لا تعرف الا انه كويتي محسوب على المجتمع الكويتي.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا».

كنت اغضب عندما ارى من يسيء الى وافد بالصدفة. وكنت اغضب عندما اسمع من يسيء معاملة الخدم. والان كيف نوافق على قوانين حكومية تهدف الى زيادة معاناة الوافدين، فالحياة متعبة بشكل عام، فما بالك في من يجد صعوبة في التأقلم مع الظروف التي يعيش بها.

ان من يدعو للتضييق على الوافدين انما يفتقد للانسانية مثلما يفتقد الرؤية السليمة للامن في المجتمع الكويتي، وبالتالي علينا الا نستمع الى اصواتهم وان كانت عالية كونها لا تخدم الكويت.