واقعيًا، فإن الصورة تبدو غير مشرفة، فالملايين ليس لديهم أسلوب #صرف #صحي حديث ولا يعلمون شيئا عن السباكة ناهيك أن تتوفر لهم مياه نظيفة بأي شكل كان.

وفي تقرير نشرته صحيفة “مترو” البريطانية تشير إلى أن شرب الماء النقي من قارورة أو زجاجة يتم شراؤها من السوبرماركت يجب ألا يشعرنا بالذنب؛ لكنه يجب أيضا أن نشعر بأننا محظوظون على الأقل بأننا لا نتناول ماء قذرا.

وماذا لو عكست الصورة، دعونا نرى، فقد قامت إحدى الشركات في بريطانيا بتصميم قارورة تبدو قذرة من الخارج وبالتالي فإن محتواها الداخلي من المياه غير نظيف بل ملوث، لكن الحقيقة طبعا غير ذلك، فالأمر لا يعدو سوى قرع جرس الإنذار للوعي بأنك على ما يرام.

فهذه القارورة الجديدة تهدف إلى لفت الانتباه إلى أننا نشرب ماء نقيا لكنه هناك من يشربون ماء قذرا في الوقت نفسه، بمعنى أنها تشجع الناس على التفكير قبل الشراب.

وقد جاء إنتاج هذه القارورة البلاستيكية بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس من كل عام.

فلسفة مخترع القارورة القذرة

وقال مخترع هذه الطريقة لماركة "ون ووتر" واسمه دنكان غوس إنه استعان بأرقام توزيع المياه المعبأة ورآها خيالية جدا ليعمل على الفور بأن يستفيد من هذه الأرقام في فكرته التي تقلب السائد.

وفي بريطانيا وحدها فإنه يتم استهلاك ما يقدر بـ 4.8 مليار لتر من المياه المعبأة في زجاجات سنويا، وهو رقم يدفع للمضي في الفكرة.

يقول المخترع غوس: "أردت أن أحول نقطة سلبية إلى إيجابية.. بحيث يمثل ذلك مصدرا لدعم الذين يعانون في الحصول على المياه النقية في العالم".

وتابع "غوس" قائلًا: "قد يبدو من البديهي ألا أحد يمكن أن يبيع مياها قذرة فالصورة الأولى تقول ذلك، لكن أعتقد أنها لحظة مناسبة جدا لكي نقوم بعكس قضية من خلال فتح مساحة للتأمل وسط حياتنا المشغولة يوميا بحيث نخلق فرصة لدعم المشاريع بطريقة غير مباشرة، وليس من خلال تحويل مبالغ إلى الحسابات المصرفية إنما بالإسهام من خلال شراء هذه القوارير والتفكير بشكل مختلف".